
يكفيك أن متَّ يا صدامُ منتصبا !!
ماجد بن عبد الله الغامدي
- المملكة العربية السعودية
|
عيـدُ الخيانةِ..كالأعـيـادِ مــا عَـذُبـا
وقـدّمَ الــذلَّ لـمّـا أتـبـعَ السبـبـا
|
عـيـدٌُ أعــادَ لـنـا ذُلاًّ يعايـشـنـا
وألـبـسَ الـهـونَ والإذلالَ والغضـبـا
|
عيدٌ –وقبـلِ شـروقِ الشمـسِ- يسلبنـا
كرامةً..! فيـهِ ضـجَّ الكـونُ واصطخبـا
|
حـي العروبـةَ إذ فـي عيدهـا انتحـرت
وقدّمـت رأسهـا إذ بـاعـتِ النسـبـا
|
نعـم هـو العيـدُ إذ تـمَّ الكمـالُ لـهـا
فأصبحـت –بعـد صـدّامِ الإبـا- ذنبـا!
|
يـا رأسَ أمجادنـا يكفيـكَ مـا سُلـبـوا
يكفيـك أن مـتَّ يـا صـدامُ منتصـبـا
|
في الحربِ .. في الأسْرِ..بل في الأمرِ كنتَ كما
أردتَ-لا مـا أرادوا-كنـتَ رمـزَ إبـا!
|
يكفيك أن عشـتَ مقدامـاً وقـد وُئـدوا
يكفيـك أن عانقـت أنفاسُـكَ الشُهـبـا
|
يكفيك أن مـتَّ صنديـداً وقـد ذُعـروا
وسـرتَ للمـوتِ يـا ضرغامنـا خبـبـا
|
يكفيـكَ يـا آخـرَ الأحــرارِ منـزلـةً
أن متَّ حـرّاً.. وظـلَّ الصـدرُ مُنتقبـا !
|
وكنـتَ ثهـلانَ لـم تجـزع بمـا اقترفـوا
وكـان مأجورُهـم يُـردِيـكَ مضطـربـا
|
يخشـونَ فـي موتِـهِ ذاكَ الصهـيـلَ وأن
علـى عمامـةِ عجـل السامـري يَثِـبـا
|
وفـي ثباتِـكَ ودّعـتَ العـراقَ وكــم
يبكيـكَ هـذا العـراقُ اليـومَ مُحتسبـا
|
قد يزعمـونَ ومـا شـأنُ المجـوسِ سـوى
أن يفتـروا ويسوقـوا حـجـةً كـذِبـا
|
حقـد المجـوسِ تجلّـى عندمـا غَنِـمـوا
تـاجَ العروبـةِ واغتالـوا بــهِ العـربـا
|
أحفـادُ كسـرى وأبنـاءُ الروافـض فـي
كسوفِهم ..حيـثُ لا ضـاءوا ولا غَرَبـا!
|
فمـن حكيـمٍ سفـيـهٍ فــي بصيـرتِـهِ
لموطئ الـوِزرِ –ليـس الصـدرِ- منتسبـا
|
مَـدّوا أياديَـهـم للـغـدرِ فالتحـمـت
بأخمـصِ الغـربِ لؤمـاً عندمـا اقتـربـا
|
كم يسجـدونَ لعلـجِ الغـربِ إذ سمعـوا
خُــوارهُ وتمـنّـوا خُـفّـهُ الـذهـبـا
|
يا سـادنَ النـارِ كـم أجّجـتَ موقدهـا
وأطـفـأ اللهُ نــارَ الحـقـدِ واللهبــا
|
يحاكمونـكَ فـي قتلـى الدُجيـلِ ومــا
ساسوا جـواداً بـدربِ المكرمـاتِ كبـا
|
إن كنـتَ أخطـاتَ فانهـلْ بـردَ مغفـرةٍ
فقـد وُهـبـتَ وجــلَّ اللهُ إذ وَهَـبـا
|
فـإن تـراءى لهـم نصـرٌ بمـا اكتسبـت
أيديهـمُ فلقـد نـالـوا بــه تَبَـبـا !
|
فلـم يـزل فـي نفـوسِ المؤمنيـنَ لــهُ
عهـدٌ ولازالَ عـزمُ النـصـرِ مُلتهـبـا
|
أبـا عـديّ ومـا اغتالـوكَ –إذ فعلـوا-
بـل بـوّؤوكَ سنـامَ المـجـدِ والرُتـبـا
|
إلـى الشهـادةِ تمضـي مؤمـنـاً وَرِعــاً
وهــم يلـوكـونَ أسـمـاءً ومُنتـدبـا
|
فما انحنـى حيـن جاءتْـهُ الجيـوشُ ومـا
أنـالَ أعـداءَهُ فــي مـوتِـه الأربــا
|
وعـاشَ حـرّاً مُهـابـاً سـيّـداً بَـطـلاً
مـا استعبـدوهُ ولـم يستمـرئ الرِّيَبـا !
|
ومـاتَ رمـزاً شجاعـاً شامخـاً وكــذا
مـوتُ الرجـالِ رجـالاً سـادةً نُجُبـا !
|
وسيـرةُ المجـدِ فينـا لا تــزالُ وهــل
تـزولُ أمجادُنـا إن أحرقـوا الكُتـبـا !!؟
|