ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

 

تيار هوية

محمود الأزهري - مصر

 

بدأتْ معرفتي " بتيار هوية "  من خلال  الشاعر  المبدع " رضا العربي "  و صفحته على الفيس بوك  ثم صفحة  هوية على الموقع نفسه ، ولأن تيار هوية أعلن أنه إطار جامع لكل التيارات و شامل لكل الرؤى فقد وجدتُ  ارتياحا في نفسي تجاه تيارهوية و رؤيته و أحببتُ الانضمام له خاصة و أنه تيار  - كما أعلن – يبحثُ عن المشتركات العامة بين كافة التيارات والاتجاهات ، ويقف بحزم ضد الإقصاء والحجب والمنع لأى توجه ضد أى توجه آخر؛ و بصفة عامة فأنا أحب المشاركة في أية تجمعات ثقافية بنفس القدر الذي أخاف – بدلا من أكره -  من الانضواء في عباءة أى حزب من الأحزاب المتغيرة والمتقلبة سواء منها من يتحدث باسم الله أو باسم الشعب ، و لقد سعدتُ بحضور أحد اجتماعات تيار هوية و كان اجتماعا تسوده روح  من الحب الجماعي و التآلف والود  والأمل بمستقبل جديد لمصر ، وكان الحوار المطروح للنقاش  يخص تشكيل اللجان بالمجلس الأعلى للثافة : طرقها وكيفياتها وسلبياتها وكيفية  الابتعاد عن هذه السلبيات وكيفية توصيل ما توصلنا له من مقترحات بخصوص لجان المجلس إلى متخذي  القرار في مصر  ، و لم أحس أبدا أن أيا من الحاضرين للاجتماع  معنيٌّ بالبحث عن مكسب خاص به أو له  ، بل الكل  كان يبحث في كيفية وضع قواعد أمينة للاختيار من بينها : ضمان تمثيل كل مثقفي مصر من كل  الأرض المصرية بعيدا عن مفهوم " الشلة "   وتقنية المصلحة ومراعاة القرب من  دوائر متخذي القرار الثقافي ، و لقد أعلن د / حسام عقل أنه عُرِض عليه بالفعل المشاركة في إحدى اللجان و لكنه اعتذر  ولا يصح أن يكون الواحد باحثا عن عضوية لجنة ثم إذا جاءته  هرب منها ، و أنا أشهد أن أعضاء هوية  بقيادة الشاعر النبيل رضا العربي  وزملائه  / زملائي   حريصون كل الحرص على نجاح مشروع هوية وتحقيق أهدافه المعلنة دون نظر للأشخاص أو  لتلميع شخصيات معينة فيه ، فحين تم الاتفاق على تشكيل وفد للقاء وزير الثقافة د / " شاكر عبد الحميد "  لعرض مقترحات  تيار هوية  بخصوص تشكيل لجان المجلس الأعلى للثقافة  اقترح  الشاعر رضا العربي أن أكون من بين أعضاء الوفد ،  ولم يعترض أحد من كل الجالسين وأكثرهم لا يعرفونني أو هم يلتقون بي لأول مرة ولم يقل أحد منهم :  أنا أولى بضمي للوفد لأنني من المؤسسين لتيار هوية و لأننى حضرت جميع  الاجتماعات واللقاءات  لم يحدث شىء من ذلك  ومع أننى اعتذرتُ عن المشاركة لارتباطي مسبقا بموعد سفر لقريتي وارتباط ذلك بظروف خاصة ليس من بينها عدم رغبتي في لقاء الوزراء  وبعد اعتذاري الواضح لم يرفع أحد من الحاضرين صوته مطالبا باستبدالي بآخر ، الأمر الذي فهمتُ منه صدق أعضاء تيار هوية وزهدهم في  الحصول على مكاسب شخصية ،  لذا فقد  استغربتُ من رفض بعض " الجماعة الثقافية "  لتيار هوية  بزعم أنه يمثل تيارا سياسيا بعينه أو أنه يسعى للهيمنة على الثقافة المصرية ، و أنه سوف يمارس الإقصاء ؛ و نُشِر في جريدة أخبار الأدب تحقيقا أجراه  الأستاذ / "  أحمد عبد اللطيف "  ، و كتب الأستاذ " محمد شعير "  مقالا بجريدة الأخبار البيروتية يتضمن ملخصا للأطروحات الأساسية التي نشرت في ملف أخبار الأدب ثم إن مقال " محمد شعير"   الذى يمكن اعتباره ترجمة  لما نشر بأخبار الأدب نشر مترجما بالنسخة الإنجليزية للأخبار البيروتية ،  و على كل  فلا يجب أن نمارسَ الإقصاء الفعلي خوفا من الإقصاء  المتوهم نظريا ، و لا يعني انضمام بعض أفراد الإخوان المسلمين لتجمع ثقافي أن هذا التجمع صار ملكا لهم  كما لا يعني  وجوب الابتعاد عن هذا التجمع وعدم التفاعل معه او الانفعال  به ، و لا يصح أن نتهم تجمعا ينادي  باللقاء حول المشتركات بأنه تجمع متعصب ، و ليس عيبا أن ينادي تيار هوية  باحترام الوحي والأنبياء  ، فعلى حد علمي لا يوجد أى تجمع ثقافي أو سياسي في مصر ينادي  بعدم احترام الوحي  أو عدم احترام الأنبياء  إذن فتيار هوية  نادى  بما نفعله جميعا  وما هو متحقق على أرض الواقع ، و لا أظن أن احترام الوحي  يقف حجر عثرة بين حرية الإبداع وحرية الفكر لأن مناقشة كل ما يخص الوحى وكل ما يخص الأنبياء لا يتنافى أبدا مع مبدأ الاحترام  ، و حتى لو افترضنا أن تيار هوية فرع لتنظيم الإخوان المسلمين أو لحزب الحرية والعدالة  و أنه هو الممثل الثقافي لهم – وأنا لستُ عضوا بأى حزب و أختلف تماما مع توجهات ورؤى الإخوان  حزبا و جماعة -  فلا يجب معادة هذا الفرع الثقافي ولا  تجنبه واجتنابه  فهو ليس خمرا أو ميسرا  بل يجب التعرف على أفكاره والتعرض لرؤاه فضلا عن المشاركة معه مادام ملتزما بالمبدأ الذي اختطه لنفسه وهو أنه إطار جامع لكل التيارات و أنه  يلتقي للبحث في المشترك الثقافي والوطني المصري وبغض النظر عن اكتساح  المتحدثين باسم الله عز وجل للساحة السياسية  ونحن لا نعرف هل الله راض عن التحدث باسمه بهذا الشكل  وبتلك الطريقة أم لا ؟ فللأسف الوحي قد انقطع من السماء و لم يتبق لنا سوى النظر في الوحي السابق والاجتهادات البشرية المتعلقة به ، و إذا كانت هذه الغلبة تعكس فشلا للمتحدثين باسم الشعب أو باسم الحرية  او باسم المستقبل  فأرجو ألا تكون مبررا للانسحاب من المشهد أو لعداء إخوتنا الشعراء والمثقفين الذين اختاروا  الدخول في عباءة أحزاب  تتخذ من الدين شعارا لها ، أنا يسعدني أن أكون عضوا بتيارهوية ما دام تيار هوية متمسكا بمبادئه وأهدافه المعلنة  مع  احتفاظي بحقي الشخصي في التعبير عن آرائي الخاصة في الاتفاق أو الاختلاف  مع  بعض أو كل ما يجري على الساحة سياسيا وثقافيا فالحمد لله فإن الانتماءات الثقافية لا تلغي الخصوصية الفردية  على عكس الانتماءات الحزبية  العجيبة – بدلا من البغيضة والكريهة – إن هذه الغلبة السياسية متغيرة ، إذا كانت حادثة اليوم فإنها زائلة غدا ، أما التجمعات الثقافية والجماعات الأدبية فيجب  علينا – اعتذر عن استخدام صيغة الوجوب – أن نحافظ عليها و أن نعمل على استمرارها سواء اتفقنا معها او اختلفنا فما أجمل أن نعرف الأفكار التي تجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق .

                                                         محمود الأزهري

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا