ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

ياسر عثمان - مصر

نثار من سيرة " الأنا"

ياسر عثمان - مصر*

 

1

أراني في غيمةٍ

تستهلُ الحياةً بملح الكهولة

تتوق إلى الانفلات من قيدها

تتوخى هزةً من رياحٍ كسولة

تهزني

فأساقط عليكم

لكنَّ الريحَ موغلةٌ في الغياب

مثلما أنا موغلٌ في الفقدِ

ومثلما الحرف موغلٌ في العتمةِ

و مثلما كل شيءٍ يجيءُ بطيئاً

حين تسرعُ الخطى لحظةٌ متعبة.


 

***

2

أراني في حضرةِ الوردِ

طفلاً

تنوء به مفردات الغرام

وتلقيه نظرةُ الأزرقِ الآسرةُ

في يمها

فيطرب لصوت الموجِ

حين يبدأ لحن الغَرَقْ


 

***

3

لِم َقلتها منذ البدايةْ؟

وجعلتها طقساً،

و ورداً

وجعلتني أشتمُّ رائحةَ المآل المرِّ

في كلِّ دندنةٍ،

و همسْ:

" أغلق عليك الدائرةْ

و توخ فرضاً خارجاً للتوِ

من رحِمِ الغرابةْ

هذي بلادك

تأكل الأيامَ

تشرب حلمك المحشوَّ بالمدن الجميلة.


 

أبتاه

آمن قلبه الولدُ المراوغْ

وتهيأ الحلم الكبير

لمَّا رأى الخضراءَ تمنحُ نفسها للمارقينَ

تعففت خطواتهُ عنها

و همَّ بالصحراءِ..

همَّتْ..

غلقَّتْ..

فضلَّ عن برهانه المسكين ضلّ

لم ينتظر

حتى تقولَ له الخطى

"قد هئتُ لك"

و لأنَّ ما جادت به الرؤيا كبيرٌ

فوق طاقات المؤوِّلِ، والمنامْ

هاء للأوجاعِ قلبي

فرأيت ُ

ثمَّ رأيتُ سوساً

في عظامِ الحلمِ ينخرْ

و رأيتُ

ثمَّ رأيتُ ريحاً بربريةْ

هبَّت على الغُصنِ الطريِّ فأرهقتهْ

ساءلتُها:

من أين جئتِ، وبنتُ من؟

فأجابت الريحُ الصدوق ُ

من الشمال وبنتهُ

ورأيتُ،

ثمَّ رأيتُ

كفَّ النهرِ غالبهُ اصفرارُ الموجْ

فرأيتني - بالرغم – مشدوداً

لحضن الرملِ

أدَّخِرُ القراءةْ

لكنَّ صوتَ النهرِ

باحَ بكلِّ شيءٍ،

بعثرَ الوهمَ المكابرْ

فوقَ أكوامِ الغروبْ

فرجوتُ نوحاً:

" لا تؤخرْ بالسفينةِ

إنَّ هذا الحلمَ منكَ،

و إنهُ برُّ وصالحْ

خذنا جميعاً

لا تقلْ زوجٌ و زوجْ

إن لم يكنْ

فوق السفينةِ متسعْ

هبنا البيارقَ

كي نُلَوِّحَ للذي

قد يأتي بعدكْ .


 

***

4

......

...........فلتسألي بغدادُ هذا الحزنَ يسكنُ في خيوطكْ

فتشي أركانهُ

و سليهُ يا بغدادُ ماذا.. من شراييني تبقى؟

فكي ستائرهُ و فكي ثِنيةً

غابت عن العين السليمةْ

مدي يديكِ و فتشي دمعَ الوسادة ْ

فلعل شيئاً من فرحْ

تركته أنفاس الشهيد

وسليني يا بغدادُ ماذا..

من أمانيَّ الكبيرةِ قد تبقى؟

صارت عذارى سيباتٍ قبل ما عَقْدِ القرانْ

و اخترنَ زوجاً غيرَ شرعيٍّ، و بيتاً من رمادْ

كانت تراودوني الكواعبُ،

و النواهدُ من أمانيّ الجميلةْ

وتقولُ: مثلَ أبيكَ

سوف تذوقُ شهدَ القربِ من حضنٍ مُتَيَّمْ

سوف تُهديكَ التي أهدتْ أباكَ نضارةً،

و طهارةً،

و نبيذها الأخَّاذَ والكنزَ المعتقْ

و لسوف تهديك التي أهدت أباك

الثوب من حلل الرشيدْ

......................

......................

لكنَّهاُ الأحلامُ حسبُكَ

أن تزورك نصفَ عارٍ في المنامْ


 

***

5

يمتشق الحرفَ

وينزف ماءاً فوق جبينه

ويقول:

هلموا

يخدعنا القولُ الأحمق

والحرفُ الأحمقْ

يستل قصائده الناريةَ

يصرخ فينا

من للبيتِ

وحرمةِ هذا البئرِ امتلأتْ

من دَنَسِ القولْ.

 

 *شاعر وناقد من مصر

Yasserothman313@yahoo.com

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا