
ذبيح الفتح
د. نوري الوائلي
- العراق / نيويورك
مؤسسة الوائلي
للعلوم
Noori786@yahoo.com
يا صاحبي صارَ سكبُ الدمع تلحيني = وضيقُ صدري
مع الآهات تلويني
يا صاحبي ما بقى للعين من وجعي = بعضُ الدموع
ولا نامت فترويني
الأفق بؤسٌ وقلبُ الكون منكسرٌ = والبحرُ نارٌ
بحزن الماء والطين
الصخرُ والقللُ الصمّاء هاوية = والكائناتُ
كحبّ في طواحين
الحزنُ أسمى من الأقلام توصفه = والعسرُ جمٌ
فلم يجمعْ بتدوين
هذا ليوم بكت افلاكنا عجبا = واحمرت الأرضُ من
نحر القرابين
يومٌ به ذبحت للمصطفى مهج = وأنهزت الزهراءُ من
فعل الشياطين
يومٌ جيادُ شرار الخلق واطئة = صدرَ الحفيد
وغصنا من رياحين
يومٌ وحقك يُسقي الخلقَ في كرم = عذبَ الينابيع
من خلق ومن دين
الظلمُ منه مع التمكين منهزمٌ = والجرحُ صوتٌ
علا صوتَ السكاكين
هم علية بزغت بالنور فالقة = عتمَ الظلام
كفجر في بساتين
قادوا بعزّ جيادَ الموت تصحبهم = كالعرس أبوابُ
فتح للمجيبين
هدوا المظالم والتيجان واقتطعوا = رأسَ النفاق
وخدامَ الفراعين
جمعٌ يضمُ من الأصحاب خيرتهم = من أهل بدر ومن
فتح وصفين
لم يبقوا للجور ليلا يرتوي نغما = أو يقضي
العمرَ في الديباج والعين
ماذا أقول وهل في القول من وسع = في وصف كرب
على ذبح الميامين
حزنٌ يخففه الأيمان أنّهمو = بالنصر فازوا
وفازوا بالموازين
أبكى الرسولَ حسينٌ قبل مصرعه = فالحزن من سنن
المبعوث ياسين
العينُ تدمعُ يا سبطَ الرسول فلا = عيني تجفُ
ولا حزني يواسيني
ما ذنب جثته بالرمل عارية = من دون قبر وحال
كالمباحين
هبّتْ بسنـّته الأحزانُ تعصرني= والحزنُ فرضٌ
على صدق المحبين
يا كربلاءُ اليك الشوق يورقني = والبعدُ عنك
سقاني ماءَ غسلين
فيك الشهيدُ وفيك البدرُ منتصبا = كالنار تعلو
بجمر من براكين
فيك القبابُ لها في الأفق سارية = تحي الزمانَ
بأنوار المناجين
يا كربلاءُ خذيني من لضى ألمي = فالقلبُ ينزفُ
من لهب الشرايين
ياكربلاءُ اليك الخلقُ لاهفة = من تؤمين هما
سينٌ اخو الشين
في كل عصر بك الأحرارُ اقتبسوا = صدقَ العزائم
في رفض الطواعين
أرض وحقك للدنيا منارتها = للتائهين ملاذا دون
تلقين
اسألْ لمن شأتَ من بدو ومن عجم = عن كربلاءَ
وعن قتل لميمون
الكلُ يعرف إن السبط مأذنة = والقاتلونَ لهم
سوءُ العناوين
يا صاحبَ الفتح قد أشرقت في زمن = فيه النفاقُ
بنا حكمَ السلاطين
قد قدّت وثبا الى الأصلاح غايته = كالسيف تحمله
أيدي المهابين
يأتي اليك على السيقان في ولع = من كل فج وفودٌ
من ملايين
مالي بقبر كأن الشمس طلعته = يحوي الحياة ويحوي
خيرَ مدفون
قبران شمسٌ وبدرٌ كان نورهما = بالحشد ضموا
برغم من زنازين
يا قبة المجد والأصلاح خالدة = طولَ الدهور
بنهج للموالين
منك الشموخُ الى الدنيا يوجهها = فكر وسيف على
صدر المرابين
تحت القباب عيون من دم وهج = يروي الحياة
ويهدي من قرائين
هذا القتيل يعيش الخلد منتصرا = والقاتلونَ
ضياع رغم تمكين
هذا القتيلُ قلوبُ الخلق مسكنه = والقاتلون
تراب في درابين
ما كنت تخرج للأصلاح في كفن = لولا الفساد
ولولا سطو مفتون
فتحا بدأت فيا مرحى لمن تبعوا = صوت النداء
وصاروا من منادين
تمشي وروحك للأيتام حاضنة = هذا ذبيح وهذي أم
مطعون
من بعد ما قتل الأحباب في عطش = واحمرت الأرض
من قتلى الميادين
الأخت تجلب للأيمان في فزع = خيلَ المنايا ودمع
العين بالعين
قبل الظهيرة والميدانُ في لهب = الطفلُ يُذبحُ
والأعناقُ من سبعين
بين الذبائح والأوصال مرتجلا = فردا وقفت بلا
وزر ولا عون
تبكي على قاتليك الدهر في وجع = والرافضين لسبط
بعد تبين
هذه الصفات لأهل البيت زينتهم = والكارهون لهم
خلق المعابين
طفلٌ بلا لبن قد جفّ من عطش = بالسهم يرمى ,
فذبح دون تأبين
العرق ينزف والعينان في فزع = كالطير مرتعشا في
حضن شاهين
يابنت فاطمة الزهراء صبركموا = قد فاق وصفا
بكتب أو دواوين
جأتي بركب وأهل البيت زينته = والفضل فيه كبدر
للمباهين
بعد المصاب رجعت البيت خالية = من خير حشد ومن
فضل وتمكين
الركب أصبح يا بنت الرسول كمن = في العش
بات جريحا دون تحصين
الطف في الأرض بستان وساقية = ملء الثمار , لها
أشدو فتحيني
يا نهضة السبط قد غيرت من عرف = السيف يعلو على
جرح وتدوين
الجرح فيك خلود ما له سكن = والسيف بال كخرق
ساء تكوين
هذا المصاب لنا هدي ومدرسة = أن لا نوالي طغاة
ً من فراعين
حزنٌ وحبٌ وأيمانٌ ومنزلة = فيها الجنانُ فيا
ربحَ المواسين