ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

مروة دياب - مصر

أنا سندبادكِ

مروة دياب - مصر

 

واريتُ جـرحي خــلـفَ كــــــلِّ رداءِ

و لممــــتُ من بـحـر الأسى أشلائي

و مسحتُ دمع الشَّـــوق في جفني فما

وَنـَـتِ المــدامــعُ حــرقتي و بكــائي

"أبكيكِ أم أبكي على الأقصى ؟ و من

يبكي علـيَّ إذا قــتــلْتُ بـــــــدائي"

أبكـــيـكِ أم أبكـي رجـالـــــــك أمـَّتي

أنعى الشـباب و مضـــغة الأحشاءِ

"يا منـيتي قد ضعـــت بيـن مواجـــعي"

و عـلـى تلال الموت ضــــــاع ندائي

و عــلى مواجــعِ أمَّـتي بعــد النـــــَّوى

و نفاق ذي الشُّــعَــراء و الـخطباءِ

أقبــلـــت نـحوكِ و الـجروح تهــــدني

و أجرُّ خـلـفـي شـقْـوتي و عـنـائي

بغــداد بـيـن جـوانـحي طـعن الهوى

مـا عـاد شـعـري مُـهْجَتي و دوائي

لــو تعـلــــمين حبيـبـتي جـمـر النـَّــوى

وجــعَ الــقـصيـدِ و رِقَّـة الشّـُعراءِ

بغداد جلت الكون أبحث عن هوى

و تـركتُ أفــئِــدةَ الـــرَّيــــاء ورائي

و عــرفــت مــن كــلِّ البـلاد حـبـيبةً

و قــنـاعَ حُــبِّ زائــفِ الإبــــــداءِ

غــادرت كـُلَّ بـحور شـعري يائسًــا

و طـــــويت نحــوكِ زَخْـرَة الدَّأْماءِ

كالسـنـدبـاد أجـول فـوق سفـيـنـتي

و أحط عندك جاهشــًا ببكائي

أَسْقيـــتِــني  مُــرَّ  الصـَّبابَةِ   عَـلْقـــمًا

و أَثَبُتــــِــني هَــجْرًا بـرغـم وفــائي

"يا دمــعة الـمنصور" جئتك راجيًا

مــــن عــــين قــاهِــرة المُعِـزَّ بدائي

نـاديت قلبـك بالـحنين فَلم يجبْ

غير الأنــــين، أتـــسمـعين ندائي؟

فلقـــد تركت فؤاد قومـي راعفًا

يبكـيك مـن مصرٍ إلى صــنــعــاءِ

حفروا غَيابــك يا حــــفيدة بابلٍ

و حـَــثَــوْا عليك طهارة العظماءِ

غسلوا رفاتك بالنِّفاق  و ما أرى

غـيـر الــنــفــاق مـَطـِيــَّة الرؤساءِ

مـاذا بـَقى  يا مُــنيتي غـيـر الـبـــكا

مـــن أعــيـنٍ بـعـد النـّـِـواح تـــرائي

قد تاجرت بالجرح هوجاء الرَّدى

رجـف الــرثا و تَصــَنُّـع الإنشــاءِ

آهٍ عــرفتـك أمَّــتي رغــــم الـخـدا

ع سليلـة الـسفـهـاء و الـعمــــــلاءِ

أولـم تـكـوني ذات يــومٍ خــنــجَرًا

في القدس يطعن دوحة الشهداءِ

أولم تكــوني في الــعـراق ضــغينةً

بالحـقـد تـدعم جـحـفــلَ الحلفاءِ

لو أقـطعـوا الأكـوان عنـدي كلَّــهـا

مــا كــنــت أتـرك أمَّــة الإســــراءِ

حتى رأيــتـــك ثـــلـجة  في خمرهم

بالعهر ذابت مثــل بــحر هجــائي

أنـا لــن أعـــود  لأمَّـةٍ تـــرعى بــهــا

ريــبُ الـمنـون بـأعــيـن الــجبناءِ

من سكرها اختلط الحلالُ مع الحرا

مِ بـِهـا و نـامـت أّلْــســُن الــفـُقــَهاءِ

أنــا لــن أعـود إليـك حتى ينجــلي

عنــك النـِّـفـــاق فيَسْتقيل عنائي

بغــــــداد حسنك قد أذاب هويتي

ما عدت أعرف بلدتي و سمائي

ما عدت أعرف غير عشقك في الجوى

يســـري بشعري أو يجوب دمائي

فسئمــت أقْـــلام الكــتـابــة كـلــَّها

من يــقـرأ الأشعـار غـيـر إبائي؟

كــل الـعـيـون إذا رأتـك حـبـيـبـــتي

سـجـدت تُعـَــظـِّم موهـب الآلاءِ

يــا آيـــة الـخـــلاّقِ في تصــويــره

يـا قبـلــة الأدبــاء و الـشُّعــراءِ

من يفتدي أرض العراقة إن هوتْ

و يـذود إن لـم تفـــتديك دمــائي؟

دار الســــــلام أتيــتُ بابك متعبًا

و تركـــت عـنـدك مُـقْلتي وولائي

أنا سنــدبــادك قـد تـأخَّرَ عــوده

من رحــــلة الخُــذْلانِ و الإغضاءِ

سأعــود يـومًـا للـجـراح مُـطَبـِّـبـًا

و لأخمدَ الهــوْجاء في الـهــيجــاءِ

سأعـود حَتْمًا نحو قلبك عاشقًا

و أعيـد مـجـدكِ فــوق كـلِّ لـــواءِ

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا