ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

أحمد شوقي - مصر

رحْلَة

أحمد شوقي - مصر

شــيّعتُ أَحــلامي بقلــبٍ بــاكِ

ولَمَمْـتُ مـن طُـرُق المِـلاحِ شِباكي

ورجـــعتُ أَدراجَ الشــباب ووِرْدَه

أَمشــي مكانَهمــا عـلى الأَشـواكِ

وبجـــانبي واهٍ، كـــأَن خُفوقَــه

لمــا تلفَّــتَ جَهْشَــةُ المتبــاكي

شــاكي السـلاحِ إِذا خـلا بضلوعـه

فــإِذا أُهِيــبَ بــه فليس بشــاكَ

قــد راعــه أَنـي طـوَيْتُ حبـائلي

مــن بعــد طـول تنـاولٍ وفكـاكِ

وَيْـحَ ابـنِ جَـنْبي؟ كـلُّ غايـةِ لـذَّةٍ

بعـــدَ الشــباب عزيــزةُ الإِدراكِ

لـم تبـقَ منـا - يـا فـؤادُ - بقيّـةٌ

لفتـــوّةٍ، أَو فَضلـــةٌ لعِـــراكِ

كنــا إِذا صفَّقْــتَ نسـتبق الهـوى

ونَشُــدُّ شَــدَّ العُصبــةِ الفُتَّــاكِ

واليــومَ تبعـث فـيّ حـين تَهُـزُّني

مــا يبعـث النـاقوسُ فـي النُّسّـاكِ

يـا جـارةَ الـوادي، طَـرِبْتُ وعادني

مــا يشــبهُ الأَحـلامَ مـن ذكـراكِ

مَثَّلْـتُ فـي الذكرى هواكِ وفي الكرى

والذكريـاتُ صَـدَى السـنينَ الحـاكي

ولقـد مـررْتُ عـلى الريـاض برَبْوَةٍ

غَنَّـــاءَ كــنتُ حِيالَهــا أَلقــاكِ

ضحِــكَتْ إِلـيَّ وجُوههـا وعيونُهـا

ووجــدْتُ فــي أَنفاســها ريّـاكِ

فــذهبتُ فـي الأَيـام أَذكـر رَفْرَفًـا

بيــن الجــداولِ والعيــونِ حَـواكِ

أَذكَــرْتِ هَرْوَلَـةَ الصبابـةِ والهـوى

لمــا خَــطَرْتِ يُقبِّــلان خُطـاكِ؟

لـم أَدر مـا طِيـبُ العِناقِ على الهوى

حــتى تــرفَّق ســاعدي فطـواكِ

وتـأَوَّدَتْ أَعطـافُ بـانِك فـي يـدي

واحــمرّ مــن خَفَرَيْهمــا خـدّاكِ

ودخَـلْتُ فـي ليليـن: فَـرْعِك والدُّجى

ولثمــتُ كــالصّبح المنــوِّرٍ فـاكِ

ووجـدْتُ فـي كُنْـهِ الجـوانحِ نَشْـوَةً

مـن طيـب فيـك، ومـن سُلاف لَمَاكِ

وتعطَّلَــتْ لغــةُ الكـلامِ وخـاطبَتْ

عَيْنَــيَّ فــي لغـة الهـوى عينـاكِ

ومَحَـوْتُ كـلَّ لُبانـةٍ مـن خـاطري

ونَسِــيتُ كــلَّ تَعــاتُبٍ وتَشـاكي

لا أَمسِ مـن عمـرِ الزمـان ولا غَـدٌ

جُـمِع الزمـانُ فكـان يـومَ رِضـاكِ

لُبنــانُ، ردّتنـي إِليـكَ مـن النـوى

أَقـــدارُ سَـــيْرٍ للحيـــاة دَرَاكِ

جـمعَتْ نـزيلَيْ ظَهرِهـا مـن فُرقـةٍ

كُـــرَةٌ وراءَ صَــوالِج الأَفــلاكِ

نمشــي عليهـا فـوقَ كـلِّ فُجـاءَةٍ

كــالطير فــوقَ مَكـامِنِ الأشـراكِ

ولَــوَ انّ بالشـوق المـزارُ وجـدتني

مُلْقـى الرحـالِ عـلى ثَـراك الـذاكي

بِنْـــتَ البِقـــاعِ وأُمَّ بَرْدُونِيِّهــا

طِيبِــي كجِــلَّقَ، واسـكبي بَـرداكِ

ودِمَشْــقُ جَنَّــاتُ النعيــم، وإِنمـا

أَلفَيْــتُ سُــدَّةَ عَــدْنِهِنَّ رُبــاكِ

قَسَـمًا لـو انتمـت الجـداولُ والرُّبـا

لتهلَّــل الفــردوسُ، ثُــمَّ نَمــاكِ

مَــرْآكِ مَــرْآه وَعَيْنُــكِ عَيْنُــه

لِــمْ يـا زُحَيْلـةُ لا يكـون أَبـاكِ ؟

تلــك الكُــرُومُ بقيَّــةٌ مـن (بابلٍ)

هَيْهَــاتَ! نَسَّــى (البابليَّ) جَنــاكِ

تُبْـدِي كَوَشْـيِ الفُـرْسِ أَفْتَـنَ صِبْغـةٍ

للنـــاظرين إِلــى أَلَــذِّ حِيــاكِ

خَـرَزاتِ مِسْـكٍ، أَو عُقـودَ الكهربـا

أُودِعْــنَ كــافورًا مــن الأَسـلاكِ

فكَّـرْتُ فـي لَبَـنِ الجِنـانِ وخمرِهـا

لمــا رأَيْــتُ المـاءَ مَسَّ طِـلاكِ

لــم أَنْسَ مـن هِبَـةَ الزمـانِ عَشِـيَّةً

سَــلَفَتْ بظلِّـكِ وانقضَـتْ بـذَراكِ

كُـنْتِ العـروسَ عـلى مِنصَّـة جِنْحِها

لُبنـانُ فـي الوَشْـيِ الكـريمِ جَـلاكِ

يمشـى إِليـكِ اللّحـظُ فـي الديبـاج أَو

فـي العـاج مـن أَيِّ الشِّـعابِ أَتـاكِ

ضَمَّــتْ ذراعيْهــا الطبيعـةُ رِقَّـةً

(صِنِّينَ) و(الحَــرَمُونَ) فاحتضنــاكِ

والبــدرُ فـي ثَبَـج السـماءِ مُنَـوِّرٌ

سـالت حُـلاه عـلى الـثرى وحُـلاكِ

والنِّــيراتُ مــن الســحاب مُطِلَّـةٌ

كــالغيِد مــن سِـتْرٍ ومـن شُـبّاكِ

وكــأَنَّ كــلَّ ذُؤابـةٍ مـن شـاهِقٍ

ركــنُ المجــرَّةِ أَو جـدارُ سِـماكِ

ســكنَتْ نواحــي الليــلِ، إِلا أَنّـةً

فـي الأَيْـكِ، أَو وَتَـرًا شَـجِيّ حَراكِ

شـرفًا - عـروسَ الأَرْزِ - كلُّ خَريدةٍ

تحــتَ السـماءِ مـن البـلاد فِـداكِ

رَكَــزَ البيــانُ عـلى ذراك لـواءَه

ومشـى ملـوكُ الشـعر فـي مَغناكِِ

أُدبــاؤكِ الزُّهْـرُ الشـموسُ، ولا أَرى

أَرضًـا تَمَخَّـضُ بالشـموس سِـواك ِ

مــن كـلّ أَرْوَعَ عِلْمُـه فـي شـعره

ويراعُــه مــن خُلْقــه بمَــلاكِ

جـمع القصـائدَ مِـن رُبـاكِ، وربّمـا

سـرق الشـمائلَ مـن نسـيم صَبـاكِ

(موسى) ببـابكِ فـي المكـارم والعـلا

وعَصـاه فـي سـحر البيـانِ عَصاكِ

أَحْـلَلْتِ شـعري منـكِ فـي عُليا الذُّرا

وجَمعْتِـــه بروايـــة الأمـــلاكِ

إِن تُكـرمي يـا زَحْـلُ شـعري إِننـي

أَنكـــرْتُ كـــلَّ قصيـــدة إِلاَّكِ

أَنــتِ الخيــالُ: بديعُـهُ، وغريبُـه

اللــهُ صــاغك، والزمــانُ رَواكِ

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا