أنشودة الصيرورة
فدوى طوقان -
فلسطين
في رش رذاذ تنعفه نافورة ماء
|
في قط يربص.. في عصفور ينفض أجنحةً مبتلّهْ
|
***
تحترف الشيطنة وتلهو بالألعاب الناريهْ
|
سرب الطيارات الزرق الحمر الخضر القُزحيهْ
|
تتأبط كل شقاوتها في الأرصفة وفي الساحاتْ
|
تتشاكس تقفز تصفر تركض تحت عقود الدور الرطبهْ
|
تتقمص شخصيات كفاح أسطوريهْ
|
عنترة العبد الباحث عن حريته في درب الموت
|
عز الدين القسّام الرابضُ في الأحراش الجبليهْ
|
***
منهم من كانوا مُضَغًا بعدْ
|
***
وهناك على أطراف الأفق هوت وتعلقت اللعنهْ
|
حين جراد القحط اندلق سيولاً من خوذات الجندْ
|
الأرض تميد, تميد وتسقط يبلعها طوفان الحلكهْ
|
يعبر نهر الزمن عليها بالخطوات المرتبكهْ
|
كان النهر وراء الأفق حصاناً يعدو
|
كبروا في غاب الليل الموحش, في ظل الصبار المرْ
|
كبروا أكثر من سنوات العمرْ
|
كبروا التحموا في كلمة حب سريهْ
|
حملوا أحرفها إنجيلا, قرآنا يُتلى بالهمسْ!
|
كبروا مع شجر الحناء وحين التثموا بالكوفيهْ
|
***
كبروا أكثر من سنوات العمرْ
|
صاروا الشجر الضارب في الأعماق الصاعد نحو الضوء -
|
- الواقف في الريح الهوجاءْ
|
صاروا الغضب المشتعل على أطراف الأفق المسدود
|
وعلى الدبابات الجهمة يطلق رشاش الأحجارْ!
|
ويخلخل بالرفض العاري مشنقة الفجرْ
|
كبروا كبروا أكثر من سنوات العمرْ
|
صاروا (سمحان) (عفانه) صاروا (عبد الله) (محمد)
|
صاروا (أحمد) (لينا) (محمود)
|
***
حين تلقتهم في شغف أحشاء الأرضْ
|
[ 4 / 3 / 1968 ]
|