وقرأتُ النّجومَ، كتبتُ عناوينَها ومحوتُ
|
وَدَمي حِبْرُها وأعماقيَ البَسيطَهْ.
|
لو أنّني أعرفُ كالشّاعر أن أغيّرَ الفصولْ
|
لَو أنّني أعرف أن أكلّمَ الأشياءْ،
|
سحرتُ قبرَ الفارسِ الطّفل على الفراتْ
|
(ماتَ بلا غسْلٍ ولا قَبْرٍ ولا صَلاهْ
|
خَلَّيهِ ماءً دافقًا أخضَرَ كالزَّيتونْ
|
في دَميَ العاشقِ في تاريخيَ المسْنونْ.
|
لو أنّني أعرف كالشّاعر أن أُشاركَ النَّباتْ
|
قَنَّعْتُ هذا الشّجَرَ العاريَ بالأطفالْ،
|
لو أَنَّني أعرفُ كالشاعر أَنْ أُدَجِّنَ
الغَرابَه
|
سَوّيْتُ كلّ حَجَرٍ سحابَهْ
|
تُمْطرُ فوق الشّامِ والفراتْ،
|
لو أَنّني أعرفُ كالشّاعر أن أغيّر الآجالْ
|
نَبْوءَةً تُنْذِرُ أو علامَهْ،
|
باسْميَ فوقَ الشَامِ والفراتْ
|
أَلصَّقْرُ في باديةِ العروق في مدائنِ
السّريرَهْ
|
أَلصَّقْرُ كالهالةِ مرسومٌ على بوَّابةِ
الجزيرهْ
|
والصّقْرُ في الحنينِ في الحيرة بين الحلْمِ
والبُكاءْ
|
والصّقرُ في مَتاههِ، في يأسه الخلاَّقْ
|
يَبْني على الذُّروةِ في نهايةِ الأعماقْ
|
يحمل للغرب حصادَ الشَّرْقْ.
|
يُومىء الصَّقرُ للصّقورْ -
|
مُتْعَبٌ، حَملْتهُ مَتاهاتُهُ، حملتهُ
الصّخورْ
|
وجههُ يتقدّمُ والشَّمسُ حُوذيّهُ،
|
والرّياحُ عجوزٌ تقصُّ حكاياته،
|
يرفَعُ كالعاشقِ في تفجّرٍ مَريدْ
|
في وَلَه الصَّبْوةِ والإِشراقْ
|
يرفَعُها لِلكون - هذا الهيكلِ الجديدْ
|
كلُّ فَضَاءٍ باسْمهِ كتابٌ
|
وكلُّ ريحٍ باسْمهِ نَشيدْ .
|
من "كتاب التحولات والهجرة في أقاليم النهار والليل"
1965 |