ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

إبراهيم ناجي - مصر

الـــوداع

إبراهيم ناجي - مصر

 

حان حرماني و ناداني النذير
ما الذي أعددتُ لي قبل المسير؟
زمني ضاع و ما أنصفتني
زاديَ الأول كالزاد الأخير
ريُّ عمري من أكاذيب المُنى
و طعامي من عفافٍ و ضمير
حان حرماني فدعني يا حبيبي
هذه الجنة ليست من نصيبي
و أنا إلفك في ظل الصبا
و الشباب الغضِّ و العمر القشيبِ
أنزل الربوةَ ضيفاً عابرا
ثم أمضي عنك كالطير الغريبِ
لِمَ يا هاجِرُ أصبحتَ  رحيما
و الحنان الجمُّ و الرقةُ فيما؟
لِمَ تسقينيَ من شهدِ الرضا
و تلاقيني عطوفاً و كريما؟
كلُّ شيء صار مُرَّاً في فمي
بعدما أصبحتُ بالدنيا عليما
آه مَن يأخذ عمري كلَّهُ
و يُعيدُ الطفلَ و الجهلَ القديما؟
هل رأى الحب سكارى مثلنا
كم بنينا من خيالٍ حولنا
و مشينا في طريقٍ مقمرٍ
تثبُ الفرحةُ فيهِ قبلنا
و تطلَّعنا إلى أنجمِهِ
فتهاوينَ و أصبحْنَ لنا
و ضحكنا ضحكَ طفلينِ معاً
و عَدَوْنا فسَبَقْنا ظلَّنا
و انتبهنا بعدما زال الرحيق
و أفقنا. ليت أنَّا لا نفيق
يقظةٌ طاحت بأحلامِ الكرى
و تولَّى الليلُ, و الليلُ صديق
و إذا النورُ نذيرٌ طالعٌ
و إذا الفجرُ مُطِلٌّ كالحريق
و إذا الدنيا كما نعرفُها
و إذا الأحبابُ كلٌّ في طريق
هاتِ أسعدني و دعني أُسعدُك
قد دنا بعد التنائي موردُك
فأذقنيهِ فإني ذاهبٌ
لا غدي يُرجى, و لا يُرجي غدُك
وا بلائي من لياليَّ التي
قرَّبَتْ حَيْني و راحت تُبعدُك
لا تدَعْني للَّيالي فغداً
تجرحُ الفُرقةُ ما تأسو يدُك
أزف البين و قد حان الذهاب
هذه اللحظة قُدَّتْ من عذاب
أزف البَيْنُ, و هل كان النَّوى
يا حبيبي غير أن أُغلقَ باب
مضتِ الشمسُ فأمسيتُ و قد
أُغلقَتْ دونيَ أبوابُ السحاب
و تلفَّتُّ على آثارها
أسألُ الليلَ و مَنْ لي بالجواب؟
 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا