إذا أتيتُ لِلِّقَاء في
مساء غدْ
لا تطلبي الحديث من سكوتى
الطويل
لا تطلبي من حزنى العميق
أن يرُدْ
لأنما ستلمحينني أدور في
السماء بالعيون
وما عرفت ما أقول بعد !
لا تتركي ارتباكك الحزين
في ملامحك
وترتمي ظلاله بوجهك
الجميل
بوجهك المضاء بالعذاب دون
حد !
إن تلمحي عوالم الأسى
بمقلتي تُمَد
أرثي بها تهشم الحياة
خلفنا
مودعاً ضياعها إلى الأبدْ
فقط تلمسي أصابعي براحتك
وحاولي أن تمنحي تعاستي
ابتسامةً بِوِدْ .
---------------------------------
لا تعلمين أنت أن حزنى
الغريب إن يزورني
يقودُ خطوتي
يسير بي إليك دائماً بغير
قصد !
أمضي بدربك الطويل شارداً
والناس من حولي كأنها
ظلال
أشباحها تطل باكتئابها
المخيف
تحيطني فأرتعد !
ألوذ بالفرار
أحاول الهروب في مدينةٍ
فضاؤها بنايةٌ وسَدْ !
لكنَّ طيف وجهك الجميل
يلوح بالمدى
يزيح من أمامى البناء
والسياج
ويمنح ابتسامةً لوجهى
الكليل
فترتمي رحابةٌ بغير حدْ.
------------------------------------
عيناك لحظة اللقاء
عرسان من أسى ومن شقاء
تحاولان لمس عالم الضياء
والأنوار
لكنما السواد في العيون
يستبد !
--------------------------------
ها نحن في طريقنا معاً
الليل والزحام والأضواء
مهرجان
ونحن هاربان من جنون هذه
المدينة / الجحيم
نطل في مسوخها الشوهاء
هذه التي تسير في دروبها
بلا عدد !
لكنني نظرت في عينيك
باسمًا
( والحزن في العيون يلتقي
فيتحد ) !
ووقتها شعرت أنني سعيد
أن الحياة أقبلت من بعد
طول صد
حلمت لو نسير تاركين
بؤسنا وراء خطونا
لو نستطيع الانفلات من
طاحونة الحياة خلفنا ولم نعد !
حلمت لو عرفت أن أقول كم
أحبكِ
ولو قدرت أن أزيح صمتى
الطويل كي أرد
حلمت .. كم حلمت !
وعندما مضيت آخر المساء
همست في قرارة السكون في
الأعماق :
"لربما أقول كل ما أريده
مساء غدْ " !