القلبُ يأبى أن يصدّق أن ّغاشية الفناءْ
طمســت ملامحك
الوديعة، يا أحبَّ الأصدقاء
وبأنّ قلبك، وهو ناقوس المحبة و الوفاءْ،
قد أخرسته يدُ الضغينه
وطواه لحد في العراء
لم تبكه إلا الرياح و أنجم الليل الحزينه !
*
القلب يأبى أنْ يصدّق أنّ وجهك لن يعودْ
ليُطلّ يوماً ما علينا بابتســامتك الودود
و حديثك المرح الذي ينفي كآبة سامعيه
حتى لتبدو مثلَ عصفور ٍطليق ٍ،
لاهمومِِ ولا مخاوفَ تعتــــتريه
أنت الذي يحصي عليك خطاك أكثر من رقيبْ
أنّى ذهبتَ ، وقد يفاجئك الردى في أيِّ
منعطف قريب!
أرحلتَ حقاً يا صديقي ؟ ! إن عالمناالكئيب
ليلوح لي، مذ غبتَ عنه، أشـدّ بؤســاً
وافتقاراً للضياءْ!
أسـفي على ذاك التألق والرجولة والنقاءْ
ينآى الحِمامُ بهـــا...
و توصد دونها بوّابة الأبــــد الرهيب !
يا ويلَ جلاديك !
لولا أنهم فاقوا الضواريَ في التعطش للدماء
ما
لوّثوا الأيدي بإثم ٍتقشـعرّ له الســماء !
والآنَ...هل يجدي البكاء ؟ !
هل ينفع التلويح بالقبَضات ؟ هَبْ أنّ
البرابرة العتاة ْ
دار الزمان بهم، كمن غبروا، و هبْ انّ
الجناة
أخذوا بفعلتهم ...فأينْ
يلقى محبّوك العزاء
عمّا أضــــاعوه ومثلك ليس يولد مرتين ؟ !
صوفيا - 1963