|

قمر شيراز
عبد الوهاب
البياتي - العراق
( 1 )
|
أجرح قلبي، أسقي من دمه شعري، تتألَّق جوهرة في قاع النهر
|
|
الإِنساني، تطير فراشات حمر، تولد من شعري، امرأة حاملة قمرًا
|
|
شيرازيّا في سنبلةٍ من ذهب مضفورٍ، يتوهج في عينيها عسل
الغابات |
|
وحزن النار الأبدية، تنبت أجنحة في الليل له، فتطير، لتوقظ
شمسًا |
|
نائمة في حبات العرق المتلألئ فوق جبين العاشق، في حزن الألوان
|
|
المخبوءة في اللوحات: امرأة حاملة قمرًا شيرازياًّ، في الليل
تطير |
|
تحاصر نومي، تجرح قلبي، تسقي من دمه شعري، أتعبد فيها: فأرى
|
|
مدنًا غارقة في قاع النهر النابع من عينيها، يتوهج سحر عسليٌّ
يقتل |
|
مَنْ يدنو أو يرنو أو يسبح ضد التيار. أرى كل نساء العالم في
واحدة |
|
تولد من شعري. أتملَّكه، أسكن فيه، أعبدها; أصرخ في وجه الليل
|
|
ولكن جناحي يتكسر فوق الألوان المخبوءة في اللوحاتْ
|
( 2 )
|
مجنونًا بالنهر النابع من عينيها
|
|
بالعسل الناريِّ المتوهج في نهر النار
|
( 3 )
|
أبدؤه بطيور الحبِّ وبالنهر الذهبيِّ الأشجار.
|
( 4 )
( 5 )
|
أرسم في ريشتها مدنًا فاضلة يتعبد فيها الشعراء.
|
( 6 )
|
مجنونًا بالنهر النابع من عينيها
|
|
أسبح من غير وصول للشاطئ، أغرق سكرانْ.
|
( 7 )
|
أُفرد أجنحتي وأطير إليها في منتصف الليلِ، أراها نائمة تحلم
بالقمر |
|
الشيرازيِّ الأخضر فوق البوَّابات الحجرية يبكي، يتدلَّى من
أغصان |
|
حديقتها ويظلُّ وحيدًا يتعبد فيها ما كان يكون حياتي كانت في
|
|
الأرض غيابًا وحضورًا تملؤه الوحشة والترحال وأشباح الموتى.
كوني |
|
أيتها المشربة الوجنة بالتوت الأحمر والورد الجبلي الأبيض. زادي
في |
|
هذي الرحلة كوني آخر منفى وطن، أعبده، أسكن فيه وأموتْ
|
( 8 )
|
قولي للحب (نعم) أو قولي (لا).
|
( 9 )
|
قولي (ارحل!) فسأرحل في الحال
|
( 10 )
( 11 )
|
أُخفي فاجعة تحت قناع الكلمات، أقول لجرحي
|
|
(لا تبرأ) ولحزني (لا تبرد) وأقول (اغتسلوا بدمي) للعشاق.
|
( 12)
|
تلتهم النارُ النارَ وتخبو أحزان العشاق الرحَّل في صحراء الحب
وتبقي |
|
(شيراز) ونبقي نرحل في الليل إليها محترقين بنار الحزن
الأبديَّة، تنبت |
|
أجنحة في الفجر لنا، فنطير، ولكنا قبل وصول الركب اليه،
نتملَّكها |
13
|
وجدوني عند ينابيع النور قتيلاً، وفمي بالتوت الأحمر والورد
الجبلي |
|
الأبيض مصبوغًا وجناحي مغروسًا في النورْ
|
[ من ديوان (قمر شيراز) ] |