
أَيُّ قَلْبٍ عَلَى صُدُودِكَ يَبْقَى ؟
محمود سامي البارودي - مصر
أَيُّ قَلْبٍ عَلَى
صُدُودِكَ يَبْقَى ؟
أو لم يكفِ أنًّنى ذُبتُ عِشــقا ؟
لَــم تَدَع مِنِّى الصَبابَة ُ إلاَّ
شَــبَحاً شَــفَّهُ السَــقامُ فـَدقَّا
ودُمـوعاً أسالَها الوَجدُ حَتَّى
غَلَبَتْ أَدْمُــعَ الْغَمَامة ِ سَبــْقَا
فَتَصـدَّقْ بِنَظْرَة ٍ مِنْكَ تَشْفِي
داءَ قَلْبٍ مِـنَ الْغـَرَامِ مُــلَقَّى
كانَ أبقـى مِـنهُ الغرامُ قَليلاً
فَأذَابَ الصّــُدُودُ مـَا قـَدْ تَبَقَّى
لا تَسلنِى عَنْ بَعضِ ما أنا فيهِ
مـِن غَرامٍ ، فلسـتُ أملِكُ نُطقا
سَلْ إِذَا شِئْتَ أَنْجُمَ اللَّيْلِ عَنِّي
فَـهى َ أدرَى بِكـلِّ ما بِتُّ ألقَى
نَفـَسٌ لاَ يَبِينُ ضَعـْفاً، وَجِسْمٌ
سارَ فيهِ الضَنى، فأصبَحَ مُلقَى
فَتَرفَّق بِمُهجة ٍ شَفَّها الوَجــ
ـدُ، فَذَابَتْ، وَأَدْمُـعٍ لَيْسَ تَرْقـَا
إِنْ يَكُـنْ دَأْبُكَ الصُّدُودَ فَقَلْبِي
عَنْكَ رَاضٍ، وَإِنْ غَدَا بِكَ يَشْــقَى
فَعليكَ السـلامُ مِنِّى ؛ فَإنِّى مُــتُّ
شَــوْقاً، وَاللَّهُ خَـيْرٌ وَأَبْقَى
|
|