حضر
الكرام
هيا
انصتوا.. هيا اسمعوا
ما
عاد وقتٌ للكلام
فالكل جاء و قد جلسْ
و
على المرائي
ألف
عينٍ تختلسْ
قوت
الأمل..
فلعل آهات العروبة تستغيث
لا
قمة لا مؤتمرْ
خلف
السجون بلا "عُمَرْ"
فالكل جاء ليستقي
منك
الأمل..
يا
شعب مصر ألا انتفض
جاء
الغزاة لأرضنا
كيف
استغلوا صمتنا؟
جاءوا ليشروا بالبخيس دماءنا
أيخال أنا لن نثور؟
أم
لم يعد فينا ضميرٌ يختفي بين القبور؟
يا
شعب مصر ألا انتفض
ما
كنت ترضى بالمذلة و الهوان
لِمَ لَمْ تَعُدْ ذاك الأبي
ذا
الوجنتين يشوبها
حنقٌ لظلم الأجنبي
و
عهدتك الوشم النبيل
على
صدور المستحيل
أ
ضميرك الحي انتحرْ؟
أم
أخرس المستنفعون ضمائر الشعب الذليل؟
أم
غيَّرَ القلبَ الزمان؟!
فرضيت أن تحيا بأرضك مستضامًا مستهان؟
أو
مثل قطعان البقرْ؟
يا شعب مصر ألا انتفض
طهر
بلادك من خباث المعتدين
انصب مشانقك العتيقة
من
أراضيك العريقة
في
رقاب الغادرين
يا
شعب مصر ألا انتفض
جرد
سلاح الذل من أفواهكم
قد
شيعوا بغداد للمثوى الأخير
و
الآن جاء لمحوكم
من
ذا الوجود..
لا
تجعل الوجه المزيف يخدعكْ
قد
جاء "بوش" ليردعكْ
من
أن تقاوم نيره
لا
بالسلام لينفعكْ!
فاسأل من التاريخ دمنة
من
حطام المسلمين
أم
لم يعد صوت الدماء سيوقظكْ؟!
اصرخ لرفض الذل عله يسمعكْ
لا
من سميعٍ أو مجيب
لا
من بعيدٍ أو قريب
اصمت لعل الصمت يومًا ينفعكْ
فالكل جاء ليصفعكْ
لا
تنتظر يومًا لتسمع صوت أنّات النحيب
من
جوف أنقاض الحبيب
من
عين طفلك تنطلقْ
من
قهر علجٍ مرتزقْ
حتى
تحرك من دمك
إن
كان فيك دمٌ سيجري عن قريب
أَوَ هل رضيت بأن يغوص الغدر في شرمٍ و سينا؟
أو
يُداس الطهر فينا؟
هل
نسيت صنيعهم؟
بغداد تشهد روعهم
و
لئن تناسيت الوغى
فاسأل فلسطين الحبيبة
عن
مآسيها البعيدة و القريبة
عن
صنائعهم بها
ما
عدت ألقاها ببابي تطرق القلب الحزين
إلا
بدمعٍ يلهب الشوق الدفين
للأرض.. للعشق القديم
يا شعب مصر ألا انتفض
ما
جاء يحيي شعبنا
أو
يطلب الخيرَ لنا
جاء
المخادع يستكين:
"إرهابكم رعبٌ هجين"
و
الجمع صفق للزعيم
و
الشعب في جوعٍ دفين
و
العرب في صمتٍ رزين
و
كأن شيئًا لم يكنْ!
و
على صفوف الحاضرين
طلبوا السلام..
من
بعد ما قتلوا السلام..
عليك يا أرض السلام..
و
على جموع الخائنين
ألقى الزعيم بقولهِ
و
الجمع صفق للزعيم
لله
دره صاحب القول الحكيم
قد
قالها
عجز
الكبار عن المجيء بمثلها
و
على العلن:
"هل
من يزيد على الثمن؟"
يا شعب مصر ألا انتفض
قد
ساوموه على تراب بلادنا
حتى
استحلوا عرضنا
حرماتنا.. و دماءنا
يا شعب مصر ألا انتفض
لا
ليس للعُرْبِ البقاءْ
إن
رُمْتَ أنت إلى الفناء
و
إن أتموا المؤتمرْ
لا
ليس للعُرْبِ البقاء
فأنت عنوان الفَخَرْ
بل
أنت للعُرْبِ الحياةْ
و
أنت لي طوق النجاةْ
يا شعب مصر ألا انتفض
في
الليلة الظلماء أصرخ
يذهب الصوتُ سدى
يا
شعب مصر ألا انتفض
و
يضيع في تيه البكاء
و
لا يرد سوى الصدى!!
فأجابني ضوء القمر:
لا
تبحثي.. و ذري دموع الكبرياء
فشعب مصر قد انتحر!
