أعرف أن يهوذا باع أخاه و معبوده
بدراهم معــــدوده
أعرف أن وراء جمال الأزياء و سحر الكلمات
ذئــاباً مصفوده
أعرف أن الإنســانْ
مازال كما كان
يتمرغ كالـــــــــدوده
في عالمه الطافح بالأرجاسْ
من أدرىمني بالناس؟
أنا من كوفئت على الحب بأقســى الطعنات ؟
أنا من جوزيت على الطيبة باللعنــــات ؟؟
من أدرى مني بالنـــاس ؟!
لكني في الحشد الزاخرْ
بين الخائن و القاتل والســارق و الماكر
أبصرت هنا و هنالك بعض الشـــرفاء
و رأيت هنا و هنالك نبلاً و وفاء
فرجعت وفي النفس بقية إيمان
بزمان تسترجع فيه الأرض براءتها المفقوده
وعرفت أن طريق خلاص الإنســـــان
ليست مســدوده !
لم أعلن العصيانْ
لكنني أبيت أن أســتمرىء الهوان
أبيت أن أقتل في أعماقيَ الإنســـان
فلم أقف معدداَ مناقب الســلطان
ولم أجئ بلاطــه في جملة العبيد و
الغلمـــانْ
مرتدياًَ ملابس المهــــرج الفاقعة الالوان
ولم يكن ذاك - كما ترون – إلا أضعف الايمان
و رغم هذا فأنا الآن هنا ، في قبضة السجان
!