قد زُرْتَني..
و الروح غارقةٌ
بنهر القهر
مُعْشَوْشِبٌ يأسي
و مُصْفَرُّ بجوف القلب
سَيّافٌ من الأمْسِ
و في كفيَّ قد نامتْ
جريدةْ
قد زرتني..
يا طيفَ فَرحٍ مَسَّني
فأبيتُ أن يجتَرَّني
معه لدنيا لستُ أعرفني بها..
لربوع أحزانٍ جديدةْ
العام عام الحزن يا ضيفي
فَخَبِّرْني بأمْرِكَ
كيف يبقى الفرحُ سُنَّةَ عهدنا
و الحزن في قلبي فريضة؟
هي مَرَّتان..
أكفكف الأفراح
أبتاع صبرًا من قروشك عَلَّها
تكفي
و عّلَّ فتات صبري
منصفي
و معاقل الأحزان عامرةٌ
مديدةْ
عبثٌ بقاؤك بين وِرْدِ مواجعي
للفرح آياتٌ نسيتُ خشوعها
فنفت صلاتي من تباريح القصيدةْ
مِثْلي..
يعانقه الأسى
و مُحَرَّمٌ -باسم
العروبة- أن يعانق بسمةً
عذريةً
رشف الزمان عبيرها قَبْلي
مثلي..
- و جلادٌ على شفتيه-
يحذر أن يُحِبَّ و أن يَبوح
أن يفتح العينين
كي لا تُغْرِقُ
العبراتُ و الإظلامُ
مُزْنَ الكون من حولي
مثلي
تَحَدَّتْهُ السعادة منذ آلاف السنين
فاختار أسفار العذاب
و اختار قافية الأنين
مثلي..
و قد ألف الغناء على
ترانيم الرصاص
و الرقصَ
فوق جماجم الوطن المُسَجى
بين حلوى العيدْ
تُوَزِّعُها مُضيفاتُ السماءِ صباحَ كل سَريرَةٍ
فرحًا بمهبط ضيفنا
و الفرح في قاموسنا
لغةٌ
ممزقةٌ طريدةْ
هي تِرْكَةُ الأجداد يا
ضيفي
فلا تحزنْ
إذا انطفأت شموع الحزن يومًا في دمي
و سمحتُ للفرح المعطل
أن يطوف بكعبتي
ما بين إمساءٍ و صبحٍ
بين آلامٍ و بؤسٍ
أسترد ملامحي
فلدي قافلةٌ
مدججةٌ بأحزان خليدةْ
قد زرتني
يا أجمل النفحاتِ
فاعْذُرْني
إن اتَّشَحَتْ سَوادًا
كُلُّ أوتاري
فأتقنتُ الأسى
ضيفٌ عزيزٌ أنت لكني
بلا دارِ..
سوى وتر الربابة – قبل أن يُصلَبْ-
و قيثاري
و قافيةٍ بأحزانٍ
سعيدةْ
أكتوبر 2006م