الحمد لله رب
العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد – صلى
الله عليه وسلم - أمام المجاهدين والمرابطين، وعلى
آله وصحبه الغر الميامين وعلى من سار على دربه ،
درب الجهاد والمقاومة إلى يوم الدين أما بعد:
أيها الصابرون ...
يا أهل فلسطين الشموخ .. يا أهل
غزة الصمود ..، يا صفوة الله وأولياءه، لا أحد
أحسن منكم قولاً ولا عملاً، لأنكم تقومون بما قام
به الصحابة الكرام ، فلا تستوحشوا الطريق أيها
الأبطال لكثرة القصف الوحشي الجبان على بيوتكم
ومساجدكم ومؤسساتكم العلمية والأمنية .. فلا
تشعروا أيها العظام بأنكم قلة وضعفاء، فأنتم
الأقوياء بصبركم وثباتكم، والله معكم ولن يتركم
أعمالكم ، حتى ولو تخاذل الجميع عن نصرتكم،
فتباشير النصر تخرج من بين الركام الملتهب لتلعن
الصهاينة ومن تخاذل عن نصرتكم من المتصهينين
اللئام ، واعلموا أن العاقبة للمتقين وأن النصر
للصابرين وأن التمكين للواثقين بنصر الله، فهنيئاً
لكم ..فالله تعالى أعطاكم أموراً لم
يجمعها لغيركم وهي الصلاة عليكم
والرحمة والهداية لكم، فقال تعالى:
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ
مِّنَ
الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ
مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ
وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ
إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ
إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ
رَاجِعونَ . أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَات
مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) وبعد هذا
بشراكم من ربكم: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ
أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾.
أيها الصامدون ...
إن ما يتعرض له قطاعنا المحاصر منذ
صبيحة السبت 27/12 من عدوان صهيوني إجرامي هو
الأبشع في تاريخ الاحتلال تجاه أبناء الشعب
الفلسطيني، ويعتبر محرقة ومجزرة تضاف لسجل المجازر
التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق الشعب
الفلسطيني الأعزل، والملاحظ أن هذه المجزرة تأتي
في ظل تواطؤ إقليمي لكسر إرادة أبناء الشعب
الفلسطيني وحكومته الشرعية - ومما يؤكد ذلك
تصريحات المتآمرين التي يطلقونها صباح مساءً - في
محاولة يائسة لتركيع مقاومة شعبنا وإسقاط حكومته
الشرعية في قطاع غزة الصامد. إن شدة الهجمة
واستهدافهم لبيوت الله والجامعات دليل على تخبط
هذا العدو المجرم واستنفاذ خياراته، وهى في نفس
الوقت مؤشر لاقتراب الفرج والنصر من الله.
يا شعب غزة العزة ...
اعلموا أن محق الصهاينة الأوغاد لا
بد أن يسبقه تمحيص وابتلاء واختبار حيث قال الله
تعالى: ( وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين
) فلا يُمَكن للمؤمن الصابر إلا بعد أن يبتلى،
فاثبتوا واصبروا ولا تهنوا ولا تحزنوا من كثرة ما
يصيبكم، فالله أرحم بكم، وثقوا أن الفرج بعد الكرب
وأن نصر الله آت .. آت .. فأحب الناس إلى الله
تعالى (الصحب الكرام) تعرضوا لابتلاء أشد من ذلك
وصبروا واحتسبوا أمرهم لله تعالى .. فالعزة لكم
أيها السائرون على درب المصطفى صلى الله عليه
وسلم، والخزي والعار للمتخاذلين والمتعاونين مع
الأعداء، الذين بدءوا في ترويج الإشاعات المغرضة
والمسمومة لإحباط معنويات أبناء شعبنا من خلال
وسائل إعلامهم الصفراء وفي ظل ما يجري من أحداث
فإننا نؤكد على ما يلي:
1- إن العدو الصهيوني هو من يتحمل
المسؤولية الكاملة عن هذه المحرقة والمجزرة التي
أودت بحياة مئات الشهداء والجرحى.
2- نؤكد في حماس أن الذي سيدفع ثمن
هذه الحماقات ليس أبناء حماس وحدهم وليس أبناء
الشعب الفلسطيني وحدهم، بل كل مغتصب صهيوني على
الأرض الفلسطينية سيدفع ثمن هذه الحماقات التي
ارتكبتها قيادته المجرمة .
3- إن ارتكاب مثل هذه المجازر لن
تزيد شعبنا إلا التفافا حول خيار المقاومة وحول
قيادته الشرعية المنتخبة، وأن كل المحاولات
اليائسة لإسقاط الحكومة الشرعية ستبوء بالفشل، كما
أننا نؤكد أن غزة لن تنكسر أمام هذا العدوان وهي
قادرة على الصمود والثبات.
4- إن ما يقوم به العدو الصهيوني
يأتي في سياق مؤامرة صهيونية ـ أمريكية إقليمية
لشطب المقاومة وإنهاء حكم حركتنا الذي بدى في
الآونة الأخيرة استقراره وثماره الطيبة.
5- نؤكد أن حركة حماس وحكومتها
الشرعية ستبقى شوكة في حلوق الصهاينة والطغاة
والمستكبرين، وحركتنا تمتلك من القيادات السياسية
والإدارية ما يكفي لمقاومة هذا العدو البغيض،
ونطمئنكم أن حركتكم بخير وقيادتكم بخير وحكومتكم
وأجهزتها بخير والحمد لله فهم لا يحتاجون
منكم إلا الصبر والثبات والتضرع لله بالدعاء.
6- نتقدم بخالص تعازينا إلى أهالي
الشهداء الذين قضوا نحبهم في هذه المحرقة، وفي
مقدمتهم قيادات الشرطة الفلسطينية وشهداء منطقتنا
وكل الشهداء، سائلين الله تبارك وتعالى أن يرحم
الشهداء، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، كما ونتمنى
لكافة الجرحى والمصابين الشفاء العاجل.
7- ندعوكم لعدم الاستجابة لتهديدات
الصهاينة بإخلاء المنازل، وواجهوا مخططات العدو
المجرم بنصرة أصحاب المنازل المهددة والزحف
إليها لتشكيل دروعاً بشرية لإحباط هذا المخطط
فأنتم مشاريع شهادة بإذن الله.
8- إنّ الشعب الفلسطيني الذي فقد
آلاف الشهداء لن يقبل من الأنظمة العربية
والإسلامية الاكتفاء بإصدار بيانات التنديد،
والشجب، والاستنكار، فأقل ما يتطلع إليه أبناء
الشعب هو اتخاذ خطوات وإجراءات عملية تؤدي إلى وقف
هذا العدوان الظالم فورا، وقطع العلاقات السياسية
والدبلوماسية مع العدو، وفتح معبر رفح.
وأنه لجهاد نصر أو استشهاد
حركة المقاومة الإسلامية- حماس
المكتب الإعلامي- شرق غزة
29/12/2008