ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

Abdul Wahab Al-Bayati

وجه

عبد الوهاب البياتي - العراق
 

كان يسكنُ قلْبي

وأسكنُ غرفتهُ

نتقاسمُ نصفَ السَّريرِ،

ونِصف الرغيفِ،

ونِصفَ اللَّفافةِ،

والكتبَ المُستعارةْ.

هَجَرتهُ حبيبتهُ في الصّباح فمزقَ شريانَه في المساء،

ولكنّه بعد يومينِ مزقَ صورَتها..

واندهشْ.

خاض حربين بينَ جُنودِ المظلاتِ..

لم يَنخدِشْ

واستراحَ من الحربِ..

عادَ ليسكنَ بيتاً جديداً

ويكسبَ قوتاً جديداً

يدخَّنُ علبةَ تبغٍ بكاملِها

ويجادلُ أصحابَه حولَ أبخرةِ الشاي..

لكنهُ لا يطيلُ الزياره.

عِندما احتقَنت لوزتاهُ، استشارَ الطَّبيبَ،

وفي غُرفة العَمليات..

لم يَصْطحِب أَحداً غيرَ خُفٍ..

وأنبوبةً لقياسِ الحرارهْ،

فَجأة مات!

لم يحتملْ قلبُه سَريانَ المُخدر،

وانسحبتْ من على وَجهِه سَنواتُ العَذابات،

عادَ كما كانَ طفلاً..

يُشاركُني في سريري

وفي كَسرةِ الخبزِ، والتبغ،

لكنهُ لا يشارِكني.. في المَراره!

 

وجه

 

مِنْ أقاصي الجنوبِ أتى، عامِلاً

للبناءْ

كان يَصعد "سقَالةً" ويغنّى لهذا الفَضاءْ

كنتُ أجلسُ خارجَ مقهى قريب،

وبالأعينِ الشارده..

كنتُ أقرأُ نصفَ الصَّحيفه،

والنصفَ أُخفى به وسخَ المائِده.

لم أجد غير عينينِ لا تبصران..

وخيطَ الدِّماء.

وانحنيتُ عليهِ.. أجسُ يَدهْ

قالَ آخرُ: لا فائِده

صار نصفُ الصحيفةِ كلَّ الغطاءْ

وأنا.. في العراءْ

 

وجه

ليتَ "أسماءَ" تعرفُ أن أباها صَعَدْ

لمْ يمتْ

هل يموتُ الذي كانَ يحيا

كأنّ الحياة أَبد!

وكأنّ الشرابَ نفدْ!

وكأن البناتِ الجميلاتِ يمشينَ فوقَ الزَبدْ!

عاش مُنتصب، بينما

ينحني القَلبُ يبحثُ عمَّا فَقَدْ.

ليتَ "أسماءَ" تعرفُ أن أباها الذي..

حفِظَ الحبُّ والأصدقاءُ تصاويرَهُ..

وهو يَضحكُ،

وهو يُفكِرُ،

وهو يفتّشُ عمّا يُقيمُ الأودْ.

ليت "أسماءَ" تعرفُ أن البناتِ الجميلاتِ..

خَبأنه بين أوراقِهن،

وعلّمنَهُ أن يسيرَ..

ولا يلتقي بأحد!

مرآة


 

- هل تريدُ قليلاً من البحر؟

- إن الجَنوبي لا يطمئنُ الى اثنينِ يا سيّدي:

البحرُ - والمرأة الكاذِبه.

- سوفَ آتيكَ بالرملِ منه

.. وتلاشى بهِ الظلُّ شيئاً فشيئ،

فلم أستبنهْ

- هل تريدُ قليلاً من الخمر؟

- إن الجَنوبي يا سيدي يتهيبُ شيئين:

قنينةَ الخمرِ - والآلةَ الحاسبه.

- سوف آتيكَ بالثَّلجِ منْه.

وتلاشى به الظلُ شيئاً فشيئاً..

فلم أستبْنه.

بعدها لم أجدْ صاحبِيَّ

لم يعدْ واحدٌ منهما لي بشي

- هل تريدُ قليلاً من الصَّبر؟

- لا..

فالجَنوبي يا سيّدي يَشتهي أن يكونَ الذي لم ْيكُنْه

يشتهي أن يلاقي اثنتين:

الحقيقةَ - والأوجهَ الغائبه.

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا