يا نفسُ مهلا ً
فلن تجني من الأمل = غيرَ الذي خُط في الألواح من أزل
مهما عملت ومهما
كان من سند ٍ = لن تبلـُغي غير مكتوب ٍومرتحل
لا الجد ينفعُ في
كسب ولا حذر = قد ينفعُ المرءَ في حفظ من الجلل
الكونُ والناسُ
تجري ضمن أنظمة = للرب تخضعُ في سير وفي سُبل
الربُ قد كتب
الأرزاق في حكم = يمحو ويثبتُ في لوح ٍ بلا زلل
ما يكسب العبدُ
من فكر ومن مدد ٍ = إلا القليلَ وإن يدنُ لمكتمل
لا تحسبنّ حياة
أهلها بشر = تعطي كما تشتهي نفسٌ من الأمل
ألهو بدنيا مع
الآمال أرقبها = أصحو بحلم يضيع ُ الظهر كالبلل
اعمل وربك
للأعمال ناظرها = والمؤمنون لهم دعوات مبتهل
واقنع بما قسم
المنان من نعم = واصبر لبلواك صبر المتقي الوجل
إن كنت ترجو حياة
سيرها وسع = لا تأخذن بنصح الحاقد الضحل
مهما عملتُ وفي
الأمجاد مرتفع = أوحفني الخيرُ في ينع وفي كهل
صمٌ مسامعهم
والعينُ غافية = والغلُ ديدنهم والنطقُ في شلل
يا ويلَ نفسي إذا
أخطأتُ في عمل = ترمى عليّ سهام الحقد كالنزل
هذا خدوعٌ وهذا
ناقدٌ لعب = والسامعون لهم آذان مفتعل
عبر العصور وسيفُ
الغدر يا عجبي = يعلو الرقاب بأمر الباغي والجهل
في كل ارض أرى
بالسوء منبتهم = يزهو بشوك على أسوار معتقل
ان نبعد النفس عن
شغل به سقم = ننج مدى الدهر من هم ومن جدل
إنءَ بحالك عن
رزق ٍ وعن مهن = فيها يسودُ لئام القوم والبُخل
واحرصْ على مهن
ما الناس تحكمها = أنت السعيد بدون الناس والدخل
ما كل ما ترتجي
الأهواء تكسبه = إن المقادير تأتي دون محتمل
لا ينفعُ البعدُ
عن أسنان مفترس = أو يربحُ العزمُ في سعي لمحتفل
إلا بحظ ٍ وحظ
الناس قسمتهم = والحظ ُيسدى الى العمال والكسل
الحظ ُ إما
بتوفيق ٍلمكرمة = تعطى وإن كان ما يرجى على زحل
أو نائبات لها في
القلب فاجعة = أو مانعات عن المنشود والنول
صدقا ً بأن عظيم
الحظ مكتسب = أن نعبد الرب في إيمان متـّكل
يا نفس صبرا على
الدنيا وما حملت = من نائبات ومن غدر ومن علل
دنياي ليل وما
يعلو بها قمر= أو تشرق الشمس فيها دون مرتحل
الخير في الناس
كالبذرات في سبخ = والشر ينبت فوق الطين والبلل
الخير فيهم
كأزهار يعرقلها = شوك الشرور وجذر الدفل والدغل
الخيّرون كنحل
كان عمرهم = والعابثون بعمر السيف والدول
الناس طبعهم قوس
على قزح = مهما عملت فلن يرضوا على العمل
أنت الأمين إذا
أضراسهم عرفت = في عظمك المر والأحشاء كالمهل
سوءُ العباد إذا
ساءوا معاملة = للتابعين لهم بالأمر والسبل
ياليت ربي حماني
من أسنتهم = فالنفسُ تأمن للواسي ومعتدل
البعدُ قطعا ًمن
الأنسان مسلمة = للنفس والفكر من وهن ٍ ومن دجل