ولكِ غيْرتُ وأقنعت سنواتي أن تكون جمرة التغير
ولكِ استوهَبْتُ اللهبَ أخطائي
وأقنعت الجسد
|
ألتهمكِ خليّةً خليَّةً لا
تروينني
|
أَحتويكِ نبضةً نبضةً لا راحةَ
لي فيكِ
|
لا الغيرة تفصلني عنك لا
الكراهية
|
وأنتِ الآن الزّمنُ والموت:
|
كنت البطيءَ وسبقتْني ثيابي
|
موتي سُلَّمٌ لجسدي وجسدي بلا
قرار أين أثبت؟
|
أثبتّ السّحاب قلتُ للزبد أن
يكون
|
ليس الاسم جذرًا ليس الجذر
امرأةً ليس أين أثبت؟
|
القشُّ يأتزر بالورد والكلمات
تكسر صلبانها أين أثبت؟
|
وجاءني الأفق سَمَّى نفسه
بِاسْمي
|
آخذ شفتيَّ منكِ هذه الليلة
|
أيتها الأرض الوَحْمى ولا
حَبَل،
|
لأعرفَ كيف تهطلين أيتها
الصحراء
|
لأعرفَ كيف نحبّ دون أن نحبّ
|
كيف يذبل ما تسمَّى بأسمائنا
الأولى
|
وارتوى بما حسبناه لا يعرف
الذبول
|
أيّة هاوية تَتّسع لأعضائي
|
ليس في مناخهِ غيومٌ لأتوسّمَ
المطر
|
أيّها الحبّ - الرأسُ الذي
يَشجُّه الجَسد عرقًا عرقًا
|
أيها الحب، يا أرومةَ الماء
|
وأثْبِتِ الغُبار بالغبار.
|
تمرحَلْ، أيها الجسد، من الآن
إلى الموت
|
تَمدَّدْ، أيها البخار، يا دمي
ورافق استطالاتي
|
ثمة أمواجٌ تقبل من شواطىء غير
مرئية
|
وبين العصب والعصب صَحَارى
|
وأنتِ، يا زهرة الآلام
امْنحينيَ احتمالاتٍ أخرى
|
كوني أمومةً زهرةً بآلاف
الأَسْدية والمِدَقَّات،
|
كنتِ تَنْحنين عليه كلّما
جمعنا ماءٌ أو هواءٌ
|
تنمو أطرافُنا توائمَ توائمَ
|
أقول لكِ: تَموتينَ مأخوذةً
بالماء
|
تقولين لي: تموت مأخوذًا
بالشمس
يفصلنا لَهَبٌ
لَهَبٌ لَهَبٌ
|
ومتاهاتُ
الأحد السبت
الجمعة الخميس
|
أصِلُ فيك
الشهوة بطعم
التراب
|
ولكلِّ حصاةٍ
أذنان تُصغيان
إليَّ.
|
توهَّمتُ أنَّ
اليدَ يَدٌ وأنَّ
الوجهَ هو الوجه
|
وكان هذا
تعاطفًا مع
الرمل.
|
الحبّ أن نذهب
الجسدُ أن نجيء
|
الحبّ أن
نستوهم الجسدُ أن
نتَبلبل
|
الحبّ - هذا
الهَزْل الكوني
|
من أجل أن
يظلَّ الأبد
مشقوقًا
|
من أجل أن
نُهَسْهِسَ
الشّكّ.
|
7
باسم جسدي
الميت - الحي
الحي - الميت
|
لجسدي أشكالٌ
بعدد مَسَامِّه
|
ونبتكر
ألفاظًا لها
أحجامُ اللسان
والشفتين،
|
ويدخل جسدانا
في سديم دَغَلٍ
وأعراس
|
باسم جسدي
الميت - الحي
الحي - الميت
|
ارتفع
السَّرْوُ بين
الاسم والوجه
|
عادت اللغة
إلى بيتها الأول
|
كان الحب
قبرًا دخلتُ إليه
وخرجتُ
|
كان القبر
نزهةً لراحة
الأوردة
|
وحُشرا بين
يَديْ أول قصيدة
كتبتها وآخر
قصيدة
|
وأخذ الحَشْرُ
يحكم ويَفْصل
|
لكي تحتفظ
الأرض بذكرى
العشب
|
باسم جسدي
الحي - الميت
الميت - الحي
|
للجسد أن يفصل
بين جسدي وجسدي
|
8
سلامًا لآلاتٍ
غير مرئية
أَبتكرها لأبتكر
أجسادي الأخرى
|
سلامًا لكوكبي
الجالس على طرف
القيد
|
يتَّخذ من
قدميَّ وذراعيَّ
حدودًا وأعلامًا
|
سلامًا لوجهي
يتبع فراشةً تتبع
النار
|
عُ لحظة
انفراد أم لحظة
ازدوا
|
ذا يفعل جسد
تبقّعه جراحٌ لا
تلتـ
|
الجرادُ
يَحْتَنِكُ
أطرافي //
|
أجلسْ، أيها
الموتُ، في مكانٍ
آخر
|
أصنع نبضي
نسْغًا لأبجديتي
|
ابتسمْ، أيها
النهر، لجفافك
|
امرحي، أيتها
الزهرة، بين
الشّوكة والشوكة
|
في الرّماديّ
أفتحُ جسدًا
أتجوّلُ في
أرجائه
|
حيث يتمشّى
قوس قزحٍ بخطوة
الطفل
|
ويكون لخيالي
أن يفترسَ عينيَّ
|
ويهدم الجسورَ
بيني وبين ما
حولي
|
ويكون لي أن
أصعدَ وألتقفَ
الهواءَ المحيط.
|
وأقول باسمكَ،
هامسًا لأشباحك:
|
أيتها العطور
التي تفرز
الرّغبة
|
اجلسْ، أيها
الموت، في مكانٍ
آخر ولنتبادل
وجهينا
|
كيف أعيش مع
جَسَدٍ أتَّهمه
|
وأنا
المتَّهَمُ
والشاهِدُ
والحكَم؟
|
وأرى إليك
إليه يتفكَّك
ويتركَّب
|
وما تبقَّى
غيرُ ما تبقَّى
|
ويهبط الصدر
في ليل الرّدفين
|
والرِّدفان في
شمس الأحقاء
|
وتكون الأحقاء
رصاصًا يرسب في
أطراف
|
الساقين
وتتَنَوَّرُ
بأعضائي أعضائي.
|
والليل
والنهار بريدي
إليك
|
- لا تحرق
النار موضعًا
مَسَّهُ الدمع
|
وأمس قرأت:
(كلّ شهوة قسوة
إلاّ
|
- أدخلي، كأنك
نقبتِ الجحيم
وخرجت منها
|
أو كأنك امرأة
تشتري العطرَ
بالخبز
|
أُزمِنُ فيكِ
وأُكوكب حولك
أعضائي
|
قلتُ:
النَّفَسُ يتبع
بعضُها بعضًا.
|
لماذا أنا
كثيرٌ بنفسي
قليلٌ بكِ؟
|
لماذ، كلما
اقتربْتِ إليّ،
أشعر كأنّ عضوًا
يسقطُ مني؟
لا يزال جسدي رطبًا بذكركِ
|
نظري أتشرد فيه جسدكِ رحيلي وكل خليّةٍ منطلَق
|
جسدكِ مرفأي وأضلِّل المراسي جسدك الصخر يستبقيني
|
جسدك فضاؤكِ وأنا وحُوشهُ المجنّحة
|
جسدكِ قوسُ قزحٍ وأنا المناخُ والتحوّل.
|
اسْتَأْسَنْتُ من يُطهّرني؟
|
أَبْدع لجسدك ما يناقضه
كُنِ الهباءةَ والحصاةَ في جسدٍ واحد
|
إجلسْ، أيها الموت في مكان آخر ولنتبادل وجهينا
|
نُضلِّل الحياة وهي التي تقودنا
|
وجسدي أوسع من الفضاء الذي يحتويه
|
ونقول باسمها وباسمك وباسمي:
|
فأنا شيءٌ لا يستند إلى شيء
|
وأنا الصَّحيحُ المريض برزخُ الجنس
|
عييت من تصوّرِك على أنحاءَ ومراتب
|
وأعوذُ بأسمائنا من علم اليقين
|
هكذا أتحرّك في سلاسل جنوني وأنوّع الحلقات
|
هل أنتَ حكايةٌ محرَّفةٌ ومكذوبةٌ عليَّ؟
|
أنا الماء يلهو مع الماء .
|
من "مفرد بصيغة الجمع" 1977 |
|
|
|
|
|
|
|