
الترابُ
د. نوري الوائلي
- العراق / نيويورك
مؤسسة الوائلي
للعلوم
Noori786@yahoo.com
عذرا ً تراب الأرض كيف
تطولُ = قدماي وجهُك والفؤادُ شغول
قدماي تمشي في النعال
ِتحفظا ً= وأنامُ في فرش ٍوعنك أحول
إن طالَ جسمي منك يوما
ًغبرة ٌ= أو إن ّ دربي في التراب ِحمول
النفس ُتجهشُ بالصراخ
توترا ً= والقلبُ ينبضُ غاضبا ًويهول
عجبا ًلنفسي كيف تنسى
إنها = لتراب ِأرض ٍتنتمي وتؤول
الصدقُ جوهرك العظامُ
ولحمها = ورفاتُ موتى في ثراك سيول
قدماي تمشي بالحذاء
ِوإنما = أمشي على بدن ٍبلى وأجول
أمشي بزهو ٍوالترابُ
ملونٌ = من عظم آدم والعظام ُ تلول
جسمي ترابٌ والترابُ
نهايتي = وجميلُ خلقي في التراب ِ حلول
ما فوق سطحُك من عجائب
إنما = تنمو بخيرك والعطاءُ شمول
منك الخلائقُ قد علت في
وهجها = نظما ًوألوانا ًومنك تعول
كم فيك من حُسن الجمال
مسُجع = وعيون ُخضرٌ في فناك ذبول
أنت الترابُ وما سواك
فأنه = يبقى ترابا ً إن أبى فجهول
كم فيك من ملك ٍ وصاحب
ثروة ٍ = ناموا فرادا واليدان فلول
الحسن ُفيك مع القبيح
توائم ٌ= والدودُ يُسعف ُما قذى ويطول
لنهاية المخلوق وحشة تربة
= والكلُ تحتك في الظلام جفول
يصحو بقعرك منْ يعيشُ
بظلمه = ويفيقُ تحتك جاهلٌ وغفول
يكفيك تبتلع ُالملوكَ ومن
لهم = من حافظين ومن بهم مذهول
فصبرْ على عبد ٍ وحقك
غافلا ً= عمّا ملكت , عن الردى مشغول
فيك الحياة وتحت وجهك
عالم ٌ= والموت فيك وللفناء دخول
فبنيتُ فوقك زائلا ًمن
دورها = ومضيت ُأحلم والرجى مجهول
ونسيتُ أبني تحتك الملكَ
الذي = يحوي رياضا ًوالرضى موصول
الأرضُ أمّ حيث منها
أصلنا = ورفاتنا تبلى بها وتزول
من سطحها يوم الحساب ِ
جسومنا = تنمو كزرع ٍوالنفوسُ ذهول
الأرضُ أم والترابُ
سماتنا = والقبرُ دارٌ والممات ُ كبول
لو كان للأنسان ذرة حكمة
ٍ= هجرَ الصراع ورحمه موصول
عجبي الى الأنسان كيف
حياته = تقضى صراعا ًوالصراعُ سجول
حربٌ وأحقادٌ وشرُ أواصر
ٍ = غدر ٌوغل ٌوالردى مأمول
هذي الحياة وسوءها من
ناسها = والسوءُ في طبع ِالذيل ِ رسول
يا منْ على الرمضاء
مُختالا جرى = زهوا ً بنفس ٍما لها مفعول
اعلم بأن ترابها متشوقٌ =
في رصّ صدرك والترابُ عجول
قسما ًوحسبك كلّ من داسَ
الثرى = يوما ًبقبر للبلاء ِ مثول
إن فزتَ باللذات طول
َنهارها = وقضيتَ ليلك في النساء تنول
وملكتَ عزا ً كالملوك
بعزهم = وجمعتَ مالا ًوالكنوزُ حمول
وعلوتَ كرسي البلاغة
واعظا ً= وجمعتَ آدابا ً لها مدلول
وشربت َمن بحر العلوم ِ
ومدها = حتى طفحت بجنيها وتطول
وسهرتَ ليلك َساجدا
ًومناجيا ً = وحفظتَ ربك َ والرحيمُ قبول
لا بد يوما ً أن تذوق
بلوعة ٍ = قهرَ المنايا , والزمانُ خذول
وتساقُ وحدك للمقابر
ِعاريا ً = وتضمّك الأقدارُ والمجهول
وتركت َما لك من بنون
َوحاشد ٍ= وخرجت منها والمصير ُ مهول
فاز الذي قد نام َ فوق
ترابها = فيطيبُ عطرا ً والقذى مغسول
والله لو لا للحياة مظاهر
= وعواذل فيها ترى وتقول
لجعلتُ فرشي والغطاء َ
ترابها = وأنام ُدهري في الثرى وأغول