ف |
شعر مترجم |
صورة
مناضل
رشيد ياسين - العراق وقفتَ و قد أحاط بك الذئابُ قـــوياً ، لا تلينُ ، و لا تهـابُ على جنبيك للســوط انهمـارٌ وللدم من جوارحك انصبابُ و حولك تطفح الظلمات حقدًا وتلمع في جوانبهـا الحــرابُ و أنتَ كذروةٍ شـماءََََ .. تعوي حواليهـــــا أعاصيرٌ غضـابُ بوجهٍ جامد القسمات ، صلبٍ و إن غطـاه من دمـه نقاب ! على شـفتيك يـرتســم التحدّي و في عينيـك يضطرم الشباب كأنّ من الإبـــاء عليك درعًا يكلّ إزاءه ظــفر ، و نـابُ ! و كشّر حولك العملاء غيظًا كما تبدي نواجذها الكلابُُ يصبّون العذاب بغير جدوى و يلقون السؤال.. و لاجوابُ فمثلك لايزيـــد سوى احتقارٍ لجلاديه ، إن ازداد العـــــذابُ ومثلك لا يزيد سوى _شمـــوخٍ و إصرارٍ إذا الجبناء تابــــوا! مشيتَ ، وأنت تعلم أيَّ دربٍ سلكتَ ، وأين تتجــه الركابُ و أنك بادئٌ شـوطًا قصيّــــاً تحيط به الغوائل و الصعابُ و لم تكُ كالذين إذا أحـاطتْ بهم نار الأذى صغرواوذابوا ومن يتصدّرون لكي يكونــوا ربابنةً ، إذا سكن العبـــابُ دعاك إلى الكفاح المرّ شعبٌ تحيق به المجــاعة والخرابُ وتبهض منكبيــه شرور عهدٍ دعائمه فجـــور و اغتصابُ و شرذمةٍ من العمـلاء هـانتْ ضمائرهم ، كماهان التراب رأوا طعـم الخيانة مسـتسـاغاً كما يستمرىء الجيَفَ الغرابُ فلم تعرفْ ضلالتهم حــــدودًا و لم يستر مآثمــهم حجــابُ و لم يتذكــروا يومـاً عصيباَ تميل على الحبال به الرقابُ و أنّ دمـــــاء نا دَينٌ عليهــم سنأخذه إذا أزفَ الحسـابُ بغــــداد ـ ١٩٥٠
|
|
|
|