ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

من أين يجيءُ الناسُ .. ؟

 يزيد الديراوي - فلسطين

 

في الغرفة مروحةٌ تقطف أبخرةً عن جسدي ،

صورٌ للذكرى ،

أوراقٌ فارغةٌ تعبثُ بهواءٍ رطْبٍ ،

و دخانٌ يرقصُ كالشعرِ

و يلهو في الضوءِ ، يؤسِّسُ كونا مختلفا .

تعَبٌ هشٌ يضبطُ خطته ليموتَ .

قميصٌ تركتْـه ليكسرَ أنفاسَ قصيدتِنا ..

" من أنت لتخلقَني ؟ " قالتْ ،

قلتُ : " أنا أنتِ و لكني

أعرف كيف أخادع قلقي المتكدس كالنورِ

و كيفَ أُرْتِبُ أنفاسا من نارنجَ ،

وأفتحُ نافذةً في الأفْقِ

و نافذةً في القلبِ لأعرفَ كيفَ يحاسبُني اللهُ ..

و لستُ إلهً صوفيًا كي أسكنَ هذا القلب و أصعدُ نورا مع روحكِ حين تريدينْ " .

في الغرفةِ ، تسَّاقطُ مني الكلماتُ لتردفَ قافيةً حمراءَ ، و ساكنةً كغروب الشمسِ بلا تأويلٍ أو حتى نقدٍ أهبلَ . قافيةً تُغمضُ عينيّ لتبدأَ .. قافيةً تخضرُّ لتورقَ أزهارا و خيوطا تحملني ... 

قافيةً من وجعٍ شرقيٍ : كيف يليقُ بنا أن نصبحَ إلفين بلا عرسٍ يُبعدنا ، أو حتّى تدبيرٍ فوقيٍ يعدِلُ عن قولِ الحُلكةِ نورٍ ..

الحلكةُ نورٌ ، مثلك ، ينتظرُ ، فكنْ أنت و لا تخشَ ...

و اِكسرْ كلَّ أصابعك الحمقى ؛ كي تخرجَ منك إليكَ و يضْيَقَّ الليلُ هناكَ ، و يتَّسعَ النورُ ، فتصبحَ أنت قصيدتك و أنتَ قصيدتها .

نافذةٌ تكتبُ قصةَ مجنونٍ لا يحملُ ليلاه على كفيه و يرقصُ ..

لا وردَ على شفتيهِ و لا وردَ هناك يهندسُ ، كالنملةِ ، أرصفةً للرؤيا . لا شيءَ هناك سوى لا شيءَ و لا شيءَ و مجنونٍ لا ... 

من أين يجيءُ الناسُ و في أعينهمْ مدْنٌ تُدمنُ تبديلَ السكانِ ،

و أرصفةٌ حمراءُ كليلٍ أندلسيٍ يبكيْ .

من أين يجيءُ الناس فرادى مكسورينَ ، يجرُّونَ كَحَال الصوفي ، من الأرض إلى الأرضِ ،

خريفا صيفيا ..

ويمرُّ النهرُ على أعينهم مرتبكا كنبيٍ يحملُ قلبا أندلسيَّ الحزنِ و يهمسُ للضوءِ :

لماذا تحملُ فجرا ، في عينيك ،

يودِّعُنا .

و لماذا تهربُ حين نناديكَ ؟

تقولُ : غدا ،

سيجيء الدور على الغرباءِ

أقول : غدا ،

سيجيءُ الدورُ على الشهداءِ .

في الغرفة يذبحني الصمتُ

و تنسيقُ الشعرِ على هيئةِ قبعةٍ يحملُها الريحُ شمالا حتى آخر نجمٍ يغمزُ للصحراءِ .

جنوبا حيث النيلُ يحكُ الأرضَ و يومئ للسحْبِ :

" ترافِقُني يا قدري ..

و أرى في أول دربي آخره ، و أرى آخر دربي من أوله .. "

( و القدر حليفُ نهايتنا و القدرُ حليفٌ يخذلنا ) .

في الغرفةِ لهجةُ بدويٍّ :

" يا ربي ، 

يا ربَّ المكسورين أَغثنا ، و اخفضْ لي ليلا من نورٍ يبصرْنا ."

في الغرفةِ أعشقُ ما تكتبه الجدرانُ على وجهي ،

رائحة الموتِ تئزُّ ـ كما النحلة ـ حين تمرُ على ضلفةِ شباكي المكسورِ ،

هشاشة تعبٍ يضبطُ خطته

لأموتْ .

 

 

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا