ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

الصَّديق

أحمد بلبولة - مصر

 

مَرَّ النهارُ

ولم يمر على رصيف العمر

مِخْلَبُه المحبَّبُ أو عتابهْ

وأنا انتظرتُ

كما انتظرتُ حبيبتي

عيناي قنديلٌ

وباب القلب بابهْ

هذى حوافر خيلهِ فوق الطريقِ

وذا الذي أشتمُّ عَبْهَرَهُ تُرابُهْ

 يا سندبادَ الأرض يا هذا الزمانُ

      رأيتَه؟

      هل شق قُمْقُمَه سَرَابُه؟

      الوقتُ سُنبلة تُثَقِّلها السنونَ

      ولم يمرَّ

      وفوق ناصيتي غُرابُه

      كنا اتفقنا أن نسير معًا

      فسرت أنا ..

      فسرت أنا ..

      وسار معي احتجابُهْ

      وتعبتُ ما بينَ الوجوهِ

      فسرتُ من وجهٍ صفيحيٍّ

      لآخرَ لا أهابُهْ

 إني يعذِّبُني النداء

بـ"يا صديقي" لامرئٍ

فيجيء مصفرًا جوابه

وأُحبُّ أن أُلقي القصيدةَ

وَهْوَ يرمقني بعينَيْ معجَبٍ يخفَى اضطرابه

كتا اتفقنا يا زمانُ بأن يمرَّ

فمرَّ وقتي مر من عمري سحابُه

ومشطتُ روحي

بل رششت الملح كي تقوى جروحي

ربما اختلطتْ شعابه

إني لأكبرُ حين تختبرُ الصداقةُ نفسَها

والسيف يصدقُه ذبابه

ويزورني النَّهَر الجميلُ

فأقتفي آثاره

ويفوحُ من عمري لُبابُه

بدأ الصباح

وكنت ألهو في الجنينة

والصبا الممراحُ

مفتوحٌ كتابُه

حجران من تمر الطفولةِ

سُكَّرٌ أيامُنَا

والطفل لاهية رغابُه

لم ننتسب إلا للحظتنا الجميلةِ

لم نَحِدْ

هذا انتسابي وانتسابه

 لم يملأ الدَّخَنُ المشاعرَ

لم تفض أعماقنا

والحقدُ لَمَّا يصح نابُه

الوقت ماءٌ

والصداقة نبلةٌ

بينا يعالجُها اجتذابي وانجذابُه

وحقائقٌ صغرى

بَكَتْ

لما دنا مِنِّي

وفي عينيه يبتسمُ انتحابُه

كنا اتفقنا أن يمرَّ

فمر قلبي بالعذابِ

وليت قاتلَه عذابُه

ماذا سأفعل في الظهيرةِ

حين ينتصفُ النهارُ

وحين يَسْطَعُني اغترابه؟

خُذْ جمرةَ الأشياءِ

رَتِّبْ نارها

واصعد لسلَّمة الرؤى

يقعِ التشابُه

واجلس على دَرَجِ الحقيقةِ

وانتظر إشراقَها

أرأيتَ لو برقتْ هضابُه؟

الشعر آخر أصدقائي الطيبين

تخذته نورًا

فغلَّفني ضبابُه

الشعر يفضحني

فبيتٌ قلتُه يلتفُّ بي

ويكاد يقتلني اغتيابُه

فلمن سأحكي عن هوايَ

وعن صبايَ

فلا يخون

ولا يفارقه صوابُه؟

كنا كرائعتَيْ نهارٍ

حين تشتبك العيونُ

وحين يفجَؤنا التجابُه

برْقٌ هو الميعاد

برْقٌ حبُّنا

وأقول برق كلما اقترب اقترابُه

 لا ننحني إلا لنأخذَ

وردةَ الخجل الجليلِ

إذا يداهمنا اضطرابه

خيطان فرَّا من حدودهما

فشعَّا

لا الزمانُ

ولا المكانُ

ولا حرابه

جسدانِ لُوتَستانِ

تغتسلان في ماءِ الفضيلةِ

عالقٌ بهما حَبَابه

وهما هما

يلجان حُبَّهما

 فلا ابتعدا

ولا اقتربا

ولا انحرفت ركابه

ما كلُّ من عرف الهوى شفَّتْ جوارحُه

عن الحمأ الذي نبحت كلابه

الآن أحكي عن هواي لمن وثقت به

فخانَ

ولم يفارقه ارتيابه

إني ليهزمُني إذا انكسر المدى عن شمسه

شيئانِ:

حبي

والتهابه

ويزورني النهَرُ الجميلُ

فأقتفي آثاره

ويفرُّ من عمري شبابه

الوقت منتصفَ الطريقِ

ولم يمرَّ

ولم تمر على عمى عيني ثيابه

قد كنت آملُ أن يكون معي

أحدِّث عن عذابي

حين تنهشني ذئابه

عن خيمة تنهار في بيدائها

بل عن نبيٍّ

قد أضاعته صحابه

عن صخرةٍ في الرافدينِ

وعن أخ لي بالعراقِ

 مضى ...

ولم يرجعْ خطابه

وعن الطغاةِ

وعن تفلسفها العظيمِ

عن التكبرِ

حين يحكمه انتصابُه

من لم تُفَقِّهْهُ المعاركُ لم يزلْ

والحربُ دائرةٌ يعاوده اكتئابُهْ

وطنٌ تفنن حاكموه

فخلعوا أضراسَهُ

وعلى مشارفه ذُبَابُه

تاريخه وَقْعٌ فدائيٌّ

ودقُّ الفتحِ في أذنيهِ لم يزل اصطخابهْ

 لم يفتتح بلدًا تظالمَ أهلُهُ

إلا انثنى والعدلُ شاهقةٌ قِبابه

مرَّ النهارُ

ولم يمرَّ

ولم يمر خياله

والقلبُ عاودَه خرابُه

ماذا سأفعلُ حين يغمرني الظلام

بصمته الوحشيِّ

أو يزقو اغترابُه؟

خذ جمرة الأشياءِ

رَتِّبْ نارها

واصعدْ لسُلَّمةِ الرؤى

يقعِ التشابهْ

 واجلس على درج الحقيقةِ

وانتظر إشراقَها

أرأيتَ لو بَرَقَت هضابه

أَمسك بطرف النورِ

وانفُذْ للسنا العلويِّ

لا ينفكُّ يغمُرُك انسكابُه

واترك لجسمك إذ يَسيلُ

إلى الجَمَال طريقَه

للنبعِ إذ خرجت كِعابُهْ

وعلى مروج السندس الورديِّ

أطلق طيرَ رُوحكَ

كي يطيب له إيابُهْ

الله أوفى الأصدقاء

جميعهِم

سبحانهُ

من غيره

اتسعت رحابهْ 

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا