..... وكانتِ
التلالُ تنثني
فتفرِدُ الأشجارَ والبيوتَ
في ليونةِ المروحة الصينيّه
وكانتِ الشمسُ - أميرةُ الصباحِ -
تعبر الأفقَ إلى شرفتها الشتويّه
يشعُّ وجهُها من الغيومْ..
فتستفيق ذكرياتُ عاشقٍ قديمْ
مرَّ هنا، تحت ظلال الشجرِ الفضيّه
وصَعِد القطارُ خطوةً..
ودار خطوتينْ..
وانثلَّ في طريقهِ
يلهثُ عند كلِّ منحدرْ
ثمَّ حبا على ذوائب الشجرْ
وصفَّ كالعُقاب في الذرا
جناحَه المرهقَ من طول السفرْ
وزفر القطارُ زفرتينْ
فرفَّ في الضلوع طائرُ الحنينْ
... الليلُ طال يا حبيبتي
وطال بالمحبّين السهرْ
والعاشقُ البعيدُ.. ما يزالُ
يحلم (بالرمّانْ)..
في حضن بساتين الصعيدِ
المشمسه
وأرجِ الليمونِ يطفو في ضحى أبريلْ
وجدولِ الماءِ الذي راح يلوِّن الأصيلْ
ووجهكِ الطفليِّ، وهو يملأ المساءَ
أنجُما
وقمر الحصاد يغزل الحريرَ للحقولْ
ويصفر القطارُ،
وهو يرتقي مدارجَ الرُّبا
وصوتُه المحموم يملأ الفضاءَ غَضَبا
ألفُ جوادٍ أبلقِ، هيَّجها الوغى
فاخترقتْ حواجزَ الجبالِ.. وارتمتْ
في غابة من السيوف والقنا
ودارتِ الحتوفُ تسقي الظامئينَ
لهبا..
وحين يُقبل المساءُ واهناً
مضطربا
ويبرد الطعان.. يهطل المطرْ
دماً رماديَّ الظلالِ في جوانب السهولْ..
وتسبح الخيولْ..
في مظلّةٍ.. من الدخان، والذهولْ..
ويزفر القطارُ في نهاية الطريقِ
زفرتينْ
فتنهض الغاباتُ فوق قممِ التلالِ
في كسلْ
وتنفض الوديانُ عنها ريشَها
الأخضرَ مرّتينْ
وتضحكُ البراعمُ البيضاءُ
في خجلْ
ويتمطّى طائرٌ فوق ذراع شجره
يحلمُ بالربيعْ..
**** |