في ليـــالي الشــتاء ، إذ يغمر
الدنيــــا ظــلام يعجّ بالأشـــباح ِ
وتشــيب النيران في المــوقد الخابي ، و تفنى
ذبــــالة المصباح
*
و تـــظلّ الرياح تبـكي كــأمّ
ثاكل ٍغيّب التراب فتـاهــــا
وحفيف الأشــــجار يوقظ في نفسي البعيــد،
المنسيَّ من ذكراها
*
تتراخى على الكتــــاب ذراعاي و أمضي ، وبي
حنــين مُثـــارُ
أرقب الليل عبر نــــافذتي المرخى عليــها من
التراب ســـــتار
*
حالماً ، والوجـــوم يعصر قلبي
بليالي الشــتاء عند الطفوله
يومَ أوحت ليَ الســــــذاجة أني
عند أبواب جنـّـــة مجهوله
*
بالليالي العِِـذاب ، ينفــقها أهـلي
جلوســاً على بســاط عـتيــق ِ
و البخــار الســجينِ تلذعه النـــارُ
فينســلّ من فـم الإبــريـق ِ
*
وأحاديــث جــدّتي عن فريق ٍ من بني
الجــنّ يسـكنون الفيـافي
فيهم المـــارد المخيف و فيهم ذو القــرون
الطوال والأظـلاف
*
ولهم قــــرية تغيـب نهـــاراً
وتـُرى عندمـا يجـنّ الظـــلامُ
يجــــــد الخيّرون فيها ملاذاً
و مصير الأشـرار فيها الحمـــام
*
وأخيراً …أفيق من ذكــــرياتي
فأراني في زحمة الناس وحدي
وأرى الشوكَ ملءَ دربي ويبدو
فـــــاغراً فاه في أقاصيه لحدي
*
وأرى عالمـاً ، ممـلاً، كريهـــاً
فـقدت فيه سـحرًها الأشــياءُ
ليس خلواً من الخرافات، لكنْ ليس فيه
بـــراءة أو نقــــاء
*
ذهب الـدهـرُ بالصبـا ورؤاه
وتـوارت مدائــن الأحـــلام ِ
وتعرّى الوجود مما نســجنـا
حوله من مطارف الأوهــام
*
فإذا نحن ضائعون، حيــارى
فـي متاهـات عــالم ٍمجهــول ِ
غرباء عن أقرب الناس،نسعى في الدجــى
دون غايةٍ أو دليل ِ