ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

 

هذه هي مصر‏ ..‏ وتلك هي إسرائيل‏ .. ‏فأين العرب ؟
 

د‏. ‏ليلي تكلا - مصر

 

تعلمنا في القانون الجنائي أن إحدي وسائل التعرف علي الجاني هي أسلوبه في ارتكاب الجريمة‏modusoperandi‏ فلكل مجرم أساليب معينة يكررها فينكشف أمره‏.‏ وعلمتنا الأحداث أن إسرائيل لها أسلوب معين تكرره‏,‏ منها أسلوب النشالين‏,‏ أي العمل علي ان تجذب اهتمام الضحية بأمور جانبية تنشغل بها‏,‏ بينما هي تقوم بالسطو‏,‏ كررت هذا الأسلوب منذ قرار‏242,‏ حيث قامت بتعديل نص الأراضي المحتلة‏,‏ إلي أراض محتلة‏,‏ ثم في كامب ديفيد حيث شغلت المتفاوضين بقضية المستوطنات وقام عباقرة تل أبيب بتغيير الحكم المحلي للفلسطينيين إلي الإدارة المحلية والفرق بين الاثنين شاسع‏,‏ ومن أساليبهم أيضا عدم إدخار وسع في تفتيت التماسك العربي وإضعافه‏,‏ خاصة عن طريق الوقيعة بينهم وبين مصر التي هي مصدر قوتهم ودرعهم الواقي‏,‏ كررت ذلك الأسلوب كثيرا ونذكر ان بيجن عقد اجتماعا مع الرئيس السادات في شرم الشيخ‏..‏ وخرج منه يعلن للصحافة والعالم ان ذلك الاجتماع كان أهم اجتماعاتهما وسوف تكون له نتائج خطيرة وفي اليوم التالي ضربت إسرائيل المفاعل في العراق‏..‏ مما اعطي انطباعا إن هذه الجريمة تمت باتفاق مع مصر والسادات‏..‏ لم يكن ذلك صحيحا لكنه أشعل المشاعر المعادية لمصر وزاد الهوة اتساعا‏.‏

وتزور ليفني مصر وتلتقي بالرئيس مبارك الذي أوضح لها بأسلوب صارم موقف مصر من حقوق الفلسطينيين وتمسكه بها‏..‏وإذا بهم يقومون ـ يوم السبت ـ بغارات وحشية علي غزة تهدف إلي إبادة شعب فلسطين الاعزل في هولوكوست بشع يحصد مئات الأرواح البريئة‏.‏

هذه هي إسرائيل وهذه أسالبيها‏..‏ لانتوقع منها غير ذلك‏,‏ فماذا عن العرب؟ لماذا يقفز بعضهم داخل فخاخ إسرائيل وهم يتصورون أنها البطولة؟‏..‏ كيف يهاجمون مصر؟‏..‏ ألا يعلمون ان العربي الذي يهاجم مصر يضعف من نفسه ويهز كيانه‏..‏ أما مصر فإنها لاتهتز ولاتضعف؟ مصر كانت وستظل مصدر القوة ودرع الحماية والملاذ الذي يحمي العروبة لم تشغلها أبدا المهاترات الجانبية عن لب القضية‏,‏ إن مصر دولة ثابتة راسخة عبر القرون ومنذ فجر التاريخ‏,‏ وليست دويلة قامت بالصدفة أو بالتقسيم‏,‏ إنها أولي الدول التي لها مقومات الدولة الحديثة‏,‏ وخريطة العالم العربي دون مصر خريطة باهتة مهزوزة لا كيان لها‏,‏ ومهما طال الزمن‏..‏ وتراكمت التحديات‏..‏ فإنها الأخ الأكبر والأعقل الذي يتحمل مهاترات الصغار لأن قامتها أعلي من أن ينال منها شيء إنها لاتقابل الشر بالشر بل تعطف عليهم وتدعو لهم بالحكمة والوقار‏.‏
هاجوا وماجوا واتهموا‏,‏ وانشغلوا عن القضية الأساسية‏.‏

أصبح العدو هو مصر والقضية هي التحكم في المعابر‏.‏ من هنا أصبح من الضروري توضيح الجوانب القانونية للمعابر والاستنارة ببعض الحقائق المصرية‏.‏
‏***‏
قضية المعابر ليست مجالا للتهريج‏,‏ يحكمها القانون باتفاقية دولية واضحة‏.‏ ولإسرائيل مع العالم العربي‏7‏ معابر‏:‏ واحد منها بين مصر وغزة في رفح‏.‏ المعابر الأخري هي‏:'‏ إيريز‏'‏ الذي يقابل رفح شمالا‏,'‏ ناحال عوز‏'‏ للمحروقات مثل الغاز والبترول‏,‏ و‏'‏كارني‏'‏ للبضائع والمواد الغذائية‏,‏ و‏'‏كيسوفيم‏'‏ وهو مغلق وكان لعبور المستوطنين‏,‏ و‏'‏صوفا‏'‏ لمرور الأسمنت ومواد البناء وهناك في المثلث الغربي معبر كرم أبوسالم مخصص لدخول المعونات من انروا ومعبر العوجة بين مصر وإسرائيل وليس غزة‏.‏

هذه المعابر ينظم العمل فيها‏'‏ اتفاقية المعابر‏'‏ التي وقعت في جنيف بتاريخ‏2005/11/15,‏ بين دحلان عن السلطة الفلسطينية وموفاز عن إسرائيل وسولانا عن السوق الأوروبية وبحضور كوندواليزا‏.‏ وسلطة المعابر تخضع للسلطة الشرعية التي هي السلطة الفلسطينية‏.‏ وكي يفتح معبر رفح مطلوب عنصر أمان يقوم به الحرس الرئاسي للسلطة الفلسطينية‏,‏ وهناك عنصر مراقبة من الاتحاد الأوروبي موقوف مؤقتا‏.‏

هذا الوضع القانوني يعني أن كل معبر مخصص لأغراض معينة لايجوز تغييرها‏,‏ وأن هناك اتفاقية دولية انتهاكها يعاقب عليه‏.‏ ومع ذلك ورغم أن معبر رفح مخصص فقط للأفراد الذين لهم حق المرور ـ مثل أي نقطة حدود ـ فإن مصر استثناء تسمح بدخول الحالات الإنسانية للعلاج أو جمع شمل الأسر وغير ذلك‏,‏ كما أنها تسمح بمرور المؤن والمعدات الطبية رغم أنه غير مؤهل للبضائع وليس به إمكانات للتخزين أو التفريغ‏,‏ هذا هو القانون والواقع وهذا هو الموقف القومي لمصر‏,‏ والموقف الإنساني للرئيس مبارك‏.‏ قال شارون يوما إن العرب لايقرأون ولذلك لايعرفون وما أصعب الحياة بين عدو شرس وصديق جاهل‏.‏

لماذا الضجة؟ حماس غاضبة من هذا الوضع وتريد أن يكون لها دور في التحكم في فتح وإغلاق المعابر والسيطرة عليها‏,‏ لذلك حركت منظماتها وأنصارها للتظاهر‏,‏ يركزون علي العبور وبالذات العبور لمصر وكأنه لب القضية لماذا؟ هل تسعي لتصفية القضية وتمرير السلاح أم تهجير الفلسطينيين من غزة أم يستهدفون أمن مصر ويستدرجونها لصراع الكل فيه خاسر؟‏!‏

***‏
هذا عن المعابر أما الحقائق فنشير إلي بعضها‏:‏
‏*‏إن مصر أكدت لإسرائيل في مقابلة وزيرة خارجيتها مع الرئيس وفي تصريحات عديدة أنها ترفض أي اعتداء علي غزة بأي صورة‏,‏ ونشرت ذلك جيروزاليم بوست الإسرائيلية‏.‏

*‏ إن قضية فتح المعابر بلا ضوابط أمر يتعلق بأمن مصر وحماية شعبها ومنشآتها التي كان من المنتظر ان تكون في حسابهم ومن اهتمامهم‏,‏ وهم يعلمون أنه عندما فتحت مصر المعابر منذ شهر ضبطت أجهزة الأمن عناصر إرهابية مسلحة تندس بين أهالي غزة لتدخل مصر خلسة مرتدية ملابس النساء المنتقبات وتحمل أدوات دمار‏,‏ إنهم يرفضون ايواء هؤلاء في أراضيهم ولهم الحق في ذلك لكنهم يطالبون مصر بقبولهم‏.‏

*‏ لقد ثبت دون شك حكمة مصر في الاصرار علي رأب الصدع الفلسطيني من أجل السلام وهذا مايطالبون به اليوم‏,‏ فهموا أخيرا ومتأخرا وكان الثمن فادحا‏,‏ ولو كانوا استجابوا لجهود مصر لما وصل الحال إلي ماعليه اليوم‏,‏ وماتدهور إلي الصورة التي وصل إليها‏,‏ صوره تؤلم كل مصري‏..‏ بينما يستثمرها البعض لأغراضهم‏.‏

*‏ إن مصر هي مصر وستظل مصر لاتؤثر فيها صيحات أو هتافات‏,‏ قيادتها رزينة حكيمة‏,‏ وسوف يذكر التاريخ للرئيس مبارك أنه قام بحماية مصر من حروب ودمار رغم استفزازات كثيرة ليس استكانة عن الحرب‏,‏ فهو الذي شارك في كل حروب العرب وقاد أبطال مصر ونسورها في ضربة جوية هزمت العدو وحققت أول نصر للعرب عندما اقتضي الأمر ذلك الهجوم‏.‏

وسوف يذكر له اننا اليوم‏,‏ نعيش في أمن اقتصادي نسبي لاتتمتع به دول أكثر منا ثراء وبعضها شديد الثراء لكن شعوبها تولول من تداعيات الصدمة المالية العالمية‏,‏ وسوف يذكر له انه وضع حدا لعصر مذابح الأقصر والهجمات بالمدافع علي السياح أو المصلين‏,‏ إنه بحكمة واتزان يحمل هموم العرب ومشاكلهم وتداعيات صراعاتهم كما يهتم بمصالح مصر وامن شعبها‏.‏

*‏ ذلك هو سرد الأحداث الذي يؤكد دور مصر وهكذا جاءت مبادرة الرئيس مبارك لوضع حد للدمار ونزيف الدم الفلسطيني‏,‏ كان نجاحها محل اعجاب كل من يسعي للسلام‏,‏ كسرت حاجز الفيتو الذي كان يخشاه العرب‏.‏ هذا النجاح الذي يسعي لأمن الفلسطينيين لايروق لمن لايريدون السلام‏,‏ فارتفعت نبرة الهجوم علي مصر وانكشفت حقيقة دوافعهم وظهر الفرق بين من يحاربون بالحناجر وبالإعلام ومن يحققون الأمن والسلام للشعب الفلسطيني بالفعل والعمل علي أرض الواقع‏.‏ حفظ الله مصر‏.‏

الأهرام

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا