ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

قصائد المتنبي

الدهر المنشد

من قصيدة قالها في صباه يمدح محمد بن عبيد الله العلوي المشطّب

يـا عـاذل العاشــقين دع فئــة

أضلها اللــه كــيف ترشــدها

بئـس الليـالي سـهدت مـن طـرب

شـوقاً إلــى مـن يبيـت يرقدهـا

أحييتهـــا والدمـوع تنجــدني

شـؤونها والظـــلام ينجدهـــا


أبيات قالها وهو صبيّ

أبلى الهوى أسفاً يـوم النوى بدني

وفرق الهجر بيـن الجـفن والوسن

روح تردد في مثـل الخـلال إذا

أطارت الريح عنـه الثـوب لم يبن

كفى بجسمي نحولا أننـي رجـل

لولا مخاطبتي إيـاك لـم تـرني

 

من قصيدة قالها في صباه

مـا مقـامي بــأرض نخلـة إلا

كمقــام المســيح بيــن اليهــود

مفرشــي صهـوة الحصـان ولكـ

ـن قميصي مســرودة مــن حـديد

أيـن فضـلي إذا قنعـت مـن الدهـ

ـر بعيش معجــل التنكيـــــد

ضـاق صدري وطال في طلب الرز

ق قيــامي وقــل عنــه قعـودي

أبــداً أقطــع البــلاد ونجــمي

فــي نحـوس وهمتـي فـي سـعود

عش عزيـزا أو مـت وأنـت كـريم

بيــن طعـن القنـا وخـفق البنـود

فــرؤوس الرمــاح أذهـب للغيـ

ظ وأشـفى لغــل صــدر الحـقود

فـاطلب العـز فـي لظـى ودع الذ

ل ولـو كـان فـي جنـان الخـلود

لا بقـومي شـرفت بـل شـرفوا بي

وبنفســي فخــرت لا بجــدودي

أنــا فــي أمــة تداركهــا اللـ

ـه غريب كصــالح فــي ثمــود

 

من قصيدة يمدح بها سعيد بن عبد الله بن الحسين الكلابي المنبجيّ

لـولا مفارقـة الأحبـاب مـا وجدت

لهــا المنايـا إلـى أرواحنـا سـبلا

بمـا بجـفنيك مـن سـحر صلي دنفا

يهـوى الحيـاة وأمـا إن صددت فلا

يجــن شــوقا فلــولا أن رائحـة

تـزوره مـن ريـاح الشـرق ما عقلا

 

من قصيدة قالها في صباه

تحــقّر عنــدي همتي كـل مطلـب

ويقصـر فـي عينـي المدى المتطاول

ومـا زلـت طـوداً لا تـزول مناكبي

إلــى أن بـدت للضيـم فـيّ زلازل

فقلقلـت بـالهم الـذي قلقـل الحشـا

قلاقـــل عيس كـــلهن قلاقــل

كـأني مـن الوجنـاء في ظهر موجة

رمـت بـي بحـاراً مـا لهن سواحل

يخــيل لــي أن البـلاد مسـامعي

وأنــي فيهـا مـا تقـول العـواذل

غثاثــة عيشـي أن تغـث كـرامتي

وليس بغــث أن تغــث المــآكل

 

من قصيدة قالها في صباه

تنفسـت عـن وفـاء غـير منصـدع

يـوم الرحـيل وشـعب غـير ملتئـم

قبلتهــا ودمــوعي مـزج أدمعهـا

وقبلتنــي عـلى خـوف فمـا لفـم

قـد ذقـت مـاء حيـاة مـن مقبلهـا

لـو صـاب تربـا لأحيـا سالف الأمم

ترنـو إلـيّ بعيـن الظبـي مجهشـة

وتمسـح الطـل فـوق الورد بالعنم

أبـديت مثـل الـذي أبـديت من جزع

ولـم تجـنّي الـذي أجـننت من ألم

إذًا لــبزك ثـوب الحسـن أصغـره

وصـرت مثـلي فـي ثوبين من سقم

ليس التعلــل بالآمــال مـن أربـي

ولا القناعــة بـالإقلال مـن شـيمي

ولا أظــن بنــات الدهـر تـتركني

حـتى تسـد عليهـا طرقهـا هممـي

أرى أناسـاً ومحـصولي عـلى غنـم

وذكـر جـود ومحـصولي عـلى الكلم

ورب مــال فقــيرا مـن مروءتـه

لم يثر منهـا كمـا أثـرى من العدم

لقـد تصـبرت حـتى لات مصطـبر

فالآن أقحــم حـتى لات مقتحـم

ردي حيـاض الـردى يا نفس واتركي

حياض خوف الردى للشـاء والنعم

إن لـم أذرك عـلى الأرمـاح سـائلة

فـلا دعيـت ابـن أم المجـد والكرم

أيملــك الملـك والأسـياف ظامئـة

والطـير جائعـة لحـم عـلى وضم

مـن لـو رآنـي مـاء مات من ظمإ

ولو عرضت لـه فـي النـوم لم ينم

 

من قصيدة يمدح بها عبد الله بن يحيى البحتري

رأت وجـه مـن أهـوى بليل عواذلي

فقلـن نـرى شمسـاً ومـا طلع الفجر

رأيـن التـي للسـحر فـي لحظاتهـا

سـيوف ظباهـا مـن دمـي أبداً حمر

تنـاهى سـكون الحسـن في حركاتها

فليس لـرائي وجههـا لـم يمـت عذر

 

(من أبيات كتبها في سجنه بحمص لرجل يعرف بأبي دلف بن كنداج)

كـن أيهـا السـجن كـيف شـئت فقد

وطنــت للمــوت نفس معــترف

لــو كـان سـكناي فيـك منقصـة

لــم يكـن الـدر سـاكن الصـدف

 

من قصيدة يمدح بها شجاع بن محمد الطائيّ المنبجي

إن التــي ســفكت دمـي بجفونهـا

لــم تــدر أن دمـي الـذي تتقلـد

قـالت وقـد رأت اصفـراري من به

وتنهـــدت فأجبتهـــا المتنهــد

فمضـت وقـد صبـغ الحياء بياضها

لـوني كمـا صبـغ اللجـينَ العسـجدُ

فـرأيت قـرن الشمس في قمر الدجى

متـــأوّداً غصــن بــه يتــأوّد

أبلــت مودّتهــا الليــالي بعدنــا

ومشـى عليهـا الدهـر وهـو مقيَّـد

 

من قصيدة في مدح الحسين بن إسحاق التنوخي

يحـاذرني حــتفي كــأني حتفـه

وتنكــزني الأفعـى فيقتلهـا سـمّي

طـوال الردينيـات يقصـفها دمـي

وبيـض السـريجيات يقطعهـا لحمي

برتني السرى بـري المدى فرددنني

أخف على المركوب من نفسي جرمي

وأبصـر من زرقاء جـو لأننـي

متى نظـرت عينـاي ساواهما علمي

 

(من قصيدة يمدح بها الحسين بن إسحاق التنوخي)

وهبنـي قلـت : هـذا الصبـح ليـل

أيعمــى العـالمون عـن الضيـاء؟

وهــاجي نفســه مـن لـم يمـيّز

كـلامي مـن كــلامهم الهـراء

وإن مــن العجــائب أن تـراني

فتعــدل بي أقــل مـن الهبـاء

 

من قصيدة يمدح بها مساور بن محمد الروميّ

مــا بالــه لاحظتـه فتضرجـت

وجناتـــه وفــؤادي المجــروح

ورمـى ومـا رمتـا يـداه فصـابني

ســهم يعــذّب والســهام تـريح

قــرب المــزار ولا مـزار وإنمـا

يغــدو الجنــان فنلتقـي ويـروح

لمــا تقطعــت الحـمول تقطعـت

نفســي أســى وكــأنهن طلـوح

وجـلا الـوداع مـن الحـبيب محاسنا

حســن العـزاء وقـد جـلين قبيـح

فيــد مســلمة وطـرف شـاخص

وحشــا يــذوب ومـدمع مسـفوح

يجـد الحمـام، ولـو كوجدي لانبرى

شــجر الأراك مـع الحمـام ينـوح

 

من قصيدة في مدح المغيث بن على بن بشر العجلي

هــام الفــؤاد بأعرابيــة سـكنت

بيتاً من القـلب لـم تمـدد لـه طنبا

مظلومـة القـد فـي تشـبيهه غصنـا

مظلومة الـريق فـي تشـبيهه ضربا

بيضـاء تطمـع فـي مـا تحت حلتها

وعـز ذلــك مطلوبــا إذا طلبـا

كأنهـا الشـمس يعيـي كـف قابضه

شـعاعها ويـراه الطرف مقتربـا

مـرت بنـا بيـن تربيهـا فقلـت لها

من أين جـانس هـذا الشادن العربا


(من قصيدة في مدح على بن منصور الحاجب)

كـيف الرجـاء مـن الخطوب تخلصا

مـن بعـد مـا أنشـبن فـي مخالبـا

أوحــدنني ووجـدن حزنـاً واحـداً

متناهيــا فجعلنــه لــي صاحبـا

أظمتنــي الدنيــا فلمــا جئتهــا

مستســقيا مطـرت عـلي مصائبـا

 

من قصيدة في مدح المغيث

ودهـــر ناســـه ناس صغــار

وإن كــانت لهـم جــثث ضخـام

ومــا أنــا منهـم بـالعيش فيهـم

ولكــن معــدن الــذهب الرغـام

خــليلك أنـت لا مـن قلـت خـلي

وإن كـــثر التجـــمل والكــلام

ومــن خــبر الغـواني فـالغواني

ضيــــاء بواطنـــه ظـــلام

ومـــا كــل بمعــذور ببخــل

ولا كـــل عــلى بخــل يــلام

ولــم أر مثــل جــيراني ومثـلي

لمثـــلي عنــد مثلهــم مقــام

بـأرض مـا اشـتهيت رأيـت فيهـا

فليس يفوتهـــــا إلا الكــــرام

 

من قصيدة في مدح الحسين بن إسحاق التنوخي

 

إنــي وإن لمــت حاســدي فمـا

أنكـــر أنـــي عقوبــة لهــم

وكــيف لا يحســد امــرؤ علـم

لــه عــلى كــل هامــة قـدم

كفــاني الــذم أننــي رجــل

أكـــرم مــال ملكتــه الكـــرم

لـولاك لـم أتـرك البحـيرة والـ

غور دفــيء وماؤهـــا شـــبم

والمــوج مثــل الفحــول مزبـدة

تهــدر فيهــا ومــا بهـا قطـم

والطــير فــوق الحبـاب تحسـبها

فرســان بلــق تخونهــا اللجــم

كأنهـــا والريـــاح تضربهـــا

جيشــا وغــى هــازم ومنهـزم

كأنهـــا فــي نهارهــا قمــر

حــف بــه مــن جنانهـا ظلـم

تغنــت الطــير فــي جوانبهــا

وجــادت الأرض حولهــا الــديم

فهــــي كماويـــة مطوقـــة

جـــرد عنهـــا غشــاؤها الأدم

يشـــينها جريهــا عــلى بلــد

تشـــينه الأدعيـــاء والقـــزم

 

(من قصيدة في مدح أبي الحسين بدر بن عمار بن إسماعيل الأسدي الطبرستاني)

ملولـــة مــا يــدوم ليس لهــا

مــن ملــل دائــم بهــا ملـل

كأنمــــا قدهـــا إذا انفتلـــت

ســكران مـن خـمر طرفهـا ثمـل

بــي حــر شـوق إلـى ترشـفها

ينفصــل الصــبر حـين يتصـل

الثغــر والنحــر والمخلخـل والـ

معصــم دائــي والفـاحم الرجـل

إذا صـــديق نكـــرت جانبــه

لــم تعينــي فـي فراقـه الحـيل

فــي ســعة الخـافقين مضطـرب

وفــي بــلاد مــن أختهـا بـدل

هـان علـــى قلبـه الزمـان فمـا

يبيـــن فيــه غــم ولا جــذل


(من قصيدة في مدح أبي على هارون بن عبد العزيز الأوراجي الكاتب) 

قلـق المليحـة وهـي مسـك هتكهـا

ومسـيرها فـي الليـل وهـي ذكـاء

أسـفي عـلى أسـفي الـذي دلهتنـي

عــن علمــه فبــه عـلي خفـاء

وشــكيّتي فقــد الســقام لأنــه

قـد كـان لمـا كـان لـي أعضـاء

مثّلـت عينـك فـي حشـاي جراحـة

فتشـــابها كلتاهمـــا نجـــلاء

أنـا صخـرة الـوادي إذا ما زوحمت

وإذا نطقـــت فــإنني الجــوزاء

وإذا خــفيت عــلى الغبـي فعـاذر

أن لا تـــراني مقلـــة عميــاء

شــيم الليــالى أن تشـكك نـاقتي

صــدري بهــا أفضـى أم البيـداء


(من قصيدة في مدح عبدالواحد بن العباس بن أبي الإصبع الكاتب)

ولمــا التقينــا والنــوى ورقيبنا

غفـولان عنـا ظلـت أبكـي وتبسـم

فلـم أر بـدراً ضاحكـاً قبـل وجهها

ولــم تــر قبــلي ميتــا يتكـلم

فلـو كـان قلبـي دارهـا كـان خالياً

ولكـن جـيش الشـوق فيـه عرمـرم

 

من قصيدة في مدح بدر بن عمار وكان قد خرج إلى أسد فهرب منه

ورد إذا ورد البحـــيرة شـــاربا

ورد الفـــرات زئــيره والنيــلا

متخــضب بــدم الفـوارس لابس

فــي غيلــه مــن لبدتيـه غيـلا

مــا قــوبلت عينــاه إلا ظنتــا

تحــت الدجى نـار الفـريق حـلولا

فــي وحــدة الرهبــان إلا أنــه

لا يعــرف التحــريم والتحــليلا

يطــأ الــثرى مترفقـاً مـن تيهـه

فكأنـــه آس يجـــس عليـــلا

ويــرد عفرتــه إلــى يأفوخــه

حــتى تصــير لرأســه إكليــلا

وتظنــه ممــا يزمجــر نفســه

عنهــا لشــدة غيظــه مشـغولا

قصــرت مخافتـه الخـطى فكأنمـا

ركــب الكــمي جـواده مشـكولا


من قصيدة في مدح بدر بن عمّار

تولـــوا بغتـــة فكــأن بينــاً

تهيبـــي ففاجـــأني اغتيـــالا

كــأن العيس كــانت فـوق جـفني

مناخـــات فلمــا ثــرن ســالا

وحجــبت النــوى الظبيـات عنـي

فســـاعدت الــبراقع والحجــالا

لبســـن الوشــي لا متجــملات

ولكــن كــي يصـن بـه الجمـالا

وضفـــرن الغدائــر لا لحســن

ولكـن خـفن فـي الشـعر الضـلالا

بجسـمي مـن برتـه فلـو أصـارت

وشــاحي ثقــب لؤلــؤة لجــالا

ولــولا أننــي فــي غـير نـوم

لكــنت أظننــي منــي خيــالا

بــدت قمـراً ومـالت خـوط بـان

وفــاحت عنــبراً ورنـت غـزالا

وجـارت فـي الحكومـة ثـم أبـدت

لنــا مـن حسـن قامتهـا اعتـدالا

كــأن الحــزن مشــغوف بقلبـي

فســاعة هجرهــا يجـد الوصـالا

ألفــت ترحــلي وجـعلت أرضـي

قتـــودي والغريــري الجــلالا

فمــا حــاولت فـي أرض مقامـا

ولا أزمعـــت عــن أرض زوالا

عــلى قلــق كـأن الـريح تحـتي

أوجههـــا جنوبـــاً أو شــمالا

 

(من قصيدة في مدح أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد الخطيب الخصيبي) 

أفـاضل النـاس أغـراض لدى الزمن

يخـلو مـن الهـم أخـلاهم من الفطن

وإنمــا نحـن فـي جـيل سواسـية

شـر عـلى الحـر من سقم على بدن

حــولي بكـل مكـان منهـم خـلق

تخـطي إذا جــئت في استفهامها بمن

لا أقــتري بلــدا إلا عـلى غـرر

ولا أمــر بخــلق غـير مضطغـن

ولا أعاشــر مــن أملاكـه ملكـا

إلا أحـق بضـرب الـرأس مـن وثن

فقـر الجـهول بـلا قلـب إلـى أدب

فقـر الحمـار بـلا رأس إلـى رسن

قـد هـون الصـبر عنـدي كل نازلة

وليس العـزم حـد المـركب الخشـن

لا يعجــبن مضيمــاً حسـن بزتـه

وهـل تـروق دفينـا جـودة الكـفن

مدحـت قومـاً وإن عشـنا نظمت لهم

قصـائداً مـن إنـاث الخيل والحصن

تحــت العجـاج قوافيهـا مضمـرة

إذا تنوشــدن لـم يدخـلن فـي أذن

فـلا أحـارب مدفوعـاً إلـى جــدر

ولا أصــالح مغـروراً عـلى دخـن


من قصيدة في مدح بدر بن عمار

أرج الطـريق فمـا مـررت بموضع

إلا أقــام بــه الشــذا مسـتوطنا

لــو تعقـل الشـجر التـي قابلتهـا

مــدت محييــة إليــك الأغصنـا

سـلكت تمـاثيل القبـاب الجـن مـن

شــوق بهـا فـأدرن فيـك الأعينـا

طــربت مراكبنــا فخلنـــا أنهـا

لــولا حيـاء عاقهـا رقصـت بنـا


(من قصيدة في مدح أبي الحسين بن على بن أحمد الخراساني)

لا افتخـــار إلا لمــن لا يضــام

مـــدرك أو محــارب لا ينــام

ليس عزماً مـا مـرض المـرء فيـه

ليس همـا مـا عـاق عنـه الظـلام

واحتمــال الأذى ورؤيــة جــانيـ

ــه غـذاء تضـوى بـه الأجسـام

ذل مـــن يغبــط الــذليل بعيش

رب عيش أخــف منــه الحمــام

كــل حــلم أتــى بغـير اقتـدار

حجـــة لاجــئ إليهــا اللئــام

مـن يهـن يسـهل الهـوان عليـه

مـــا لجـــرح بميــت إيــلام


 

من قصيدة في مدح القاضي أبي الفضل أحمد بن عبد الله بن الحسين الأنطاكي

لـك يـا منـازل فـي القلوب منازل

أقفـرت أنـت وهـن منـك أواهـل

مـا دمـت مـن أرب الحسـان فإنما

روق الشــباب عليـك ظـل زائـل

للهـــو آونـــة تمــر كأنهــا

قبــل يزودهــا حــبيب راحـل

جــمح الزمـان فـلا لذيـذ خـالص

ممــا يشــوب ولا سـرور كـامل


(من قصيدة في رثاء جدته لأمه) 

أحـن إلـى الكـأس التـي شربت بها

وأهـوى لمثواهـا الـتراب ومـا ضما

بكــيت عليهـا خيفـة فـي حياتهـا

وذاق كلانــا ثكـل صاحبـه قدمـا

عـرفت الليـالى قبـل مـا صنعت بنا

فلمـا دهتنـي لـم تـزدني بهـا علما

أتاهــا كتـابي بعـد يـأس وترحـة

فمـاتت سـروراً بـي فمـت بها غما

حـرام عـلى قلبـي السـرور فـإنني

أعـد الـذي مـاتت بـه بعدهـا سما

تعجـب مـن لفظـي وخـطي كأنمـا

تـرى بحـروف السطر أغربة عصما

وتلثمــه حــتى أصــار مــداده

محــاجر عينيهـا وأنيابهـا سـحماً

رقـا دمعهـا الجـاري وجفت جفونها

وفـارق حـبي قلبهـا بعدمـا أدمـى

طلبـت لهـا حظـا ففـاتت وفـاتني

وقـد رضيت بي لو رضيت بها قسما

فـأصبحت أستسـقي الغمـام لقبرهـا

وقـد كنت أستسقي الوغى والقنا الصما

وكـنت قبيـل المـوت أستعظم النوى

فقد صارت الصغرى التي كانت العظمى

هبينـي أخـذت الثـأر فيك من العدى

فكـيف بـأخذ الثـار فيـك من الحمى

ومـا انسـدت الدنيـا عـليّ لضيقهـا

ولكــن طرفـا لا أراك بـه أعمـى

ولـو لـم تكـوني بنـت أكـرم والـد

لكـان أبـاك الضخـم كـونك لي أما

لئــن لـذ يـوم الشـامتين بيومهـا

لقــد ولـدت منـي لأنفهـم رغمـاً

تغــرب لا مسـتعظما غـير نفسـه

ولا قـــابلا إلا لخالقــه حكمــا

ولا ســـالكا إلا فــؤاد عجاجــة

ولا واجــدا إلا لمكرمــة طعمــا

يقولـون لـي مـا أنـت فـي كل بلدة

ومـا تبتغـي ? ما أبتغي جل أن يسمى

كــأن بنيهــم عــالمون بــأنني

جـلوب إليهـم مـن معادنـه اليتمـا

ومـا الجـمع بين الماء والنار في يدي

بـأصعب مـن أن أجـمع الجد والفهما

وإني لمن قـــوم كـأن نفوسـهم

بها أنـف أن تسـكن اللحـم والعظمـا

كـذا أنـا يـا دنيـا إذا شـئت فاذهبي

ويـا نفس زيـدي فـي كرائههـا قدما

فـلا عـبرت بـي سـاعة لا تعـزني

ولا صحـبتني مهجـة تقبـل الظلمـا

 

من قصيدة يمدح بها على بن أحمد بن عامر الأنطاكي

أطـاعن خـيلا مـن فوارسـها الدهر

وحـيداً ومـا قـولي كذا ومعي الصبر

وأشـجع منـي كـل يـوم سـلامتي

ومـا ثبتـت إلا وفـي نفسـها أمـر

تمرســت بالآفـات حـتى تركتهـا

تقـول أمـات المـوت أم ذعر الذعر

وأقــدمت إقــدام الأتي كـأن لـي

سـوى مهجـتي أو كان لي عندها وتر

ذر النفس تـأخذ وسـعها قبـل بينهـا

فمفــترق جـاران دارهمـا العمـر

ولا تحســبن المجــد زقـا وقينـة

فمـا المجـد إلا السـيف والفتكة البكر

وتــركك فـي الدنيـا دويـا كأنمـا

تـداول سـمع المـرء أنملـه العشـر

إذا الفضـل لم يرفعك عن شكر ناقص

عـلى هبـة فـالفضل فيمن له الشكر

ومـن ينفـق السـاعات في جمع ماله

مخافــة فقـر فـالذي فعـل الفقـر

دعـاني إليـك العلـم والحـلم والحجى

وهـذا الكـلام النظـم والنـائل النـثر

ومـا قلـت مـن شـعر تكـاد بيوته

إذا كـتبت يبيـضّ مـن نورها الحبر

وإنـي رأيـت الضـر أحسـن منظراً

وأهـون مـن مـرأى صغـير به كبر

ومـا أنـا وحـدي قلـت ذا الشعر كله

ولكـن لشـعري فيـك من نفسه شعر


من قصيدة في مدح أبي أيوب أحمد بن عمران

ومنـازل الحـمى الجسـوم فقـل لنـا

مــا عذرهـا فـي تركهـا خيراتهـا

أعجبتهــا شــرفا فطـال وقوفهـا

لتــأمّل الأعـضــــاء لا لأذاتهـا

 

من قصيدة في مدح أبي القاضي أبي سهل سعيد بن عبيد الله بن الحسين الأنطاكي

أمـا الثيـاب فتعـرى مـن محاسـنه

إذ نضاهـا ويكسـى الحسـن عريانـا

يضمـه المسـك ضـم المسـتهام بـه

حـتى يصـير عـلى الأعكـان أعكانا

قـد كنت أشفق من دمعي على بصري

فــاليوم كـل عزيـز بعـدكم هانـا

تهـدي البـوارق أخـلاف الميـاه لكم

وللمحــب مــن التذكــار نيرانـا

إذا قــدمت عـلى الأهـوال شـيعني

قلــب إذا شـئت أن أسـلاكم خانـا

أبـدو فيسـجد مـن بالسـوء يذكرني

فــلا أعاتبــه صفحــا وإهوانـا

وهكـذا كـنت فـي أهلي وفي وطني

إن النفيس غــريب حيثمــا كانــا

 

(من قصيدة يمدح بها أبا القاسم طاهر بن الحسين العلوي)

أعيدوا صبـاحي فهـو عند الكواعب

وردوا رقـادي فهـو لحـظ الحبـائب

فـإن نهــاري ليلــة مدلهمــة

على مقلـة من بعـدكم فـي غياهب

بعيــدة مــا بيـن الجـفون كأنمـا

عـقدتم أعالي كـل هـدب بحـاجب

فيـا ليـت مـا بينـي وبيـن أحـبتي

مـن البعـد مـا بينـي وبين المصائب

ولـو قلـم ألقيـت فـي شـق رأسـه

مـن السـقم مـا غيرت من خط كاتب

تخــوفني دون الــذي أمـرت بـه

ولـم تـدر أن العـار شـر العـواقب

يهــون عـلى مثـلي إذا رام حاجـة

وقوع العـوالي دونهـا والقـواضب

كثــير حيــاة المـرء مثـل قليلهـا

يـزول وبـاقي عيشـه مثـل ذاهـب

 

من قصيدة يمدح بها أبا بكر علي بن صالح الروذباري الكاتب

ملــك منشــد القــريض لديــه

يضـع الثــوب فـي يـدي بـزاز

ولنــا القـول وهـو أدرى بفحـوا

ه وأهــدى فيــه إلـى الإعجـاز

ومن النـاس مـن يجـوز عليـه

شــعراء كأنهـــا الخازبــاز

ويــرى أنــه البصــير بهــذا

وهـو فـي العمـي ضـائع العكـاز


من قصيدة يمدح بها علي بن محمد بن سيار بن مكرم التميمي

ومـن نكـد الدنيـا على الحر أن يرى

عــدوا لـه مـا من صداقتـه بـد

بقلبــي وإن لــم أرو منهـا ملالـة

وبـي عـن غوانيها وإن وصلت صد

تلــج دمــوعي بــالجفون كأنمـا

جــفوني لعينـي كـل باكيـة خـد

 

(من قصيدة يمدح بها سيف الدولة) 

ومــا أنـا إلا عاشـق كـل عاشـق

أعــق خليليــه الصفييــن لائمـه

وقــد يتزيـا بـالهوى غـير أهلـه

ويسـتصحب الإنسـان مـن لا يلائمه

بليـت بـلى الأطـلال إن لم أقف بها

وقـوف شـحيح ضاع في الترب خاتمه

ومـا اسـتغربت عينـي فراقـا رأيته

ولا علمتنـي غـير مـا القلـب عالمه

فــلا يتهمنــي الكاشـحون فـإنني

رعيـت الـردى حتى حلت لي علاقمه

ومـا خـضب النـاس البيـاض لأنه

قبيـح ولكـن أحسـن الشـعر فاحمـه

 

من قصيدة يمدح بها أبا العشائر الحسن بن علي بن الحسن بن الحسين بن حمدان العدوي

كيف يقــوى بكــفك الزنـد والآ

فــاق فيهـا كـالكف فـي الآفـاق

قـل نفـع الحــديد فيـك فمـا يلـ

قـاك إلا مــن ســيفه مــن نفاق

إلـف هـذا الهـواء أوقـع في الأنــ

فس أن الحمـام مــر المـــذاق

ليس قـولي فـي شمس فعلك كالشمـ

ـس ولكـن كالشـمس في الإشـراق

شـاعر المجـد خدنـه شـاعر اللفـ

ظ كلانـــا رب المعـاني الدقــاق


من قصيدة في مدح سيف الدولة

نحن من ضـايق الزمـان لـه فيـ

ــك وخانتــه قــربك الأيـام

في سـبيل العـلى قتـالك والسـلـ

ـم وهــذا المقـــام والإجـذام

كـل يــوم لــك احتمـال جـديد

ومســير للمجــد فيــه مقـام

وإذا كـانت النفـــوس كبــاراً

تعبــت فـي مرادهــا الأجسـام

 

من قصيدة قالها عندما كبست أنطاكية، وهو فيها

إذا غـامرت فــي شـرف مـروم

فــلا تقنــع بمــا دون النجـوم

فطعــم المـوت فـي أمـر حـقير

كــطعم المـوت فـي أمـر عظيــم

وكــم مـن عـائب قـولا صحيحـا

وآفتـــه مــن الفهــم السـقيم

ولكـــن تـــأخذ الآذان منـــه

عــلى قـدر القــرائح والعلــوم

 

من قصيدة في مدح سيف الدولة

مـررت عـلى دار الحـبيب فحمحمت

جـوادي وهـل تشـجي الجياد المعاهد

وحـيد مـن الخـلان فـي كـل بلدة

إذا عظــم المطلـوب قـل المسـاعد

وأورد نفسـي والمهنــد فـي يـدي

مـوارد لا يصـدرن مـن لا يجـالد

ولكــن إذا لـم يحـمل القلـب كفـه

عـلى حالـة لم يحـمل الكـف ساعد

خــليليّ إنـي لا أرى غـير شـاعر

فلم منهـم الدعـوى ومنـي القصـائد

بـذا قضـت الأيـام مـا بيـن أهلهـا

مصـائب قــوم عنـد قـوم فوائـد


من قصيدة في رثاء والدة سيف الدولة

نصيبـك فـي حيـاتك مـن حـبيب

نصيبـك فـي منـامك مـن خيـال

رمــاني الدهــر بـالأرزاء حـتى

فـؤادي فــي غشـاء مـن نبـال

فصـــرت إذا أصــابتني ســهام

تكسـرت النصـال عـلى النصـال

 

من قصيدة قالها عند رحيل سيف الدولة من أنطاكية، وكان المطر غزيرا

إذا اعتــاد الفتــى خـوض المنايـا

فــأهون مــا يمـر بـه الوحـول

 

من قصيدة في مدح سيف الدولة ، وقد عاد من إحدى غزواته منكسرا

إذا ما تـأملت الزمــان وصرفــه

تيقنـت أن المـوت ضـرب من القتل

 

من قصيدة في رثاء أبي الهيجاء عبد الله بن سيف الدولة

تمشـي الكـرام عـلى آثـار غـيرهم

وأنـت تخـلق مـا تـأتي وتبتـدع

 

من قصيدة يعزي بها سيف الدولة بعبده يماك

سـبقنا إلـى الدنيـا فلـو عاش أهلها

منعنــا بهـا مـن جيئـة وذهـوب

تملكهــا الآتــي تملــك ســالب

وفارقهــا المـاضي فـراق سـليب

من قصيدة في مدح سيف الدولة

ومـن صحـب الدنيـا طـويلا تقلبت

عـلى عينـه حـتى يرى صدقها كذبا

وكـيف التـذاذي بالأصـائل والضحى

إذا لـم يعـد ذاك النسـيم الـذي هبا

ذكـرت بـه وصـلا كـأن لم أفز به

وعيشــا كـأني كـنت أقطعـه وثبـا

وفتانــة العينيــن قتالــة الهـوى

إذا نفحــت شــيخا روائحهـا شـبا

أرى كلنــا يبغــي الحيـاة لنفسـه

حريصـا عليهـا مسـتهاماً بهـا صبا

فحــب الجبــان النفس أورده البقـا

وحـب الشـجاع الحرب أورده الحربا

ويختلف الرزقـان والفعـل واحـد

إلى أن ترى إحسـان هـذا لـذا ذنبا

 

من قصيدة قالها "وقد جرى له خطاب مع قوم متشاعرين، وظن الحيف عليه، والتحامل"

مـا لـي أكتم حبا قـد برى جسـدي

وتـدَّعي حب سـيف الدولـة الأمـم

أعيذهـا نظــرات منـك صادقـة

أن تحسب الشـحم فيمـن شحمه ورم

ومـا انتفـاع أخـي الدنيـا بنـاظره

إذا اسـتوت عنـده الأنـوار والظلـم

سـيعلم الجـمع ممـن ضـم مجلسـنا

بـأنني خـير مـن تسـعى بـه قـدم

أنـا الـذي نظـر الأعمـى إلـى أدبي

وأسـمعت كلمـاتي مـن بـه صمـم

أنـام مـلء جـفوني عـن شـواردها

ويســهر الخـلق جراهـا ويخـتصم

وجـاهل مـده فـي جهلـه ضحـكي

حـتى أتتــه يــد فراســة وفـم

إذا رأيــت نيــوب الليـث بـارزة

فـلا تظنــن أن الليــث يبتســم

ومهجـة مهجـتي مـن هـم صاحبها

أدركتهــا بجــواد ظهــره حـرم

رجـلاه فـي الـركض رجل واليدان يد

وفعلــه مــا تريد الكــف والقـدم

ومـرهف سـرت بيـن الجحـفلين به

حـتى ضـربت ومـوج المـوت يلتطم

الخــيل والليـل والبيـداء تعـرفني

والسـيف والـرمح والقرطـاس والقلم

إن كـان سـركم مـا قـال حاسـدنا

فمــا لجــرح إذا أرضــاكم ألـم

وبيننــا لــو رعيتـم ذاك معرفـة

إن المعـارف فـي أهـل النهـى ذمم

كــم تطلبـون لنـا عيبـا فيعجـزكم

ويكره اللــه مـا تـأتون والكـرم

مـا أبعـد العيب والنقصان من شرفي

أنا الثريــا وذان الشـيب والهـرم

إذا ترحـلت عـن قـوم وقـد قـدروا

أن لا تفــارقهم فــالراحلون هــم

شـر البـلاد مكـان لا صـديق بـه

وشـر مـا يكسـب الإنسـان ما يصم

وشـر مـا قنصتـه راحـتي قنـص

شهب الـبزاة سـواء فيـه والرخـم

 

من قصيدة في مدح سيف الدولة

ومــا صبابـة مشـتاق عـلى أمـل

مــن اللقــاء كمشـتاق بـلا أمـل

والهجــر أقتــل لـي ممـا أراقبـه

أنـا الغـريق فمـا خـوفي مـن البلل

 

من قصيدة في سيف الدولة

إذا مـا لبسـت الدهـر مسـتمتعا بـه

تخــرقت والملبــوس لـم يتخـرق

 

من قصيدة يجيز بها بعض الأبيات بطلب من سيف الدولة

لا تعـذل المشـتاق فــي أشـواقه

حتى يكـون حشـاك فـي أحشـائه

إن القتيـل مضرجــاً بدموعــه

مثـل القتيــل مضرجــا بدمائـه


من قصيدة يمدح بها سيف الدولة

ومـا عشـت مـن بعـد الأحبة سلوة

ولكـــنني للنائبـــات حـــمول

وإن رحــيلا واحــدا حــال بيننـا

وفـي المـوت مـن بعد الرحيل رحيل

ومــا شــرقي بالمــاء إلا تذكـرا

لمــاء بــه أهـل الحـبيب نـزول

يحرمــه لمــع الأســنة فوقــه

فليس لظمـــآن إليــه وصــول

أمـا فـي النجـوم السـائرات وغيرها

لعينـي عـلى ضـوء الصبـاح دليل

ألـم يـر هـذا الليـل عينيـك رؤيتي

فتظهــر فيــه رقــة ونحــول

لقيـت بــدرب القلـة الفجـر لقيـة

شــفت كبـدي والليـل فيـه قتيـل

ويومـا كـأن الحسـن فيـه علامـة

بعثـت بهـا والشـمس منـك رسول

أنا السابق الهـادي إلـى مـا أقوله

إذ القــول قبــل القـائلين مقـول

ومــا لكـلام النـاس فيمـا يـريبني

أصـــول ولا للقائليــه أصــول

أعادى على مـا يوجـب الحب للفتى

وأهــدأ والأفكــار فــيّ تجـول

ســوى وجــع الحسـاد داو فإنـه

إذا حــل فــي قلـب فليس يحـول

وإنــا لنلقــى الحادثــات بـأنفس

كثــير الرزايــا عنــدهن قليــل

يهــون علينـا أن تصـاب جسـومنا

وتســلم أعــراض لنــا وعقـول

 

من قصيدة يمدح بها سيف الدولة "أنشده إياها في ميدانه بحلب، وهما على فرسيهما"

هو البحر غصّ فيه إذا كان ساكناً

على الـدر واحـذره إذا كـان مزبدا

وما قتل الأحـرار كـالعفو عنهـم

ومن لك بـالحر الـذي يحـفظ اليدا

إذا أنت أكــرمت الكـريم ملكتـه

وإن أنت أكــرمت اللئـيم تمـردا

ووضع الندى في موضع السيف بالعلى

مضر كوضع السيف في موضع الندى

وما الدهر إلا مـن رواة قصـائدي

إذا قلت شعراً أصبـح الدهـر منشدا

فسار بـه مـن لا يسـير مشـمرا

وغنـى به مـن لا يغنِّـي مغـردا

أجزني إذا أنشــدت شـعرا فإنمـا

بشعري أتـاك المـادحون مـرددا

ودع كـل صـوت غـير صوتي فإنني

أنـا الطائر المحكي والآخر الصدى

 

من قصيدة في مدح سيف الدولة

عـلى قـدر أهـل العـزم تأتي العزائمُ

وتـأتي عـلى قـدر الكـرام المكـارمُ

وتعظـم فـي عيـن الصغـير صغارها

وتصغـر فـي عيـن العظيـم العظائمُ

أتــوك يجــرون الحــديد كأنمـا

ســروا بجيــاد مـا لهـن قـوائمُ

إذا برقــوا لـم تعـرف البيض منهم

ثيــابهم مــن مثلهــا والعمــائمُ

وقفت ومـا فـي المـوت شك لواقف

كـأنك فـي جـفن الـردى وهـو نائمُ

تمـر بـك الأبطـال كـلمى هزيمـة

ووجــهك وضـاح وثغــرك باسـمُ

تـدوس بـك الخيل الوكور على الذرى

وقـد كـثرت حـول الوكـور المطاعمُ

إذا زلقـــت مشــيتها ببطونهــا

كمـا تتمشـى فـي الصعيـد الأراقـمُ


من قصيدة في رثاء أخت سيف الدولة الصغرى

ولذيــذ الحيــاة أنفس فــي النفـ

س وأشـهى مـن أن يمـل وأحـلى

وإذا الشــيخ قــال أف فمــا مـ

ـل حيــاة وإنمـا الضعــف مـلا

آلـــة العيش صحـــة وشــباب

فإذا وليــا عــن المـــرء ولـى


من قصيدة في مدح سيف الدولة

لــولا العقـول لكـان أدنـى ضيغـم

أدنــى إلـى شـرف مـن الإنسـان

 

من قصيدة في مدح سيف الدولة

أفـي كـل يـوم تحـت ضبني شويعر

ضعيــف يقـاويني قصـير يطـاول

لسـاني بنطقـي صـامت عنـه عادل

وقلبـي بصمتـي ضـاحك منـه هازل

وأتعـب مـن نـاداك مـن لا تجيبـه

وأغيظ من عـاداك مـن لا تشـاكل

ومـا التيـه طبّـي فيهـم غـير أنني

بغيـض إلــيّ الجــاهل المتعـاقل

 

(من قصيدة في سيف الدولة) 

مــا لنــا كلنـا جـو يـا رسـولُ

أنـا أهـوى وقلبــك المتبــولُ

كلمــا عــاد مــن بعثـت إليهـا

غـار منــي وخـان فيمـا يقـولُ

أفســدت بيننــا الأمانـات عيناهـا

وخـانت قلـــوبهن العقـــولُ

تشـتكي مـا اشـتكيت مـن ألم الشو

ق إليهـا والشوق حـيث النحـولُ

زودينـا مـن حسـن وجـهك ما دا

م فحسن الوجــوه حــال تحـولُ

وصيلنــا نصلـك فـي هـذه الدنـ

يـا فـإن المقــام فيهـا قليــلُ

إن تــريني أدمــت بعــد بيـاض

فحـميد مــن القنــاة الذبــولُ

صحــبتني عــلى الفــلاة فتــاة

عادة اللـون عندهــا التبــديلُ

ســترتك الحجــال عنهــا ولكـن

بـك منهـا مــن اللمـى تقبيـلُ

نحــن أدرى وقــد ســألنا بنجـد

أطـــويل طريقنــا أم يطـولُ

وكثـير مـن الســؤال اشــتياق

وكثــــير مـن رده تعليــلُ

كلمــا رحـبت بنـا الـروض قلنـا

حــلب قصدنــا وأنت السـبيلُ

أنــت طـول الحيـاة للـروم غـاز

فمتى الوعـد أن يكون القفـولُ

وسوى الـروم خـلف ظهـرك روم

فعــلى أي جـــانبيك تميـلُ

 

من قصيدة في مدح سيف الدولة "وهي آخر ما أنشده بحلب"

لا تطلبــن كريمــا بعد رؤيتـه

إن الكــرام بأسـخاهم يـدا خـتموا

ولا تبـال بشـعر بعــد شـاعره

قد أفسـد القـول حـتى أحمد الصممُ


من قصيدة في رثاء أخت سيف الدولة، كتب بها إليه من الكوفة، سنة 352هـ

طـوى الجـزيرة حـتى جـاءني خبر

فـزعت فيـه بآمـالي إلـى الكـذب

حـتى إذا لـم يـدع لـي صدقه أملا

شرقت بالدمع حـتى كاد يشرق بي

فــلا تنلــك الليــالي، إن أيديهـا

إذا ضربن كسـرن النبـع بـالغرب

وربمـا احتسـب الإنسـان غايتهـا

وفاجأته بـأمر غــير محتسـب

ومـا قضــى أحــد منهـا لبانتـه

ولا انتهـى أرب إلا إلـــى أرب

تخالف النـاس حـتى لا اتفـاق لهم

إلا على شجب والخلف في الشجب

فقيـل تخـلص نفس المـرء سـالمة

وقيـل تشرك جسم المرء في العطب

ومـن تفكـر فـي الدنيـا ومهجته

أقامه الفكر بيـن العجـز والتعـب

 

من قصيدة في كافور

وفي الناس من يرضى بميسور عيشه

ومركوبـه رجــلاه والثـوب جـلده

ولكـن قلبــا بيـن جـنبي مـا لـه

مدى ينتهـي بي فـي مـراد أحـده

 

من قصيدة في كافور

مـا أوجـه الحـضر المستحسـنات به

كأوجـــه البدويــات الرعــابيب

حســن الحضـارة مجـلوب بتطريـة

وفـي البـداوة حسـن غـير مجلوب

ليـت الحـوادث بـاعتني الذي أخذت

منـي بحـلمي الـذي أعطت وتجريبي

فمــا الحداثــة مـن حـلم بمانعـة

قـد يوجـد الحـلم في الشبان والشيب

 

من قصيدة في كافور الإخشيدي ، سنة 346هـ

كفى بك داء أن تـرى الموت شافيا

وحسب المنايـا أن يكن أمانيـا

تمنيتها لمــا تمنيــت أن تـرى

صديقا فأعيا أو عـدوا مداجيـا

حببتك قلبي قبـل حـبك مـن نأى

وقد كان غدارا فكن أنت وافيـا

وأعلم أن البين يشـكيك بعـده

فلست فؤادي إن رأيتك شـاكيا

فإن دموع العين غـدر بربهـا

إذا كن إثـر الغادرين جواريـا

أقل اشتياقا أيها القلـب ربمـا

رأيتك تصفي الود من ليس صافيا

خلقت ألوفا لو رجعت إلى الصبى

لفارقت شيبي موجع القلب باكيا

ولكن بالفسطاط بحراً أزرتـه

حياتي ونصحي والهوى والقوافيا

وجردا مددنا بين آذانها القنا

فبتن خفافا يتبعـن العواليــا

وتنظر من سود صوادق في الدجى

يرين بعيدات الشخوص كما هيا

وتنصب للجرس الخفي سوامعا

يخلن مناجاة الضمـير تناديـا

تجاذب فرسان الصبـاح أعنـة

كأن على الأعناق منها أفاعيـا

بعزم يسير الجسم في السرج راكبا

به ويسير القلب في الجسم ماشيا

 

من قصيدة في كافور

نـزلت إذ نزلتهـا الـدار فـي أحـ

سن منـا مـن السـنى والســناء

تفضـح الشـمس كلمـا ذرت الشـمـ

ـس بشــمس منـيرة ســوداء

 

من قصيدة في كافور، وكان قاد إليه فرساً

ومـا مـنزل اللـذات عنـدي بمـنزل

إذا لــم أبجــل عنــده وأكــرم

رحـلت فكـم بـاك بأجفـان شـادن

عــلي وكـم بـاك بأجفـان ضيغـم

فلـو كـان مـا بـي مـن حبيب مقنع

عـذرت ولكـن مـن حـبيب معمـم

رمـى واتقى رميي ومن دون ما اتقى

هـوى كاسـر كـفي وقوسي وأسهمي

إذا سـاء فعـل المـرء ساءت ظنونه

وصــدق مــا يعتـاده مـن تـوهم

وعــادى محبيــه يقــول عداتـه

وأصبـح فـي ليـل مـن الشك مظلم

 

من قصيدة في كافور

ويــوم كليــل العاشــقين كمنتـه

أراقـب فيـه الشـمس أيـان تغـرب

وعيــني إلى أذنـــي أغـر كأنـه

مـن الليـل بـاق بيـن عينيه كوكب

لـه فضلـة عـن جسـمه فـي إهابه

تجـيء عـلى صـدر رحيب وتذهب

شـققت بـه الظلمـاء أدنـى عنانـه

فيطغــى وأرخيــه مـرارا فيلعـب

ومــا الخـيل إلا كـالصديق قليلـة

وإن كـثرت فـي عيـن من لا يجرب

ألا ليـت شـعري هـل أقـول قصيدة

فــلا أشــتكي فيهــا ولا أتعتـب

وبـي مـا يـذود الشـعر عني أقلـه

ولكـن قلبـي يـا ابنـة القـوم قلـب

 

من قصيدة كتبها وقد بلغه "أن قوما نعوه في مجلس سيف الدولة بحلب، ولم ينشدها كافورا"

بــم التعلــل لا أهــل ولا وطـن

ولا نــديم ولا كــأس ولا ســكن

أريــد مــن زمنـي ذا أن يبلغنـي

مـا ليس يبلغـه مـن نفسـه الـزمن

لا تلــق دهـرك إلا غـير مكـترث

مـا دام يصحـب فيـه روحـك البدن

فمـا يـديم سـرور مـا سـررت به

ولا يــرد عليــك الفـائت الحـزن

ممــا أضـر بـأهل العشـق أنهـم

هـووا ومـا عرفـوا الدنيا وما فطنوا

تفنـى عيـونهم دمعــا وأنفسـهم

فـي إثـر كـل قبيـح وجهـه حسن

تحــملوا حــملتكم كــل ناجيــة

فكــل بيــن عـليّ اليـوم مـؤتمن

مـا فـي هوادجكم من مهجتي عوض

إن مـت شـوقا ولا فيهـا لهـا ثمـن

يـا مـن نعيـت عـلى بعـد بمجلسه

كــل بمـا زعـم النـاعون مـرتهن

كـم قـد قتلـت وكـم قـد مت عندكم

ثـم انتفضـت فـزال القـبر والكـفن

قـد كـان شـاهد دفنـي قبـل قولهم

جماعـة ثـم مـاتوا قبـل مـن دفنوا

مـا كـل مـا يتمنـى المـرء يدركه

تجـري الريـاح بما لا تشتهي السفن

رأيتكـم لا يصـون العـرض جـاركم

ولا يــدر عــلى مرعـاكم اللبـن

جــزاء كــل قـريب منكـم ملـل

وحــظ كـل محـب منكـم ضغـن

وتغضبـون عـلى مـن نـال رفـدكم

حــتى يعاقبــه التنغيـص والمنـن

فغــادر الهجـر مـا بينـي وبينكـم

يهمــاء تكـذب فيهـا العيـن والأذن

إنـي أصـاحب حـلمي وهو بي كرم

ولا أصـاحب حـلمي وهـو بي جبن

ولا أقيــم عــلى مــال أذل بـه

ولا ألــذ بمــا عـرضي بـه درن

سـهرت بعـد رحـيلي وحشـة لكـم

ثـم اسـتمر مريـري وارعوى الوسن

وإن بليــت بــودّ مثــل ودكــم

فـــإنني بفــراق مثلــه قَمِــنُ

 

من قصيدة في مدح كافور "وهي آخر ما أنشده ، ولم يلقه بعدها" سنة 349هـ

جـلا اللـون عن لون هدى كل مسلك

كمـا انجـاب عن ضوء النهار ضباب

وفي الجسم نفسـه لا تشـيب بشيبه

ولـو أن مـا فـي الوجـه منه حراب

لهــا ظفــر إن كـل ظفـر أعـده

ونـاب إذا لــم يبـق فـي الفم ناب

يغـير منـي الدهـر مـا شاء غيرها

وأبلـغ أقصـى العمـر وهـي كعاب

وإنـي لنجـم تهتـدي صحـبتي بـه

إذا حـال مـن دون النجـوم سـحاب

غنـي عـن الأوطـان لا يسـتخفني

إلــى بلــد سـافرت عنـه إيـاب

وأصـدى فـلا أبـدي إلى الماء حاجة

وللشــمس فـوق اليعمـلات لعـاب

وللســر منــي مـوضع لا ينالـه

نــديم ولا يفضــي إليـه شـراب

وللخلد منــي سـاعة ثـم بيننـا

فــلاة إلــى غـير اللقـاء تجـاب

أعـز مكـان فـي الـدنى سرج سابح

وخـير جـليس فـي الزمـان كتـاب

 

من قصيدة كتبها ولم ينشدها كافورا

صحــب النــاس قبلنـا ذا الزمانـا

وعنــاهم مــن شـأنه مـا عنانـا

وتولـــوا بغصــة كــلهم منــ

ـه وإن ســر بعضهـــم أحيانــا

ربمــا تحســـن الصنيـع لياليـ

ـه ولكــن تكـــدر الإحســـانا

وكأنـا لـم يـرض فينـا بريب الــد

دهر حــتى أعانــه مــن أعانـا

كلمـــا أنبــت الزمــان قنــاة

ركـب المـرء فـي القنـاة سـنانا

ومــراد النفــوس أصغـر مـن أن

نتعـــادى فيـــه وأن نتفـــانى

غــير أن الفتــى يلاقــي المنايـا

كالحـــات ولا يلاقــي الهوانــا

ولــو أن الحيــاة تبقــى لحــي

لعددنــــا أضلنـــا الشـــجعانا

وإذا لــم يكــن مـن المـوت بـد

فمــن العجــز أن تكــون جبانـا

كـل مـا لم يكن من الصعب في الأنـ

ـفس ســهل فيهــا إذا هـو كانـا

 

من قصيدة في مدح أبي شجاع فاتك

لا خــيل عنـدك تهديهـا ولا مـال

فليسـعد النطـق إن لـم تسـعد الحال

لولا المشـقة سـاد النـاس كـلهم،

الجــود يفقــر والإقــدام قتــال

إنـا لفـي زمـن تـرك القبيـح بـه

مـن أكـثر النـاس إحسـان وإجمال

ذكـر الفتـى عمـره الثـاني وحاجته

مــا قاتـه وفضـول العيش أشـغال

 

من قصيدة كتبها، يصف بها "الحمى التي نالته ويعرض بالرحيل عن مصر"

وصــرت أشــك فيمـن أصطفيـه

لعلمـــي أنــه بعــض الأنــام

ولـم أر فـي عيـوب النـاس شـيئا

كــنقص القــادرين عـلى التمـام

وملنــي الفــراش وكــان جـنبي

يمــل لقــاءه فــي كــل عـام

قليــل عــائدي ســقم فــؤادي

كثــير حاســدي صعـب مـرامي

وزائــرتي كــأن بهــا حيــاء

فليس تـــزور إلا فــي الظــلام

بــذلت لهــا المطـارف والحشـايا

فعافتهــا وبــاتت فــي عظـامي

كــأن الصبــح يطردهـا فتجـري

مدامعهـــا بأربعـــة ســـجام

أراقــب وقتهـا مـن غـير شـوق

مراقبـــة المشـــوق المســتهام

أبنــت الدهــر عنـدي كـل بنـت

فكـيف وصلـت أنـت مـن الزحـام

جرحــت مجرحــاً لـم يبـق فيـه

مكـــان للســيوف ولا الســهام

يقــول لـي الطبيـب أكـلت شـيئا

وداؤك فــي شــرابك والطعــام

ومــا فــي طبــه أنــي جـواد

أضــر بجســمه طــول الجمـام

تعــوّد أن يغــبّر فــي السـرايا

ويدخــل مــن قتــام فـي قتـام

فـإن أمـرض فمـا مرض اصطباري

وإن أحــمم فمــا حـم اعـتزامي

وإن أســلم فمــا أبقــى ولكــن

ســلمت مـن الحمـام إلـى الحمـام

 

من قصيدة كتبها عند خروجه من مصر

عيـد بأيـة حـال عـدت يـا عيـد

بمـا مضـى أم لأمـر فيـك تجـديد

أمــا الأحبــة فــالبيداء دونهــم

فليــت دونــك بيـدا دونهـا بيـد

لـم يـترك الدهـر من قلبي ولا كبدي

شــيئا تتيمــه عيــن ولا جــيد

يـا سـاقييَّ أخـمر فـي كؤوسـكما

أم فــي كؤوســكما هـم وتسـهيد

أصـخرة أن، مـا لـي لا تحـركني

هــذي المـدام ولا هـذي الأغـاريد

مــاذا لقيـت مـن الدنيـا وأعجبـه

أنـي بمـا أنـا شـاك منـه محسـود

أمســيت أروح مـثر خازنـا ويـدا

أنــا الغنــي وأمــوالي المواعيـد

إنــي نــزلت بكـذابين ، ضيفهـم

عـن القـرى وعـن الترحـال محدود

جـود الرجـال مـن الأيـدي وجودهم

مـن اللسـان، فـلا كـانوا ولا الجود

مـا يقبـض الموت نفساً من نفوسـهم

إلا وفــي يــده مـن نتنهـا عـود

 

من قصيدة في رثاء أبي شجاع وقد كتبها في الكوفة

مـا زلـت أضحـك إبلي كلما نظرت

إلـى مـن اخـتضبت أخفافهـا بـدم

أســيرها بيــن أصنـام أشـاهدها

ولا أشــاهد فيهــا عفــة الصنـم

حـتى رجـعت وأقلامـي قـوائل لي

المجــد للسـيف ليس المجـد للقلـم

أكـتب بنـا أبـداً بعـد الكتـاب بـه

فإنمــا نحــن للأسـياف كـالخدم

أسـمعتني ودوائـي مـا أشـرت بـه

فــإن غفلــت فـدائي قلـة الفهـم

هـوّن عـلى بصـر مـا شـق منظره

فإنمــا يقظــات العيــن كـالحلم

ولا تشـــك إلى خـــلق فتشـمته

شـكوى الجـريح إلى الغربان والرخم

وكــن عـلى حـذر للنـاس تسـتره

ولا يغــرك منهــم ثغــر مبتسـم

سـبحان خـالق نفسـي كـيف لذتهـا

فيمــا النفـوس تـراه غايـة الألـم

أتــى الزمـان بنـوه فـي شـبيبته

فســرهم وأتينــاه عــلى الهـرم

 

من قصيدة في مدح عضد الدولة "ويذكر في طريقه إليه شعب بوان"

ملاعــب جنــة لـو سـار فيهـا

ســـليمان لســـار بترجمـــان

طبــت فرســاننا والخــيل حـتى

خشــيت وإن كـرمن مـن الحـران

غدونــا تنفــض الأغصـان فيهـا

عــلى أعرافهــا مثــل الجمـان

فسـرت وقـد حجـبن الحـر عنـي

وجــئن مـن الضيـاء بمـا كفـاني

وألقــى الشـرق منهـا فـي ثيـابي

دنـــانيراً تفــر مــن البنــان

لـها ثمــر تشــير إليــك منـه

بأشـــربة وقفـــن بـــلا أوان

وأمــواه تصــل بهــا حصاهـا

صليـل الحـلي فـي أيـدي الغـواني

 

من قصيدة في مدح عضد الدولة عند قدومه عليه بشيراز

شــامية طالمــا خــلوت بهــا

تبصــر فــي نــاظري محياهـا

فقبلـــت نـــاظري تغـــالطني

وإنمـــا قبلـــت بـــه فاهــا

فليتهــــا لا تـــزال آويـــة

وليتــــه لا يـــزال مأواهـــا

كــل جــريح ترجــى سـلامته

إلا فــؤادا رمتــــه عيناهــــا

تبـــل خــدي كلمــا ابتســمت

مـــن مطــر برقــه ثناياهــا

مــا نفضـت فـي يـدي غدائرهـا

جعلتـــه فــي المــدام أفواهــا

فــي بلــد تضـرب الحجـال بـه

عــلى حســان ولســن أشـباها

لقيننـــا والحـــمول ســـائرة

وهـــن در فـــذبن أمواهـــا

كـــل مهـــاة كــأن مقلتهــا

تقــــول إيــــاكم وإياهـــا

 

من قصيدة في رثاء عمة عضد الدولة ببغداد

لا بــد للإنســان مــن ضجعـة

لا تقلــب المضجــع عـن جنبـه

ينسـى بهـا مـا كـان مـن عجبـه

ومــا أذاق المــوت مــن كربـه

نحــن بنــو المــوتى فمـا بالنـا

نعــاف مــا لابــد مـن شـربه

تبخــــل أيدينـــا بأرواحنـــا

عــلى زمــان هـي مـن كسـبه

فهـــذه الأرواح مـــن جـــوه

وهــذه الأجســام مــن تربــه

لــو فكــر العاشـق فـي منتهـى

حســن الــذي يسـبيه لـم يسـبه

يمـوت راعـي الضـأن فـي جهلـه

ميتـــة جــالينوس فــي طبــه

وربمـــا زاد عـــلى عمـــره

وزاد فــي الأمــن عــلى سـربه

وغايــة المفــرط فــي ســلمه

كغايــة المفــرط فــي حربــه

فــلا قضــى حاجتــه طــالب

فـــؤاده يخــفق مــن رعبــه

 

من قصيدة في هجاء ابن كيالغ

ذو العقـل يشـقى فـي النعيـم بعقله

وأخـو الجهالـة فـي الشـقاوة ينعـم

لا يسلم الشرف الـرفيع مـن الأذى

حــتى يـراق عـلى جوانبـه الـدم

والظلـم مـن شـيم النفـوس فإن تجد

ذا عفــــة فلعلـــة لا يظلـــم

ومـن البليـة عـذل مـن لا يرعوي

عـن جهلـه وخطـاب مـن لا يفهـم

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

1-

عبد القادر رحمانو - قطر

alansare_sn_11003@hotmail.com
Wednesday، November 12، 2008 10:09 PM

كلمة شكر

شكراً لك أيها الأخ الكريم على هذه الأبيات الجميلة الرائعة فأنا من محبي المتنبي وشكراً لمجهودك

ضع إعلانك هنا