|

صورة
للسهروردي في شبابه
عبد الوهاب
البياتي - العراق
( 1 )
|
لو كان البحر مدادًا للكلمات لصاح الشاعرُ: يا
|
|
ربي، نفدَ البحرُ وما زلت على شاطئه أحبو.
|
|
الشيب علا رأسي وأنا ما زلت صبيًّا لم أبدأ بعد،
|
|
طوافي ورحيلي فإذا احترق الخيَّام بنار الحب
|
|
وأصبح في حان الأقدار حجابً، فأنا حول النار
|
|
فراش ما زلت أحوم وأُفني ليلى سُكرً، أتأمل
|
|
وجه القمر الفضي الأزرق في صحراء الحب
|
|
يغيب، ليترك في أقداح العشاق رمادًا. كنت
|
|
أحبك حتى الموت،فأين مضى حبك؟ واعجبًا!
|
|
قلبي مرتعد كالورَقة يسألني: أين مضى؟ ما
|
|
أوحش هذي الصحراء، ولدنا فيه، أحببناها
|
|
ورحلن، عانينا فيها موت الروح، حملناها كبريق
|
|
ذهبي يتغلب هذا الليل عليه، يموتْ.
|
|
كنت أريدك لي وحدي، لكنك كنتِ لكل العشاق
|
|
كنتِ تخونين الواحد باسم الآخر،
|
|
يا مشروع امرأة ألقيتُ بها في سلّ الإِهمال.
|
|
أتأمل وجه القمر الفضي الأزرق
|
|
في مرآة الحان أتأمل وجه العشاق
|
|
الشيب علا رأسي وأنا ما زلت صبيًّا
|
|
لم أبدأ بعد طوافي ورحيلي في الكلماتْ.
|
|
فإذا نُحر الحلاج وأصبح في تاريخ العشق .
|
|
شهيدً، فأنا لم أبدأ عرس دمي حتى الآن
|
( 2 )
|
كنت أُحبك حتى الموت، فأين مضى حبك؟
|
|
يسألني: أين مضى ؟ ما أوحش هذي الصحراء
|
|
أتوغل فيها مجنونً، بالكلمات
|
|
وأقول له: ها نحن معً، فاكتم أمر رحيلي،
|
|
حتى لا تُنهَب، يا حادي الأظعان.
|
( 3 )
|
بدم القلب، كتبت وأشعلت النار
|
|
لكني لم أبدأ في إشعال النار بقلبي، حتى الآن.
|
( 4 )
|
يسري سم بعروقي، قطرات دمي تصرخ ظامئة وتقول
|
|
أحبك أو كنت أحبك، لا أدري الآنْ
|
|
فأنا أخبط في ليل وأموت على قدحي ظمآن
|
|
ومقاهي أرصفة الفجر الأسيانْ.
|
( 5 )
|
يا من أوقفني ما بين الجسد المشدود كقوس والمُطلَقْ
|
|
يا من أوقعني في هذا المأزق
|
|
بصخور شواطئ يم الليل الأزرق.
|
( 6 )
|
أعرفها تلك الشطآن، فمنها أبحر أجدادي
|
|
للصين وعادوا مبهورين بأنياب التنين، ومنها
|
|
أقلع عمال البحر لصيد اللؤلؤ في بحر الهند ،
|
|
وعادوا أكثر مما كانو، فقراءْ
|
|
أعرفها تلك الصحراء المائية ذات الأثداء
|
|
وهي تعري سرتها للشمس الحمراء
|
|
أعرفها وأراها كل مساء في حان الأقدار
|
|
بجواهر زائفة وعيون من خزف تلك الشمطاء
|
|
ويبوح بسر شهيد العشق المقتول.
|
( 7 )
|
(فتعقلْ في هذا الباب) وغاب.
|
( 8 )
|
وأرسطو والمتنبي وجلال الدين
|
( 9 )
|
يسقط رأسي مقطوعًا في طبق السلطان
|
|
وأنا لم أبدأ رحلة عمري حتى الآن
|
[ من ديوان (مملكة السنبلة) ] |