10- قبريانوس:
ولد القديس الشهيد قبريانوس الأمازيغي في أفريقيا الشمالية في القرن
الثالث الميلادي. وعرف بكونه كثير الدفاع عن المسيحية، وفي المقابل عرف
بعدائه الشديد للنحل المخالفة لملته وتصديه للعقائد الضالة التي تتنافى
مع الديانة الإنجيلية ذات الطابع المسيحي، ومن أهم مصنفاته الفكرية
والدينية كتابه في" الرد على اليهودية والاحتجاج للمسيحية".
هـــ - العلماء الأمازيغ:
1- ماركوس مانيليوس:
ولد ماركوس مانيلوس Marcus Manilius في أفريقيا الشمالية، وهو شاعر
وعالم فلكي يكتب باللاتينية. واشتهر في الفكر اللاتيني بأنه كتب قصيدة
شعرية تعليمية في خمسة أجزاء حول علم الفلك القديم وعلم التنجيم. وقد
وصف في قصيدته الفلكية مجموعة من العناصر الطبيعية والكونية كالسماء
والأرض والكواكب والمجرات والأبراج والنجوم، واستقرأ بشكل علمي وتنجيمي
أثر الأفلاك وتلك المظاهر الكونية والطبيعية على حياة الإنسان وسعادته
النفسية والروحية سلبا وإيجابا.
خاتمـــة:
هذه هي أهم الشخصيات الثقافية التي أفرزتها الممالك الأمازيغية القديمة
في تخصصات شتى ومعارف متنوعة. وقد لاحظنا بشكل جلي بأن شمال إفريقيا
كان يعج بالشعراء والكتاب والخطباء والبلاغيين والعلماء والفنانين، كما
كان يزخر أيضا برجال الدين الذين حملوا شعار التنوير والمقاومة
والاستشهاد في سبيل تحرير شعوب تامازغا من قبضة الاحتلال الروماني و
الغزو الوندالي و الاعتداء البيزنطي.
ونستنتج كذلك أن الأمازيغيين كانوا متحمسين لفكرة التدين واعتناق
المسيحية، وكانوا يرفضون الوثنية والاستغلال الكنسي والاحتلال غير
الشرعي. كما نستخلص بأن الأمازيغيين كانوا من السباقين إلى كتابة
الرواية والسيرة الذاتية وأدب الاعتراف والكتابة الدينية ووضع
الموسوعات. بيد أن كل ما كتبه الأمازيغيون كان باسم اللاتينية والفكر
اللاتيني واللغة اللاتينية ، لأن الرومان في الحقيقة هجّروا المثقفين
الأمازيغيين المتميزين إلى روما و فرضوا عليهم الجنسية الرومانية
والكتابة اللاتينية مقابل النعيم المادي والرفاهية الارستقراطية دون أن
ننسى بأن الرومان قد زيفوا عناوين مؤلفات الكتاب الأمازيغيين ورومنوا
أسماءهم وعطاءاتهم الفكرية رغبة في القضاء على هويتهم الأمازيغية وطمس
جذورهم الإفريقية ومحو كتابتهم الأصلية.
الهوامــش:
1- محمد شفيق : لمحة عن ثلاثة وثلاثين قرنا من تاريخ
الأمازيغيين،دار الكلام ، الرباط، ط1، 1989، ص:77؛
2- عن لاكروا: نوميديا وموريطانيا، أورده إبراهيم حركات
وآخرون، دار الكتب، لبنان، ص:143؛
3 - محمد بوكبوط: الممالك الأمازيغية في
مواجهة التحديات، منشورات مركز طارق بن زياد، الرباط،، ط1، 2002م،
ص:45؛
4 - د. أحمد عثمان: الأدب اللاتيني ودوره
الحضاري، عالم المعرفة، الكويت، العدد141، ط1989، ص:67؛
5 - محمد شفيق: نفس المرجع، ص:78؛
6 - محمد شفيق: نفس المرجع، ص:79؛
7 - محمد بوكبوط: نفسه، ص: 71؛
8 - محمد بوكبوط: نفسه، ص:71؛
9 - محمد شفيق، نفس المرجع، ص:80؛
10 - محمد شفيق، نفس المرجع، ص:80؛
11 - محمد شفيق: نفسه، ص: 80؛
12 - د. إحسان عباس: فن السيرة، دار
الثقافة، بيروت، لبنان، ط5، 1981م، ص:114؛
13 - محمد شفيق: نفسه، ص: 80؛
14 - محمد شفيق: نفس المرجع، ص: 80؛
15 - شارل أندري جوليان: تاريخ أفريقيا
الشمالية، تعريب محمد مزالي والبشير بن سلامة، طبعة الدار التونسية
للنشر، ص:305؛
16 - إميل فاگيه: مدخل إلى الأدب، ترجمة
مصطفى ماهر، ملتزمة الطبع والنشر، لجنة البيان العربي،مصر،ط 1958م
،ص:51؛
17- د. عبد الله العروي: مجمل تاريخ المغرب، المركز
الثقافي العربي، الدار البيضاء، المغرب، 1984م، ص:59؛
18 - د. عباس الجراري: الأدب المغربي من خلال قضاياه وظواهره،
الجزء الأول، مكتبة المعارف، الرباط، ط2، 1982، ص:27
19 - د. عباس الجراري: نفسه، ص:27
ملاحظة:
جميل حمداوي، صندوق البريد 5021 أولاد ميمون، الناظور، المغرب.