|

أولد وأحترق
بحبي
عبد الوهاب
البياتي - العراق
( 1 )
|
تستيقظ (لارا) في ذاكرتي: قطًّا يتريًّ، يتربص بي، يتمطَّى،
يتثاءب |
|
يخدش وجهي المحموم ويحرمني النوم. أراها في قاع جحيم المدن
|
|
القطبية تشنقني بضفائرها وتعلقني مثل الأرنب فوق الحائط مشدودًا
في خيط دموعي. |
|
أصرخ: (لارا) فتجيب الريح المذعورة: (لارا) أعدو خلف الريح وخلف
|
|
قطارات الليل وأسأل عاملة المقهى. لا يدري أحد. أمضى تحت الثلج
|
|
وحيداً، أبكي حبي العاثر في كل مقاهي العالم والحانات.
|
( 2 )
|
في لوحات (اللوفر) والأيقوناتْ
|
|
كانت (لارا) تثوي تحت قناع الموت الذهبي وتحت شعاع النور الغارق
في اللوحات |
|
تدعوني، فأقرِّب وجهي منه، محمومًا أبكي
|
|
لكن يدًا تمتد، فتمسح كل اللوحات وتخفي كل الأيقونات
|
|
تاركة فوق قناع الموت الذهبي بصيصًا من نورٍ لنهارٍ مات.
|
( 3 )
|
قال البوَّاب وقالت جارته، وانخرطت ببكاءٍ حارْ
|
|
قالت أخرى: (لا يدري أحد، حتى الشيطان).
|
( 4 )
|
أرمي قنبلة تحت قطار الليل المشحون بأوراق خريف
|
|
في ذاكرتي، أزحف بين الموتى، أتلمس دربي في
|
|
أوحال حقولٍ لم تحرث، أستنجد بالحرس الليلى
|
|
لأوقف في ذاكرتي هذا الحب المفترس الأعمى، هذا
|
|
النور الأسود، محمومًا تحت المطر المتساقط
|
|
أطلق في الفجر على نفسي النارْ.
|
( 5 )
|
أشرد تحت الأمطارْ أصرخ: (لارا!)
|
|
فتجيب الريح المذعورة: (لارا!).
|
( 6 )
|
في غرفات حريم الملك الشقراوات
|
|
أسمع عودًا شرقيًّا وبكاء غزال
|
|
أدنو مبهورًا من هالات الحرف العربي المضفور بآلاف الأزهار
|
|
كانت (لارا) تحت الأقمار السبعة والنور الوهاج
|
|
تدعوني فأقرب وجهي منه، محمومًا أبكي،
|
|
لكن يدًا تمتد، فتقذفني في بئر الظلماتْ
|
|
تاركة فوق السجادة قيثاري وبصيصًا من نور لنهارٍ ماتْ.
|
( 7 )
|
(لم تترك عنوانًا) قال مدير المسرح وهو يَمُطُّ الكلمات.
|
( 8 )
|
تسقط في غابات البحر الأسود أوراق الأشجارْ
|
|
تنطفئ الأضواء ويرتحل العشاق
|
|
وأظل أنا وحدي، أبحث عنه، محمومًا أبكي تحت الأمطار.
|
( 9 )
|
أصرخ: (لارا!) فتجيب الريح المذعورة: (لارا) في كوخ الصياد.
|
( 10 )
|
أرسم صورتها فوق الثلج، فيشتعل اللون الأخضر في عينيها
والعسليُّ |
|
الداكن، يدنو فمها الكرزيُّ الدافئُ من وجهي، تلتحم الأيدي
بعناق |
|
أبدي، لكن يدًا تمتدُّ، فتمسح صورته، تاركة فوق اللون المقتول
|
|
بصيصًا من نورٍ لنهارٍ ماتْ.
|
( 11 )
|
شمس حياتي غابت. لا يدري أحد. الحب وجود أعمى ووحيد ما من.
|
|
أحدٍ يعرف في هذا المنفى أحدًا. الكل وحيدٌ. قلب العالم من حجرٍ
في هذا المنفى - الملكوتْ |
[ 26 - 10 - 1974 ] من ديوان (قمر شيراز) |