كأن البلادَ
ستبكي على قمر
غاص في صمته الأقحوان .
كأنّ البلاد
ستقفل وجهتها صوب قلبي
وتفتح باب الحريــق .
كأن الغمامة
لن ترسل الأرض
خلف الغريب
الذي تقتفي نسله
موجة من حنين ٍغريــق .
كأن المدينة
لم تلتحف بالسؤال عن
الغائبين
وأن مفاتنها
سوف يفنى على ليلها
عاشقٌ ذائبٌ
في جوابٍ عتيـــقْ .
كأن المسافة بيني وبيني
سيفصل بينهما
حائلٌ من غبار الطريــقْ
.
كأن الذي كان
ما كان يوماً كلاماً
وما كان أن يتمدّد
في صوت صمتي
سوى أن يبيح دماً أخضر
الدمع ِ
فوق سفوح التياعي .
كأنّ الذي كان لي
صار أبعد مني إليّ ،
كأني على حجر ٍ
سوف يسقط
فوق المتـــاع ِ .
كأنّ الشوارع
تعرف أني سأرحل
دون وداع ِ .
كأنّ الجدار
الذي كان يسند شيخوخة
القلب ِ
هدّت دعائمه
غصّة ٌ في نـداء المكان ِ
.
كأنّ الذي كان
لم يكُ في القلب ِ
إلا رمادَ القصائد
لم يكُ إلا دواراً عقيماً
برأس الجهات ِ ،
وإلا هواء كسيحاً
بنبض المنى
في أعالي الخيالِ
وإلا أسىً طافح الحزن
في كبريات الأوان ِ.
كأن التشابيه
لم تستعرْ ثوبَها
من شفيف المعاني ،
وأن البكـاء الذي كانها
سوف يبقى أسير تشتّته
في رثاء الأغاني .
*******
منير محمد خلف
سورية . الحسكة
ص.ب 245
جوال
0096393932469