ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

رشيد ياسين - العراق

من أوراق يوليسس في رحلة الضياع *

رشيد ياسين - العراق

 

(1 )

ضاع في الأســفار عمـــري

وأنا أبحث عن عينيك ِمن بحر لبحـــر

علّني ألمح في بعض المرافىء

أو على صخرة شــاطىء

طيفك الســاحريكسـوه جلال الآلهــــــه

يسـأل الأمــواج عني ، عن قلوعي التائهـــه!

 

( 2 )

 رويـــــدَك ، يا زورقــي المغــــترِبْ

إلى كم تجوب الخضـــــم اللجـِـب ؟  

شراعكَ يبليه كــــــّر الســــــنين

ويلطمه الثـــــــبج المصطــــــخِب

وربّانك المجهـــــــد الســاعدينِ

يحملق في الأ فُـــــق المكتئــب

لعل فوانيــس خلـــــــف الدجــى

تبشـــر با لمـــــــــرفأ المقــترب

رويــــدك ! ماذا وراء الســـــرى؟

وأين الخــلاص الذي نرتــــقِِب؟

أراني ، وقد ضيعتني الـــدروب ،

أجــــد وراء رجـــــاءٍٍ كــــــذِِ ب

أنــادي التي حبهــــــــا في دمي

و أبحث عن طيفهـــا المحتجب

فلا البحـــــر يأتي بما أشتهيه

ولا هــــو يقصي الذي أجتنــب

جــــراحي يؤججــها ملحــــه

وينـــــآى بيَ الموج عمن أحب

وهبني قــذفت إلى ســا حلٍ

وأرخيت مجـــدافيَ المضطرب

فمنــذا يرد شبابي الســـليبَ

من قبضة الزمــــن المغتصب؟

 

( 3 )

دهــــر من الأحزان ، من محن تراع لها القلــــوب!

دهربأكمله مضى !...

وشــراعيَ البالي يجوب

زبداًً و أمواجـــاً ، و "إيثاكا" البعيــــــدة ما تـــــزال

حلماً يجـــدّده الخيا ل

في القلب ، حين يكف عن جَيَشـــانه البحر الغضـــوب !

ما ان تهادنني الريــــاحْ

حتى يلوذَ – كطائر تعِب ٍأمضته الجراح -

قلبي بدفء الذكريا ت

فأراكِ مقــــــبلة علي كأنمــا  حجب تزاح

وكأن أنفاس الربيـــــع يزفها ألِق الصباح!

وأرى "تليمـــا ك" الصغيرْ

يلهو و يجهل ما تخططــه الليــالي من مصير

لأبٍ ســتأخذه الحــروبْ

ويؤوب كل النا س من ســـوح القتال...ولايؤوب!

يا ليتَ أن المــرء يعلم ما تخبئـــــه الغـيـــــوب!َ

"بنلوب" ، يا حبي..

ملامحــك البهيّة ما تزا لْ

في القلب ماثلــة...فهل طمـــس الأســى ذاك الجمال ؟

هل جـلّل الزمن الأُثيمْ

خصلات شــعرك بالـرماد؟

ومحا النضــارةَ في محيا ك التوجّع و السـهادْ

مثلي – وأنت تراقبين البحـــر في حزن كظـيم؟!

هل تقعدين بلا ســمير عند موقدنا القـــــــديم ؟

و تسائلين الليل عنــي : أي تيــــه ٍفي الوجودْ

زجت بـــيَ الأقــدار في ظلما تـــهِ؟....ومتى  أعود؟..

أم أن قلبك مــلّ طـول تـــرقب ٍمضن ٍ، عقيمْ

وخبت مع الأيـــام جذوة ذلك الحب العظيم ؟

بنلوب..من يدري ؟  لعلّي لن أعود..

أنا موغل في التيه ، و الظلمات ليس لها حدود..

لكنني ســيّا ن عدت إليكِ

أو فغر الجحيـــــْم

 

لســفينتي أشــداقه ، فهواكِ في قلبي مقيـــم !

 

( 4  )

 غاب أصحابك ، يا هــــــذا ، و أبقوك وحيــدا

تصحب الظلمة و الأنواء و البحر العنيــــــــدا

و ترى الأســـحارَ و الآًصال تغدو و تروح

يتوالى الحرّ و البرد...و لا شيْ يلــــوح

غيرَ وحشٍ أزرق الســحنة يمتدّ رهيبـــا!

و ريـــاح تملأ الدنيا دويّــاً و نحيبـــــا...

و حشــودٍ  من جبال الموج يأ تين ســـراعا

و قلوع  واهياتٍ تتداعــى!

كلّ أصحابك غابوا!

عبروا بوابة الموت تباعا...

ختموا رحلة صبر وعذاب !

بعضهم ماتوا جيــاعا

بعضهم أمســى طعاماً لكلاب البحر

و البعض تمادى في الشــراب

علّه ينســى ليالي الرعب و العمر المضاعا !

 بعضهم لم يثنه التحذيـــر

بل أغــراه رجع الأغنيــا تْ

عندما حاذى بنـــا المركب أرض الســاحراتْ

فارتمى ، من حمقه ، في لجّـــة اليمّ...وما ت!

و غداً دورك آ ت..

فإله البحريقــفو ، حيثما تمضي ، خطا كْ !

لم يعــد للوحش ما يبغيــــه من صيدٍ ســواك !

وســيغتالك يوماً مـــأ ، فقد خارت قواك...

لم تعد تقــــوى على الإمســـاك بالدفةِِِ

في الريح يداك !

أيها المبحــر كالأعمى و قد ضلّ سـبيله

لا تخفف جزع الروح بأوهـــام جميله

لن تمــسّ الشـــاطئ المأمـــول يوماً قدماكْ !

 

* يوليسس (أو أوذيسيوس ، كما يسميه اليونانيون) هو ملك جزيرة "إيثاكا" وأحد أبطال حرب طروادة الشهيرة         وقد عرف بشجاعته و دهائه.، وكان صاحب فكرة الحصان الخشبي التي عادت بالنصر على الأغارقة. ومـــن

المعروف أن يوليسس ضلّ طريقه في البحر عند عودته إلى وطنه ، لأن إله البحسر "بوسيدون" ناصبه العـداء، 

و ظلّ يتخبط في البحار ســـنوات طويلة تجرّع فيها ألواناً من المحن ، و مات خلالها رفاقه الواحد تلو الآخــر .

و عندما بلغ موطنه آخر الأمر ألفى زوجته "بنلوبي" محاطة بنحو مائة خاطب احتلّوا بيته عنوةً في غيابـــــــه

مطالبين إياها بأن تختار أحدهم زوجاً لها ، ووجد ابته الوحيد ”تليماك" (أو تليماخوس) ، الذي أصبح شاباً في

غيابه ، وحيداً ، عاجزاً عن حماية أمــــه.   

 

 

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا