ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

 

Message إلى مبدع مجهول...

نور الدين بازين - المغرب

 

إلى كل مبدعي الكون:

تنساب الكلمات دررا وأنا أكتبها لك كالفرح الجميل، وترقص بين أناملي كالفراشات الملونة و المتناثرة فوق أزهار الربيع بدون إذن من الطبيعة المسكونة بأهازيج الريح وأناشيد العصافير وطقطقات الخيل على قارعة الشارع..

هي- الكلمات- لا تدرك وهي راحلة إليك عبر هذا الورق المعشوق، أنها لا محالة مقروءة من لدن إنسان هو في أصله مبدع كبير، قادم من أعالي جبال الخيال و نخوة وكبرياء العاقلين، مبدع يصنع الجمال على قارعة الطريق، ويملك الكون بسعة قلبه الكبير و بكلمات قد تزعزع أرض الجهلة.

أيها المبدع الرائع،

لقد تلقيت بكامل الدهشة الجاثمة على ذاكرتي اتجاه الأشياء الجميلة، رائعتك(........)، ومعها البطاقة الجميلة المزركشة بأزهار المحبة والشاعرية.. البطاقة الجميلة الدالة على حب عميق للإبداع والمبدعين، وصداقة عفوية تضيف إلى روح صاحبها النقاء والتقوى.

كم هو رائع أن يكون للإبداع قاسم مشترك واحد يجمع أهله على التواصل والمحبة والإخاء والصداقة..

وكم هو رائع أن يحتمي الإنسان بالجمال من جفاء الوقت وخلخلة الزمن الأغبر، يحتمي بكلمات تشعر بالصدق والصراحة، ولعلك أيها المبدع الرائع أحد أجمل الأمثلة المجسدة في هذه الخانة.

أيها المبدع الرائع،

نريد العيش في إطار مشترك وجامع لكل الفضلاء، حتى نفعل صفة الجعلية ( جعل) كوسيلة لا بد منها كي نتواصل، فقد يكون هناك إجماع بأن المعوقات التي يعاني منها الإبداع والمبدعين فيما بينهم اليوم، هي ناجمة عن تصرفات وتصورات كلامية غير دقيقة لبعض منا المنحازة إلى الفراغ و الثرثرة.

فالوظيفة الإبداعية هي في كنهها وظيفة لا يمكن بخسها على مجتمعاتنا المتخلفة، لأن قدر الإبداع هو قدر الإنسان التقدمي، وهو قدر الإنسان الجميل والطموح إلى التغيير والتأمل..وأما تصرفاتنا ( القولية) إنما هي تصرفات قصدية، لكي ندرك الثابت في إبداعنا والمتحول في إنسانيتنا..

أيها المبدع الرائع،

إننا نبني الجسور لنتواصل ولكي نُعرف بأنفسنا ونَعرفها، ونحرض على ضرورية تمتين الحوار، حتى نتمكن من التواصل المستمر والفاعل بيننا وبين الآخر..- وديوانك الشعري ومجموعتك القصصية وروايتك ومقالك النقدي- يتضمنوا رسالة ضمنية للتواصل، تأتي على بساط قداسة الحياة وقداسة الصداقة وقداسة الجمال..!

من أبجديات المبدع أنه لا ينحصر في أرض واحدة ولا في وقت واحد، فالمبدع مطالب بأن يعيش خصوصيته مندمجا في عمومية الناس.. وأنت حققت خصوصيتك في إطار

(الناسية)، كما انك تدرك واقعنا المنسلخ عن واقعيته الحقيقية، هذا الواقع الذي أنتج مجتمعا متفسخا، يعاني من انفصام في الشخصية، مجتمعا أصبح موصوفا بالتطرف والانحراف، نتيجة غياب فاعلية الإبداع والمبدعين في عالمنا........

فكيف يمكننا أن نتفحص المسالك الجميلة بواسطة الإبداع، لكي ننتج التعمير المعنوي في عقول جيلنا المتفسخ..؟

المسؤولية ضخمة.. وريح الشتاء قد تعطلت في بوحنا الصريح..وطفت ريح الشركي الحارة على هوائنا الذي تلوث بزفير وشهيق قوم لا هم ببشر ولا هم بقردة، بصقوا وبالوا كالضباع في طريقنا وحشرونا معهم، واستأسدوا في معارك نحن من أضعناها، لأننا أبحنا لهم فرصة التضبع في أجسادنا وعقولنا..!

وماذا عن دور المبدع الحقيقي في صنع الثورة البيضاء.؟

إننا لا نحتاج إلى مبدعين لا يمثلون سوى أنفسهم، كلماتهم حقودة وشريرة، كلماتهم تنساب بين جرعات قهوة الصباح والليل، وأكل لحم الإخوة في ثرثارات المقاهي وصالونات الجرائد..

ومن لم ينظفه الإبداع لا خير في إبداعه...

أيها المبدع الرائع،

لا بد من طرح استراتيجية إبداعية كاملة، نحافظ بها على شاعريتنا وهوائنا وحياتنا ومجتمعنا وأطفالنا ووردنا وطيورنا، وأمواتنا الذين نحبهم.. فحقيقة إن الإبداع اليوم، يدعونا إلى الانكماش والعقد وفعل الصلاح في حق الحياة، وإلا فكيف نرى بعض (المتبيدعين) يحتكرون الصفحات والمؤسسات، ولا نجهر في رقبتهم أن أرحلوا عنا إننا لمتخلقون ومبدعون.

على العالم أن يسلك مسلك الإبداع والمبدعين، لكي يعيش في خيرية عالمية وإلا فعلى الدنيا السلام..

أيها المبدع الرائع،

(إني لا أعرفك، وإني لا أعرف كيف أشكرك، ولكني عرفت كيف أحبك...) لأننا بالحب نحيا.. والسلام.

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا