ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

 

أفئدة قاحلة

جميل حامد - فلسطين

 

هنا.. تتحرق أنفاس الصبح بوجع أخضر... تمتد أعواد الثقاب إلى هشيم  الروح ...

وعلى سفحها يتمدد الليل أفعى، ينفث سمومه في شريان صيفها غدرا!!

 

هنا تترمد اللحظات في مواقد العقارب السامّة..  تتمطى الأفاعي المارقة.. تترنح أحبار الليل هذيانا.. اعترافا مغلفا بلون الأرض وروح التراب.. مضمخا برائحة اللوز في أشواك الصبر!

وهناك غربتنا القاتمة تمتد مساحات وجع إلى مجهول، تحشوها أخبار تنتصب قائمة في عري الليل ... في زيف اللفظ ... في خداع الوصول..!

 

هنا.. يتسايل لعاب الليل نصوصا من شبق .... يهطل  رؤوسا على طبق   ...!!

وهناك.. العرافون والدجالون والمشعوذون والمدججون بالشهوات، والمارقون والعراة والسابحون يتعربشون..  ويتربعون على عرش الجنون...!!

هنا .. أسماؤهم تحتل السماء...!!

هنا..  ضياؤهم يجتاح الفضاء

هنا..  أثير حروفهم الآسرة يتمختر في ازدرائه الوضاء..!!

 

وهناك..  تتلون أبجديات اللغة بلون أحبارهم الصفراء !! تبدل مسارات المجرات بوشم يتسكع في الحقول...!! يتململ في العقول..!!

 

هنا.. في مياهنا المعكَّرة تتمزق أوراقنا... تتدلى الحروف الخفافيش في قعر معتم ...

تتثاءب السطور في إعيائها المقيت.. تفز النقاط والفواصل وعلامات الترقيم في لواط  الأثير.. وتتمايل علامات استفهام .. تلف أعناق حكاياتنا بحبال الخيبة ... فإلى أين المصير ...!؟

 

هناك.. في ذاك الزمن العابر الغابر.. المطوي تحت مخدة  الأجداد في جاهلية العمر، قالوا: "أفضل المعروف ... إغاثة الملهوف"...!!

أيننا من معروف مدفون في زيف اللحظات، أتلوَّثَ بزمن الضيوف ...!؟

إغاثة ....!!

أهي إغاثة الملهوف بلطمه بقسوة الكفوف ...!؟

أهي إغاثة الملهوف بزجّه بين صليل السيوف....!؟

أهذا هو المعروف يا أنبياء الكسوف والخسوف والعزوف ...!؟

أهذا أفضل المعروف  لحبلى أنجبت زهوا شعبا تخطى عمر الكهول؟

 

هناك.. عصا موسى تشق الأحمر والأخضر والأسود والأبيض، تفتك بكل الألوان... لتبقى منارة ..!!؟؟

هناك علم مشاكس ينغرس في خاصرة الانحناء...!!؟؟

 

وهنا.. على قمم جبالها في الأفق البعيد تلوح الآمال بقدسيتها

وهي صامدة لا تلتوي، لا تنحني رغبتها للمساومة في كأس البقاء!!

 

هنا.. عبور أجيال بعمر عكازة الوطن.. بعمر الدهر الآتي.. يبني بين عفاريت الليل حضارة!

ليبقى أفضل المعروف عنوان حضارتها...!! إرثها ...!! تاريخها !!

 

هنا.. في عتمة أغوارها تتعالى أنات الصبر!

ألا تنتزع من أوتار صوتها فتيل قنبلة الصمت....

ألا تسبل عينيها لغفوة هانئة في مكحلة الوطن ..!!

 

هنا.. مللٌ على أرصفة روحها ينهال في اغتيال، وخوفٌ من السماء يتضرع في ابتهال، والبحر فيها ساجد تموج فيه رائحة الآمال!!

 

هنا..  في رمالها المتحركة تتعثر فراشات، ذات أجنحة متحرقة، خاشعة في صلواتها!!!

رغم الليل وعتمة الجوري في ضباب أحزانها!!

رغم هذا الجوع المعشش في التواءات أحشائها...!!

رغم تأفف الصبر في كهوف هذيانها....!! 

رغم تحشرج الروح قصرا في غابات نسيانها....!!

 ربّاه!!

هنا.. سطور صبية بعمر الأرض تنتظر رذاذ الطهارة...!!

هنا.. ذبول طفل  بعمر الدهر ينشد مغارة ...!!

أتركن مواكب التمني ذات انتحار على ضفاف الانكسار..؟!

أتظلّ أرضنا تطفح بأفئدة قاحلة تتحرك رغما وتتحرق ظلما....!؟

 

هي غفوتها؛ كأس مملوءة بالخلّ تتجرّعه عنوة في زمن الشرائع....

وهي صحوتها، تدهن بمرهم الحنان قروح المواجع.....!!

لكن دائما وأبدا...

سيبقى  زيت زيتونها ... دماء قناديل المُدافع...!!

وسيبقى نوار لوزها لكل محبّيها نورا ساطع ...!!

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا