![]() |
شعر مترجم |
قبلة الحذاء العراقي على وجه بوش رشيد شاهين - العراق
لا شك ان الحذاء الذي قذفه الصحفي العراقي منتظر الزيدي في وجه السيد الأميركي خلال زيارته أمس إلى بغداد سوف يدخل التاريخ من أوسع أبوابه وسوف يكون الحذاء الأكثر شهرة في العالم بعد حذاء رئيس الاتحاد السوفييتي السابق نيكيتا خروتشوف الذي لم يتوان عن استعماله في وجه الأميركيين من على منصة الأمم المتحدة وبهذا تكون اميركا وسياساتها قد دخلت موسوعة غينيس. الزيارة التي قام بها الرئيس الأميركي جورج بوش المغادر غير مأسوف عليه للبيت الأبيض لم تكن ذات أهمية تذكر بحسب كل المراقبين والمحللين والمتابعين، وهي لم تزد عن كونها زيارة وداعية وربما للمجاملة أو من اجل أن يقدم خلالها بوش الشكر للقائمين على الحكم في العراق -والذين هم ليسوا سوى من صنع يديه- لأنهم أقدموا على توقيع الاتفاقية التي ظل بوش يضغط باتجاه توقيعها مع أميركا قبل أن يغادر. الحذاء الذي تم قذفه في وجه بوش هو التعبير الحقيقي عن موقف العراقيين النجباء الذين حاولت ماكينة الدعاية الأميركية والغربية والعربية التي تدور في فلك أميركا أن تشوه مواقفهم من خلال تصويرهم على أنهم رحبوا بقدوم قوات الاحتلال وهي تعبير آخر كان قد سبقه قبل أسابيع قليلة إسقاط "صنم" بوش في الساحة ذاتها التي تم فيها إسقاط "صنم" الرئيس العراقي في التاسع من نيسان ابريل 2003. كنا قد قلنا في أكثر من مقال بأن العراق بكل ما فيه من أطياف ومذاهب وأعراق لا يمكن إلا أن يكون عراقا مقاوما أبيا شامخا برغم كل المحاولات التي بذلتها أميركا ومن تحالف معها من اجل تشويه الصورة المشرقة لشعب العراق، كما كنا حذرنا من الانجراف في هذا المنحدر لان فيه إساءة غير مبررة للعراق وأهل العراق إلا اننا كنا نجابه من قبل من أعمى الجهل وعدم المعرفة الحقيقية بأهل العراق عيونهم وقلوبهم بالصد والرفض، وها هو الحذاء العراقي يرد ليس فقط على هؤلاء الذين شككوا بوطنية العراقي وانتمائه وولاءه لأرضه ووطنه، لا بل ويرد على العنجهية الأميركية ممثلة بهذا الرئيس التوراتي الذي لم يكن ليرى العالم إلا من خلال "هلوساته" اللاهوتية ومن خلال اتصاله بإله نعتقد انه خاص به. ما قام به الصحفي العراقي منتظر الزيدي لم يقم به أي شخص كان في طول الوطن العربي وعرضه ولم يجرؤ أي منا على القيام بذلك ونستطيع القول بان الصحفي العراقي استطاع أن يرد جزءا ولو بسيطا من شرف هذه الأمة من خلال فردتي حذاءه وهذا من سخرية القدر او سوء طالع هذه الأمة كما ان في ذلك دلالة على ان من يريد أو يرغب بالمقاومة فإنما لن يعدم الوسيلة حتى وان كانت من خلال فردتي حذاء. من الواضح ان الرئيس الأميركي الذي قال بانه كان يعرف هؤلاء الرجال منذ زمن بعيد ويقصد بذلك حكام العراق الجدد لم يكن يعرف الصحفي العراقي الذي رماه بحذائه في قبلة وداعية تتناسب ورحلة بوش الوداعية.
|
|
|
![]() |
![]() |
|