يبزغ ُ الشيءُ،
في الحُلمِ، أو في الحقيقةِ،
بعد غيابٍ طويلْ
ويفاجُئنا بتـَفرُّدِهِ،
وهو مُلقىً،
وقد نبت العشبُ من حولهِ،
وتوحَّشَ فيه زمانٌ جميلْ
ربما ظهر الشيءُ في الأمسياتِ،
كما يظهر النورسُ المتَشرِّدُ من آخر الأفق ِ،
يضرب في حلمنا بجناح ٍ،
ويمسح أوجهنا برذاذ الفصولْ
أو يفاجِئنا في النهارِ،
يندُّ بجانبنا، كالعَظـَايةِ،
يفزعنا ببريق العيون ِ،
ويملأ أطرافنا بالذهولْ
وهْو يوجد إذ ْ نختفي نحنُ،
ثم يغيبُ،
ويرجع من نقطةٍ في الأفولْ
نازلاً في المكان الذي انسحبتْ عنهُ
أقدامنا المستريبة ُ،
ينسج وقتاً خفيًّا،
ويسكن شرنقة ً من شعاع ٍ ظليلْ
حائط ٌ،
أو بقايا على شاطئ البحرِ،
أو صورة ٌ تتهدّجُ في الذكرياتِ البعيدةِ،
أو قد تكونُ المدينة ُ
هاربة ً
من وراءِ المسافر،
أو مُتوجِّهة ً نحوه في الوصولْ
وهْوَ باقٍ
ونحن نـَزولْ!
__________________