أسْرٌ
*****
لا لستُ مُعتَزِلاً
ولكني أسيرُ
فتقارَبي
، سأُريكِ بعضَ تَذمُّري
وأُريكِ بعضَ تَطيُّري
...
ويُريكِ صحرائي خريرُ !
------------
قطعةُ نقد
********
قِطعةُ نَقْدٍ على رصيف الشارع
وقمرٌ على رصيف الغيم .
قِطعةُ النقد سَقَطَتْ من جيبي
والقمر من جيب إلهٍ
ومن أعماق الغابة حيث أرجعُ أدراجَ حَنيني
مُتذكِّراً ما سيكون لنا .
شيءٌ ما يحدث ،
عميقاً يهبُّ ،
يلاحقُ مَسامّي ،
هذه الغابةُ ،
هل لِعُروقها حفيفٌ ؟
----------
الهواءُ عُشُّ
السُّنونو
***************
السنونواتُ يتقاطعنَ في هواءٍ عالٍ أزواجاً
مُتراصَّةً
كأنها تطير يداً بيدٍ !
من أين تأتي كلُّ هذه الأفواجِ بل الأمواجِ من
السنونوات ؟
أَمِنْ هنا ؟ من وطني الحائر الحزين ؟
سألتْ ،
ثم سألتْ ثانيةً :
وهل ستبقى وهذا الموسمُ موسمُ رحيلها ؟
فأحسَّ أنها تنسى أسئلتَها
وتنظر فوقها مرةً أخرى فتستدرك :
ولكنها هنا على أية حال ،
هنا لا تبارحُ الهواء !
------------
أشياء بسيطة
**********
أريد
السيرَ
معك الآن
لأفعلَ أموراً بسيطةً
ولكن بإصرارٍ
كإصرارِ الوردة على الرحيق
،
أموراً
بسيطةً
كأنْ أغترفَ الحيتانَ بقُبّعَتي !
او ما يُشبهُ ذلك .
------------
تيار
****
تُلاحِقُني الثواني ،
أتَّقيها حامِلاً آثارَ أقدامي على ظَهري .
------------
مَرقَب
******
شَجَرٌ تتساقطُ مِنهُ فصولُ السنةِ ،
خريفٌ يختطِفُ الأضواءْ
قاماتٌ مُنْتصِبَهْ
بِظلالٍ حدباءْ
موجةُ أنهارٍ تجتاحُ الأعتابَ
وعيداً
وأغانيَ ظَمِئهْ ...
وثِمارٌ فوق يدي مُختَبِئهْ !
-----------
شموع
******
الليالي الصغيرةُ مثل الجِداءْ !
إنها بعضُ ذاكرةِ الطفلِ
أسكبُها كاللحونِ انتظاراً
وإذّاكَ أَغفلُ أمري
وأهمسُ في أُذنِ صدري
هنيئاً لقلبي شذا
لا يدومْ
لعمرٍ وجيزِ الغيومْ !
شموعٌ أمامي تميسُ بمُتعهْ
وسربُ بلابلَ من آخر الأرضِ يُقبلُ ،
يَفتحُ نافذتي ليحطَّ على عِذْقِ شمعهْ !
-----------
أنفاس المرآة
**********
ليس سواكِ ...
وأعشَبَت الريحُ رحيلاً
والغيومُ كقطاراتِ الفجر
ودوني لهفةٌ كرئة مرآةٍ
تتنفسكِ ،
فتطلُّ دمائي
لتقطرَ ، لتصطفقَ كالغدائر
وبَدءاً من هنا ستتقنين
العَوم !
-----------
محض حُلم
*********
أتيتُ إليكِ فَعانقتِني قائلهْ :
ليلةٌ هائلهْ
ثُمَّ قلتِ : الوثوقُ ابتَدا
سِرُّنا بيننا
ولْيَكُنْ دَمعُنا شاهِدا !
فاتَّفَقْنا ،
وحينَ صَحَوْتُ
إذا بيدي سَبَقَتْني
وقد دوَّنتْ ما بَدا !
دوَّنَتْ ما عليها
حِفاظاً عليكِ
فَوَيلي ووَيكِ
ليسَ لي غير أنْ أستغيثَ
وقد صادرَ الصحْوُ لي مَوعِدا !
*************
كولونيا -
2008
alamiri84@yahoo.de