فانتبهت,
رأيت من فوق المآذن والقباب
قمرا وديعا أخضرا
بيديه منديل الوداع
مرفرفا فوق الوري
ورأيت ضوءا سال منه,
وجلوة تكسو الشواهق والذرا
تبرا,
فتلتمع البحار,
وينجلي وجه الثري!
ووجمت حين رأيت من فوق العباد
سحابة سوداء
تفترش السماء
وتكتم الأنفاس
قلت: لعلها
آثام ليل المارقين تجمعت
من بعد ما اجترأوا علي ساح الحمي
فتقطعت بهم العري
ومضوا لغايتهم
ومن فوق الرؤوس سحابة سوداء
وهي تسد آفاق المدائن والقري
الآن ندرك سرها
نحكيه يوما للذي
شهد الفساد.. وما دري!
***
رمضان ولي
والعباد تفرقوا
وغدا إلي الطبع اللئيم يعود
صيادو مغانمها
وقناصو مواسمها
ومرتادو مآثمها
ومن تاقوا إلي يوم التمرد والخلاص
لم تمض إلا ساعة أو ساعتان
حتي يعود لأصله الذيل الذي لم يعتدل
ويتابع المتناحرون علي الحياة طريقهم
وجيوبهم ملأي بطلقات الرصاص
شحذوا حناجرهم.. لنا
وتكشفت عوراتهم.. لا ضير!
لم يبق من خجل يدعهمو
ولا يوم سيأتي للقصاص!
***
رمضان ولي
فاخلعوا عنكم قناع الزيف
والوجه الكذوب المستعار
عودوا الي ماتتقنون
لا تتقنون سواه من شره
ومن سعي رخيص, أو صغار!
وغنائم الدنيا, يزينها اقتناص, وافتراس, وانتصار
واستمسكوا:
هذا فساد الليل
موصول بأوبئة النهار!