(من أغاني
تغريبة الحرفوش الصغير)
هو
النهر يُقْرئنا كل حين ...
سلاما
سلاما.
فماذا إذن علمتك
الرمال؟
هو النهر يفتح
سفر النماء ...
ويبذر فينا ضياء
الوجود وفن الكتابة.
(وأن السكوت
بحضرة من علمونا ... نجابة)
فماذا إذن علمتك
الرمال؟
(سوى لغة للرحيل
الطويل وراء السراب .. ووهم ( الخصوبة )
وماذا أسرت إليك
الرمال؟ سوى أن كل النساء سبايا؟
هو
النهر يُقْرئنا كل حين ...
بأن الثمار لها
موسم الحب كي تشتهى
فلا نشتهيها
بوقت الصلاة
ولا نرتجيها
بأمر الغزاة ..
وعند الجفاف
...ونوم المطر.
هو النهر علمنا
أن نصوم بصبر جميل...
إذا القحط عم
...
وألا نخاف لنهر
غيابه.
هو النهر
علمنا كيف نغزل
صوف الجمال
بصمت جليل ...
وعفة قلب ...
وفيض صبابة.
هو النهر علمنا
أن نلوذ بصدر النخيل ..
وتمر الحبيبة
نرجو رواء ..
إذا القلب هام
وفاض عذابه .
وأن نضرب الجذر
في مهجة الأرض ...
في موطن قد
عشقنا سماه ...
ونهوى ترابه.
فماذا إذن
ألهمتك الرمال ؟
سوى أن تضرب
الأرض ...
تمدح كل الطغاة
...
وتلثم عشبا بكل
الأيادي .. ترجو العطايا.
هو
النهر يُقْرئنا كل حين ...
بأن الدماء إلى
قمة المجد أبهى مطايا.
فماذا إذن علمتك
الرمال ..
لتمشي في الناس
زهوا وكبرا ...
تصعر خدك فوق
البرايا؟
هو النهر يقرئنا
كل حين
ويبذر فينا جمال
الغناء
ويشرق فينا عطاء
ومجدا , وشمسا مهابة.
محمد نديم
علي 15 – 4- 2006-