ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

قصائد لأبي العلاء المعري

أغاني المحبسين

 

آه غدًا

تقــــواكَ زادٌ فـــاعتقِدْ أنـــهُ

أَفضلُ ما أودعتَهُ في السِّقــــــاءْ

آهٍ غـــدًا مــن عَــرَقٍ نــازلٍ

ومهجـــةٍ مولعـــةٍ بارتقـــاءْ

ثـــوبيَ محتــاجٌ إلــى غاســلٍ

وليــتَ قلبــي مثلـهُ فـي النقـاءْ

مـــوتٌ يســيرٌ معــهُ رحمــةٌ

خــيرٌ مـن اليسـرِ وطـولِ البقـاءْ

وقـــد بلَوْنـــــا  العيش أطوارَهُ

فمــا وجدنــا فيـهِ غـيرَ الشـقاءْ

تقَـــدَّمَ النـــاس فيــا شــوقَنا

إلــى اتّبــاعِ الأَهــلِ والأَصدقـاءْ

مــا أطْيَــبَ المــوتَ لشُــرَّابهِ

إن صــحَّ للأَمـواتِ وَشْـكُ التقـاءْ

أيام الشباب

أصبـحتُ أَلحــى خَلَّتيَّــــــا

هـــاتيكَ أُبغِضُهــــا وتَيّـــا

ودُعِيــــتُ شيخــاً ، بعدَمـــا

سُــمّيتُ، فــي زمــنٍ، فُتيّــا

وكفيتُ صَحبــــي إِلَّتيَّـــــــا

بعـــدَ اللُّتيّــــا واللُّتيّــــا

ســـــقيًا لأيــــامِ الشــــبا

بِ، ومـــا حسَـــرتُ مطيَّتيَّــا

أيــــــامَ آمُــــــلُ أنْ أَمُسَّ

الفرقــــــدَين براحتيّــــــا

وأِفيــــضُ إِحســـاني عـــلى

جــــاريَّ، ثَـــمَّ، وجارَتيّـــا

فــــالآن تعجــــزُ همَّتـــي

عمَّــــا يُنــــالُ بخُطوَتيّـــا

أوصـــى ابنتيـــهِ لبيـــدٌ الـ

مـــاضي، ولا أوصــي ابنتيَّــا

لســتُ المفــاخرَ، فــي الرّجــا

لِ، بعَمَّتــــــيَّ وخالتيَّـــــا

لكـــــنْ أُقِــــرُّ بــــأنَّني

ضــــَرَعٌ  ، أُمْــــارسُ دارتيّا

واللّــــــهُ يرحـــــمني، إذا

أُودِعـــتُ أَضَيَـــقَ ســـاحتيّا

لا تَجــــــعلَنْ حـــــالي، إذا

غُيِّبــــتُ، أيــــأسَ حالتيّـــا

لا تظلموا الموتى

الغيــبُ مجــهولٌ، يُحــارُ دليلُـهُ;

واللُّــبُّ يــأمرُ أهلَــه أن يتَّقُـوا

لا تظلموا الموتى، وإِن طـال المدَى;

إِني أخــافُ عليكــمُ أن تلتقُـوا

الرواة الكذابون

ألا يكشِـفُ القُصّاصَ والٍ، فإنْ هموا

أتَـوْا بيقيـنٍ، فليقُصُّــوا لِيَنفعـوا

وإنْ خَرَصـــوا  مَينًا، بغيـرِ تحرُّجٍ،

فـأوجبُ شـيءٍ أن يُهـانوا ويُصفَعوا

ثلاثة سجون

أرانــي فـي الثلاثـةِ مـن سـجوني

فلا تسأَل عن الخبـــر النــبيثِ

لفقــدي نــاظري ولــزومِ بيتـي

وكون النفس فـي الجسـد الخـبيثِ

العصا الوفية

عصًا فـي يدِ الأعمى يرومُ بها الهدى

أَبَـرُّ لـهُ مـن كـلّ خـدنٍ وصاحبِ

فأَوسعْ بنـي حـواء هجـرًا فـإنهم

يسيرون في نهجٍ من الغـدرِ لاحـبِ

وإن غَـيَّرَ الإثـمُ الوجـوهَ فمـا ترى

لـدى الحشـرِ إلا كـلَّ أسـودَ شاحبِ

إذا ما أشارَ العقـلُ بالرشـدِ جرَّهم

إلى الغـيّ طبـعٌ أَخْـذُهُ أَخْـذُ ساحبِ

أيتها النفس

أيَّتُهـــا النفسُ لا تُهـــــالي!

شــرْخيَ قــد مــرَّ واكتهــالي

لـم يبـــقَ إلا شَــفًا يســيرٌ،

قــرَّبَ مــن مــوْردِي نِهــالي

وابتهـلَ الدَّهــرُ فــي أذاتــي

وكــانَ فــي البــاطِلِ ابْتهــالي

وأُمُّ دَفــرٍ  فتـــــاةُ سُــوءٍ،

تخـــبُؤني فــي ثــرىً مُهــالِ

مُرْسِــــلةً غــــارةً بخَـــيْلٍ،

قد غنــيَتْ عن هَــبٍ وهـــالِ 

وجـــدْتُ حُــبِّي لهــا قديماً،

وقـــد تبيَّنـــتُ مَقتَهــا لــي

وجوه للبيع!

أجارحيَ الــذي أدمــى أسـاني،

وسـالبُ حُــلَّتي عنـي كسـاني

فمــا لـي لا أقـولُ، ولـي لسـانٌ،

وقـد نطَــقَ الزمانُ بـلا لسـانِ

عسـا عمـرٌو عـن الطـوقِ المُعرِّي،

فقد جانبتُ علـيِّ، أو عســاني 

وبيعــت بــالفلوس، لكـلِّ خَـزيٍ،

وُجــوهٌ كالدَّنــانيرِ الحِســانِ

ولــوْ أنــي أُعَــدُّ بـألفِ بحـرٍ،

لمـرَّ عـليّ مـوْتٌ، فاحتسـاني

ظلامي والنهــارُ قــد اســتمرا

عــليَّ، كمــا تتـابعَ فارسـانِ

سحاب المنون

دمـعٌ، عـلى مـا يفـوتُ، منسـكبٌ;

مـا الكـأسُ مـن همَّتـي ولا الجـامُ

نحــنُ ذئــابٌ ضَرَّاؤنــا مَــددٌ،

لا أُسُـــدٌ، والثيـــابُ آجـــامُ

والناسُ شـتَّى، جـرَى بهـمْ قـدَرٌ،

إذا طَغــى لــم يعُفْــهُ إلجــامُ

وعـالمي فــي ســفاهةٍ وخَـنّى،

عالِمُــهُ، بـــالظنونِ، رجَّـــامُ

قـد كــتبَ اللّـهُ للـردي صُحف،

وبــانَ نَقــطٌ لهــا وإعْجــامُ

فيـا سَـحابَ المنـونِ! سِـلتِ بن،

هل لكِ، أُخـرى الزمـــانِ، إِنجامُ؟

تـواصلتْ منــكِ، بينن، دِيـمٌ،

وزِيـدَ فيهــا سَــحٌ وإثجــامُ

كــم أسـوَدٍ مـن أمامـهِ حُجُـبٌ،

عليــه ضيــفُ الأذاةِ هجّـــامُ

وأحجـمَ القِـرنُ عــن فوارسِـه،

ومــا لرَيبِ المَنــونِ إِحجــامُ

تلــكَ بـلادُ النبـاتِ مـا سُـقِيتْ،

والغيـمُ فــوقَ الرِّمــالِ سـجَّامُ

كونوا أشجارا

إذ عُـدَّتِ الأوطانُ فـي كـلِّ بلـدةٍ،

لقومٍ، سـجونً، فـالقبورُ حـصونُ

ومـا كـان هـذا العيشُ إلاَّ إذالةً 

فعـلَّ تُرابًــا بالحِمــامِ يصـونُ

فكـنْ بعـض أشجارٍ تقضَّتْ أُصولُه،

ولـم يبـقَ، فـي الدُّني، لهنَّ غصونُ

النحلة الغافلة

قــد غــدَت النَّحـلُ إلـى نَوْرِهـا;

ويحـكِ يـا نحـلُ لِمَـنْ تكسِـبينْ؟

يجـيءُ مُشتــــــارٌ  بآلاتــهِ،

فـيلسَبُ الأرْي  ولا تَلْسبِيــنْ

أتحسـبِينَ العمــرَ عِلمًــا بــه،

لا بــلْ تعيشــينَ ولا تَحســبينْ

هــل لــكِ بالآبـاءِ مـن خِـبرَةٍ،

كــم والــدٍ فــي زمَـنٍ تنسِـبِينْ

أتحســـبِينَ الدَّهـــرَ ذا غفلــةٍ،

هيهـاتَ! مـا الأمـرُ كمـا تحسـبِينْ!

الدهر الأبله

عِشْ بخـيل، كـأهلِ عصـرِكَ هـذ،

وتَبالَـــهْ، فــإنَّ دهــرَك أبْلَــهْ

قـومُ سـوءٍ، فالشِّبلُ منهم يغُول الليـ

ثَ فَرْسً، والليــثُ يـأكلُ شِـبلهْ

إِن تُـرِدْ أن تخـصَّ حُـرًّ، مـن النا

سِ، بخــيرٍ، فخُــصَّ نفسَـكَ قبلَـهْ

بَعِدَ الشرْبُ ، قرَبــوا أمَّ ليلــى

لتعـيرَ اللسـانَ، فـي اللفـظِ، خبلَـهْ

أوْردُوكَ الأذى، لتغــرَقَ فيـــه،

وأَرَوْكَ الخَـنى، لتعــرِف سُــبلهْ

وأرانـي مـرمَى لصـرْفِ الليـالي،

يحـتذيني، فلسـتُ أعــدَمُ نَبْلــهْ

هــل تَـرى ناعبً، كعنـترة العَـبـ

سـيّ، يبكـي عـلى منـازلِ عبلَـهْ

لا تَهَبْـهُ، ولا سـواهُ مـن الطـيـ

رِ، فمــا يتَّقـي أخو اللُّبِّ تَبْلهْ 

شعراء العصر

بنــي الآداب غـــرَّتكم قديمًــا

زخــارفُ مثــلُ زمزمـةِ الذبـابِ

ومــا شــعراؤُكم إلاَّ ذئـــابٌ

تلصَّـصُ فـي المـدائح والسـبابِ

أَضــرُّ لَمــن تـودُّ مِـن الأعـادي

وأَسرقُ للمقـالِ مِن الزِّبــــابِ

أُقَــارضكم ثنــاءً غــيرَ حــقٍ

كأَنَّــا منــهُ فـي مَجَـرى سـبابِ

أَ أُذهــبُ فيكــمُ أَيــامَ شــيبْي

كمـــا أَذهبــتُ أَيـامَ الشــبابِ

معـاذَ اللّــهِ قـد ودَّعـت جـهلي

فحسـبي مــن تميـمٍ والرَّبـابِ

وألقيــتُ الفصاحـةَ عـن لسـاني

مسـلَّمةً إلـى العــربِ اللَّبــابِ

شغــولٌ  ينقضينَ بغيــرِ حمــدٍ

ولا يرجِعـنَ إلا بالتّبــــــابِ

ذرونــي يفقــد الهذيــانَ لفظـي

وأُغلــق للحِمـامِ عــليَّ بــابي

أيُّتها الدنيا

عشـــتُ مــن أيســرِ حــلِّ،

وتشـــــبَّهتُ بظِــــــلِّ

لســــتُ بـــالخِلِّ أُصـــا

فيــكَ، ومـــا أنــت بخِــلِّ

ربَّمــــا يعتمـــدُ المــــر

ءُ عــلى العُضـــوِ الأثـــلِّ

أيهـــا الدنيــا! لحــاكِ اللّــهُ

مـــــن ربَّـــــــةِ دَلِّ

مـــا تسـلَّى خَــلَدي عــنـ

كِ، وإن ظــنَّ التســـــلِّي

إِنمــــا أبقيــــتِ منــــي،

للأخــــلاَّءِ، أقَــــــلِّي

أمسِ أوْديـــــتِ ببعْضـــي،

وغـــدًا يَــذهَبُ كُــــلّي

لــــكِ أوقـــاتي، فخــلِّيـ

نــي، إِذا قمـــتُ أُصـــلِّي

ودَعينـــي، ســـاعةً فــيـ

كِ، لمــــولاي الأجـــــلِّ

والصِّبـــا مُلــكٌ، وقــد يُـبـ

كَـى عـلى المُلــكِ المُــوَلِّي

النبأ الصحيح

مــا خــصَّ مصـرًا وبـأٌ وحْدهـا

بــل كــائنٌ فـي كـلِّ أَرضٍ وبَـأْ

أنبأَنـــا اللــبُّ بلقيــا الــرَّدى

فــالغوثُ مــن صحــة ذاك النبـأْ

هــل فــارسٌ والـرومُ والـتركُ أو

ربيعـــةٌ أو مُضَـــرٌ أو ســـبأْ

ناجيـــةٌ فـــي عــزّ أملاكهــا

أن يُظهــرَ الدَّهــرُ لهـا مـا خبـأْ

ومـــن ســـجايا نبلــهِ أنهــا

كلُّ قتيــلٍ قتلــــتْ لــم يُبــأْ 

إن ســار أو حـلَّ الفتـى لـم يـزلْ

يلحظــهُ المقــــدارُ بالمُرْتبــأْ 

شجرات أثمرت ناسا

شــرُّ أشــجارٍ، علمــتُ به،

شَــجَراتٌ أَثمـرَتْ ناســـا

حــملَتْ بِيضًـــا وأَغربـــةً،

وأتــتْ بــالقومِ أجناســـا

كــلُّهمْ أَخــفتْ جوانحُـــهُ

مـاردً، فـي الصــدرِ، خنَّاسـا

لــم تَسِــقْ عَذبً، ولا أَرِجً،

بـــل أَذيّـــاتٍ وأدْناســـا

تَعَــبٌ مــا نحــن فيــه، وهـل

يجـــلبُ الإيحــاشُ إيناس؟

خُــذْ حُســامً، سَــعدُ أو قلمً،

وخـذي يـا دعـدُ عرْناســا

مغزل العنكبوت

اللّـــهُ إنْ أعطـــاكَ يُجـــزِلْ،

وكـــأنَّ هــذا الدهــرَ يَهــزِلْ

كِســــرى بنــــى إِيوانَـــه،

والعنكبـــوتُ تظـــلُّ تَغـــزِلْ

هـــل يشـــعرنَّ الميْـــتُ إنْ

ظَهــرُ الــثرى، بـالحيِّ، زُلـزِلْ؟

أَرْجـوا  ، أو اعتزلـــوا، فـإنــ

ي عــــن مقـــامِكم بمَعـــزلِ

قــد طــالَ ســيري فـي الحيـا

ةِ، ولــي ببطــنِ الأرضِ مــنزِلْ

كأني نبت

إذا خـزنوني في الـثرى، فمَقـالدي

مُضيَّعـةٌ، لا يُحسِـنُ الحـفظَ خُزَّاني

كـأنيَ نبـتٌ مــرَّ يـومٌ وليلـةٌ

عليَّ، وكانـا مُنفَــضينِ  ، فجزَّاني

همــا بدويَّـانِ، الطريقَ تعرَّض،

وبُرديَّ، من نَسجِ الشـبيبةِ، بزَّاني 

قويَّـانِ عـزَّاني عليـهِ، وأوقعـا

بغيريَ مـا بي أوقعـاهُ، فعـزَّاني

وما ضيَّقـا أرضي، ولكـن أَراهُما

إلى الضَّنكِ، من وجهِ البسيطةِ، لزَّاني

وما أَكـلا زادي، ولكـن أكلتُـهُ،

وِقد نبَّهاني للسُّـرى واسـتفزَّاني

ولم يَرْضيا إِلاَّ بنفسي من القِرى،

ولو صُنتُهُ، عـن طارقيَّ، لأحزاني

وما هاجَ ذكري بـارقٌ نحو بارقٍ،

ولا هزَّني شوقٌ لجـارةِ هَـزَّانِ

بل الفَتَيانِ، اعتـادَ قلبـي أذاهُم،

يشيمانِ أسيافَ الـرَّدى، ويهُـزَّانِ

عزيزانِ باللّـهِ، الذي ليسَ مثلُـهُ،

يُذِلاَّنِ فــي مِقـداره، ويُعِـزَّانِ

أبو النزول!

عــرَفتُكِ جـيِّدً، يــا أُمَّ دَفْــرٍ

ومـا إن زِلـتِ ظالمــةً فـزولي

دُعيتُ أبـا العـلاءِ، وذاكَ مَيْـنٌ،

ولكـنَّ الصحــيحَ أبــو الـنزولِ

لا أُجادل أحدا

أمَّـا البليـغُ، فـإني لا أُجادلُـه،

ولا العَيـيُّ بغَـى للحـقِّ إِبطـالا

فنحنُ في ليلِ غـيٍّ، ليس منكشفاً،

لم يَفْتقِدْ عارضاً، بالجهلِ، هَطَّالا

والنفسُ كالسببِ  الممدودِ تجمعُهُ،

فيَستكِفُّ، وإِن أرسـلتَه طــالا

كذاتِ شَـنفٍ، أرادتْ بعدَه خدَمًـا

ونظـمَ دُرٍ، وكانت قبلُ مِعْطـالا 

وقـد شَـرِبتَ نَميراً، فاجتزَأتَ به،

فلِمْ حمَلْتَ، مـن الصَّهباءِ، أرْطالا؟

لا خيلَ مثلُ قوافي الشِّـعرِ جائِلةً،

أبقى على الدَّهر أعناقًا وآطـالا 

إِنْ ينقُل الحتْفُ، عن عاداتهِ، بطلاً،

فما تزالُ معانيِهنَّ أبطــالا

انقطاع

بِنْتُ  عن الدنيـا ولابِنْتَ لـي

فيها ولا عـرسٌ ولا أُخـتُ

وقد تحمَّلتُ من الـوزرِ مـا

تعجزُ أن تحملـهُ البُـــخْتُ

إِن مدحوني سـاءَني مدحـهم

وخلتُ أني في الـثرى سُـخْتُ

جسميَ أَنجـاسٌ فمـا سـرَّني

أَني بمسكِ القــولِ ضُمّخــتُ

من وسخٍ صـاغَ الفتى رَبُّـهُ

فلا يقــولنَّ توسَّـــخْتُ

والبَخْـتُ في الأُولى أَنالَ العُلاَ

وليسَ في الآخرةِ بَخْـــتُ

كـذاكَ قـالوا وأَحـاديثهم

يَبِيـنُ فيهــا الجزلُ والشخْتُ

لو جاءَ مِن أهـل البِلَى مُخْبرٌ

سأَلتُ عن قومٍ وأَرَّخــتُ

هل فازَ بالجنَّــةِ عُمَّالهــا

وهل ثوى في النارِ نُوبخــتُ

والظلمُ أَن تُلزَمَ ما قد جـنَى

عليك بَهــرامُ وبَيْدَخــتُ

وبعضُ ذا العَالَمِ مِن بعْضـهِ

لولا إِيـاةٌ لـم يكـن فخـتُ

ذهب الرفاق

أُنافقُ في الحياةِ، كفعـلِ غـيري،

وكلُّ النـاسِ شــأنُهمُ النفـاقُ

أُعلِّلُ مهجتي، ويصيـحُ دهـري:

ألا تغدو، فقــدْ ذهـبَ الرفـاقُ

بلى، والسيرُ من أفعالِ غـيري،

وإِن طال اتكــاءٌ وارتفــاقُ

تخالفتِ البريَّـةُ في العطايــا،

ويجمعها لدى الهُلْـكِ اتفــاقُ

أنُصْفِقُ أن تُغيِّرَنـا الليــالي،

ويُسـمعُ، من مزاهرِنا اصطفاقُ؟

لا أدري

عملٌ كَلا عَمَلٍ، ووقتٌ فـائتٌ،

ويدٌ إذا مَلَكَـتْ رمتْ ما تَملِـكُ

وشخوصُ أقوامٍ تلوحُ، فأمَّـةٌ

قَدِمَتْ مجدَّدَةً، وأخـرى تَهلِـكُ

أمَّــا الجسومُ فللتُرابِ مآلُهُ،

وعَييتُ بالأرواحِ أنَّـى تسـلُكُ

هابيل وقابيل

حـديثٌ جــاء عــن هــابيـ

لَ، فـي الدَّهـــرِ، وقــابيلا

وطـــيرٌ عكـــفتْ، يوماً،

عـلى الجـــيشِ، أبـــابيلا

متـى ترحــلُ عــن دُنيا،

تَزيـدُ الأهـــلَ تخــبيلا؟

سـواهمْ نَخَــلَ النصـــحَ،

ولاقـــوْكَ غــــرابيلا

لبسْـنا مـن مـدى الأيَّــا

مِ، للغـــيِّ، ســــرابيلا

وقضيَّـتُ زمــانَ الشـــر

خِ تقييـــداً، وتكبيــــلا

وزارَ الطيفُ، فـي النــومِ،

فلـمِ تســـأله تقبيــــلا

ففـرِّقْ مـــالَكَ الجَـــمَّ،

وخــلِّ الأرضَ تســـبيلا

ولا تَستزْرِ بــــالقومِ،

إِذا كـانوا تَنـــــابيلا

أباطيل

فـي كـلِّ جِـيلٍ أباطيلٌ يُدانُ به،

فهــلْ تفـرَّدَ يومًا بـالهدى جِـيلُ؟

ومن أتاهُ سِجِلُّ السـعدِ، عن قدَرٍ

عالٍ، فليس لـه بـالخُلدِ تَسـجيلُ

وما تزالُ، لأهـلِ الفضلِ، مَنقَصةٌ،

وللأصــاغِرِ تعظيـمٌ وتبجــيلُ

هل سُرَّتِ الخيلُ أن زانَتْ سوابقَه،

بينَ المواكبِ، غُرَّاتٌ وتحجـيلُ؟

أم التفاخُرُ فينـا ليسَ يعرِفُـهُ

إِلا الأنيسُ، وبعضُ القولِ تهجيلُ 

فلتلبَس الوحشُ نُعمى، لا حِذاءَ لها

يَقي الترابَ، ولا للهـامِ ترْجيلُ

ما مُبغِضيَّ، لعَمري، مُحِضِري أجلي

بـالكيْدِ، إِن كان لي، في الغيب، تأجيلُ

لا الحربُ أفنتْ، ولا سِلمُ العدوِّ حمت،

بل، للمقــاديرِ، تأخيرٌ وتعجيلُ

يجوز

يجوزُ أن تُطفَأ الشـمسُ التي وقَدَتْ

من عهدِ عادٍ، وأذكـى نارَها الملِكُ

فإن خبَت في طَوالِ الدَّهرِ حُمرَتُه،

فلا مَحالةَ مـن أن يُنقَضَ الفلَـكُ

مضى الأنـامُ، فلولا عِلمُ حـالِهِمُ،

لقلتُ قـولَ زُهـيرٍ: أَيَّـةً سلَكوا

فـي المُلْكِ لم يخرجوا عنه، ولا انتقلوا

منه، فكيف اعتقادي أَنَّهم هلَكوا؟

أمراء السوء

هـل آنَ للقيــدِ أن تفكَّـــه؟

إِنَّ قبيــحَ الفعــالِ حِكَّـــهْ

بكـلِّ أرضٍ أمــيرُ سَـــوءٍ،

يضرِبُ للنـاسِ شــرَّ سِــكّهْ

قد كــثُرَ الغشُّ، واســتعانتْ

بــهِ الأثْــدَّاءُ والأرِكّـــه

فمـا تـرى مِســكةً بحــالٍ،

إلاَّ وقــد مُـوزِجتْ بسُكّـــهْ 

ولـم يجــدْ ســائلٌ عليماً،

يـزيلُ بالموضِحـاتِ شَــكَّهْ

كم فارسٍ يغتــدي لغــاب،

وفارسٍ يقتــدي بشِـــكّهْ

فخـلِّهمْ والـــذي أرادوا،

وحُـلَّ بـالقُدسِ، أو بمكّـهْ

صكّـهمُ الدهرُ صـكَّ أعمـى،

تكتُبُ أيـدي الفنـاءِ صَكّـهْ

الليل والنهار

الصبـحُ أصبــحُ، والظـــلا

مُ، كمـا تـراهُ، أحــمُّ حــالِكْ

يتباريــــانِ ويســــــلُكا

نِ، إلى الورى، ضيـقَ المسـالكْ

أسـدانِ يفترِســـانِ مَـــن

مــرَّا به، فأْبَـــهْ لــذلكْ

حـمَلا الممـالكَ، عــن ردًى

قـاضٍ، إلـى خـانٍ وآلــكْ

أوْدى الملوكُ عـــلى احــترا

سِــهمُ، ولم تَبقَ الممــالكْ

لا يكـــذِبنَّ مُؤجَّــــــلٌ;

مـا ســـالمٌ إلاََّ كهـــالِكْ

يـا رضــوَ! لا أرجـو لقــا

ءَكَ، بــل أخـافُ لقاء مـالكْ

كلهم شهود

مـا أسْـلم المسـلمونَ شــرَّهُمُ

ولا النصارى لـدينهم نصــروا

ولا يهـــودٌ لتـــوبةٍ هــادوا 

وكــلُّهم لي بـذاك أشــهادُ

لستَ بناسِك

سـبِّحْ وصلِّ وطُفْ، بمكَّة، زائرًا

سبعينَ، لا سبعً، فلسـتَ بناسـكِ

جـهِلَ الدِّيانةَ من إذا عَرَضتْ لهُ

أطماعُـهُ، لم يُلـفَ بالمُتماسـكِ

موقف

خُـذِي رأْيي وحسـبُكِ ذاك مِنِّـي

على ما فـيَّ من عَوِجٍ وأَمْـــتِ

وماذا يبتغـي الجلسـاءُ عنـدي

أَرادوا منطقي وأردتُ صمتـــي

ويوجدُ بيننـا أَمَــدٌ قصــيٌّ

فأَمُّوا سَمــتَهُمْ وأَمَمْتُ سَمتــي

تكلم أيها القمر

بطــولِ سُــراكَ وترْحالِك،

وتَمِّــكَ مــن بعــدِ إِنحالِكــا

تكـلَّمْ، فخـبّرْ بنــي آدمٍ

بما علـمَ اللّــهُ مــن حالِكــا

أظنُّـكَ غـيرَ مُبالي الضميرِ

بخـــصْبِك، يومً، وإِمحالِكــا

ويا عالماً بصروفِ الزمـانِ،

كما علمَ القــومُ مــن ذالِكـا

لا تَرُعْ الطائر

لا تَرُعِ الطـائـرَ يغـذو بُجَّـــهْ 

يلتقـطُ الحَبَّ لكـي يَمُجَّـــــهْ

إن الأَنـامَ واقــعٌ فــي لُجَّــهْ

وظُلْمَـةٍ مــن أمـره مُلتَجَّــهْ

دع الفـروعَ وخُـــذِ المحجَّــهْ

لا تأمنَنْ ذا عاهـــةٍ مُضِجَّــهْ

إن عَصـاكَ وهــي المعوجَّــهْ

تحدثُ في رأْس أخـيك الشَـجَّهْ

أطلق البرغوث

تسريح كـفّىَ برغوثَـا ظفـرتُ بهِ

أَبرُّ مـن دِرْهـمٍ تعطيـه محتاجـا

 

العنقاء

أرى العنقَـاءَ  تكبرُ أن تصـــادَا

فعـاندْ مـن تطيــقُ لـه عِنـادَا

وما نَهْنَـهْتُ  عن طلبٍ ولكـــنْ

هي الأيــامُ لا تعطــي قِيــادَا

فلا تَلُـمِ الســوابقَ والمطايَــا

إذا غرضٌ مـن الأغـراضِ حـادَا

لعلـك أن تَشُـنَّ بهـا مغــارا

فتنجـح أو تجشِّــمَها طِــرادَا

مقـارعةٌ أحجَّـتها  العوالِــي

مجنِّبــةً نواظرهـا الرّقـــادَا

نلومُ عـلى تبلدهــا قلوبًــا

تكابدُ من معيشــتِها جِهــادَا

إذا ما النارُ لـم تُطعـمْ ضِرامًـا

فأوشكْ أن تمرَّ بهــا رمــادَا

فظُـنَّ بسائرِ الإخـوانِ شـرًّا

ولا تأمن عـلى سِــرٍّ فــؤادَا

فلو خَـبِرَتْهُم الجوزاء خـبري

لمـا طلعت مخافَـةَ أن تُكــادَا

تجـنبتُ الأنامَ فـلا أواخــي

وزدتُ عن العـدوِّ فمـا أعـادَى

ولما أنْ تجـهّمني مـــرادي

جريت مع الزمانِ كمـا أرادَا

وهوّنَتُ الخطوبَ عــليّ حـتى

كأني صرتُ أمنحهَــا الودادَا

أأنكرُها ومنبتُهـا فـــؤادي

وكيف تُنكِّـر الأرضُ القتــادَا 

فأيُّ الناس أجعلُـه صديقًــا

وأي الأرضِ أســلكُه ارتِيـادَا

ولو أن النجومَ لـديّ مــالٌ

نفـت كفاي أكثرَهـا انتِقـادَا

كأني في لسـانِ الدهـرِ لفـظٌ

تضمّـن منه أغراضـا بِعـادَا

يكررني ليفهمني رجـــالٌ

كما كررتَ معنـىً مســتعادَا

ولو أني حُبيتُ الخـلدَ فـردا

لما أحببت بالخلدِ انفــرادَا

فلا هطلت عليّ ولا بـأرضي

سـحائبُ ليس تنتظمُ البـلادَا

وكم من طالبٍ أمَدي سـيلقى

دوين مكاني السبع الشـدادا 

يؤجّـح في شعاع الشَّمس نارا

ويقدح في تلهُبِهـا زنـادَا

ويطعن في عُلاي وإن شسعى

ليأنف أن يكون له نجــادّا

ويُظهر لي مودتَـه مقـالا

ويبغضني ضميرًا واعتقـادَا

فلا وأبيك ما أخشى انتقاصـا

ولا وأبيك ما أرجـو ازديـادَا

ليَ الشَّرفُ الذي يطـأ الثريا

مع الفضلِ الذي بهرَ العبـادَا

وكم عين تؤمِّل أن تـراني

وتفقدُ عند رؤيتيَ الســوادَا

ولو ملأ السُّهى عينيه مني

أبرَّ على مـدى زُحَـلٍ وزادَا

أفُلُّ نوائبَ الأيامِ وحــدي

إذا جمعتْ كتائبها احتشــادَا

لا تخضبوا السيف !

غدوتُ مريضَ العقلِ والدين فالقني

لتسمعَ أَنبـاءَ الأمـورِ الصحـائحِ

فلا تأْكلنْ ما أَخـرجَ المـاءُ ظالمًا

ولا تبغِ قوتًـا من غريضِ الذبائحِ

ولا بيضَ أُمَّاتٍ أرادت صريحـه

لأطفالها دون الغواني الصرائـحِ

ولا تفجعنَّ الطيرَ وهي غـوافلٌ

بما وضَعَـتْ فـالظلمُ شـرُّ القبائحِ

ودعْ ضرَبَ  النحلِ الذي بكرتْ لهُ

كواسب من أزهارِ نبـتٍ فـوائحِ

فما أحرزتْهُ كي يكـون لغيرهـا

ولا جمعتهُ للندى والمنائـــحِ 

مسحتُ يدي من كل هذا فليتني

أَبِهْتُ لشأْني قبل شيب المسائحِ 

بني زمني هل تعلمون سـرائرًا

علمتُ ولكني بها غـير بـائحِ

سريتم على غيٍّ فهلاَّ اهتـديتمُ

بما خـبَّرتْكم صافياتُ القـرائحِ

وصاحَ بكم داعي الضلالِ فما لكم

أجبتم على ما خيَّلَتْ كلَّ صائحِ

متى ما كشفتمْ عن حقائق دينكم

تكشَّفْتُمُ عن مُخزياتِ الفضـائحِ

فإن ترشدوا لا تخضبوا السيف من دمٍ

ولا تلزموا الأميال  سبرَ الجرائحِ

ويعجبني دأْبُ الذينَ ترهَّبـوا

سوى أكلهم كدَّ النفوسِ الشحائحِ

وأطيبُ منهمْ مطعماً في حياتـه

سعاةُ حلالٍ بين غـادٍ ورائـحِ

فما حَبَسَ النفسَ المسيحُ تعبُّدًا

ولكن مشى في الأرض مَشيةَ سائحِ

الحمامة المطوقة

قلْ للحمامةِ قد أَصبحَتِ شـاديةً

فَهِجتِ للذاكرِ المحـزونِ تشـويقا

كساكِ ربُّـكِ ريشًـا تدفعينَ به

قُـرَّ الشتاءِ، وحلَّى الجيدَ تطويقا

فهلْ تُراعينَ من بازٍ على شرَفٍ،

يُهْدي إِليكِ، عن الفرخينِ، تعويق؟

أَمَا ترينَ قِسيَّ الدَّهـرِ وتَّرهـا

رامٍ مُصيبٌ، أَعارَ النْبلَ تَفويق؟

يُغنيكِ وَكرُكِ عن بيتٍ يزَيِّنُـهُ

غاوٍ، من القومِ، إِذهاباً وتزويقا

 

يا ظبْي لا تخَفْ

وجوهكمُ كُلْف، وأفواهكم عـدِّى،

وأكبـادُكم سـودٌ، وأعيُنُكـم زُرقُ

وما بيَ طِرْقٌ للمسيرِ ولا السُّرى،

لأني ضريرٌ، لا تُضيءُ ليَ الطُّرقُ

أَغِربانُك السُّحم استقلَّتْ، مع الضحى،

سوانحَ، أمْ مرَّتْ حمائِمُكَ الوِرُقُ

رحلتُ، فلا دُنيا ولا دينَ نلتُـهُ،

وما أوْبتي إِلا السـفاهةُ والخُرقُ

متى يُخلِصِ التَّقوى، لمولاه،لا تَغِضْ

عطاياهُ من صلَّى وقِبلتُهُ الشَّرقُ

أري حيوانَ الأرضِ يرهبُ حتفَهُ،

ويُفزعُهُ رعدٌ، ويُطمِعُـهُ بَـرْقُ

فيا طائِرُ ائمَنِّي، ويا ظبيُ لا تخَفْ

شـذايَ، فما بيني وبينكما فرْقُ

ابك على طائر

فاءَ لكَ الحِلمُ، فالْـهَ عـن رشـأٍ

خـالَطَ منهُ عَرفُ المدامـةِ فــا 

وابكِ على طـائرٍ، رمـاه فتًـى

لاهٍ، فأوهى، بفِهرِهِ  ، الكَتِفــا

أو صادفَتْهُ حِبالـةٌ نُصبــتْ،

فظَّـلَّ فيهــا كأنمــا كُتفــا

بَكَّرَ يبغي المعـاشَ مجـتهدً،

فقُصَّ عندَ الشـروقِ، أو نُتِفـا

كأنَّه، في الحيـاةِ، مـافَرَعَ الـ

غصنَ، فغنىَّ عليه، أو هَتفـا

طِر يا غراب

أَعرضْ عن الثورِ، مَصبوغًا أطايبُهُ

بالزّعفرانِ، إلى ثـورٍ من الأقــطِ

فالرزقُ يهتِفُ يا إِنس اعمَلوا وكُلوا;

يا أيُّها الظبيُ رِدْ، يا طائرُ التقطِ

والحتفُ مثلُ غَمامٍ جـادَ وابلُـهُ;

والناس يدعونَ، لوأغنى الدعاءُ، قطِ

وما يَسيلُ، ولكنْ ينـبري نَقَطً،

حتى يُغرِّقَ أهلَ الأرضِ بالنُقـطِ

أُسقُطْ بما شئت، أوْطِرْ ياغُرابُ لن،

فإنما نحنُ، في الدني، من السَّقَطِ

الكلب وضوء القمر!

تعـاطوا مكـاني وقــد فُتُّهــم

فمـا أدركوا غـير لمـح البصـرْ

وقد نبحوني ومــا هجــتُهم

كمــا نبـح الكلبُ ضوءَ القمـرْ

الشمس لا تَِلد

كوني الثريَّا أو حضارِ  أو الــ

جوزاءَ أو كالشــمسِ لا تَلِــدُ

فلتلـك أشرفُ مِــن مُؤَنَّثــةٍ

نَجَلَتْ  فضــاقَ بنسلهـا البلـدُ

الخير والشر

ما الخيرُ صومٌ يذوب الصائمون له

ولا صلاةٌ، ولا صوفٌ عـلى الجسدِ

وإنما هو ترك الشـر مُطَّرَحًـا

ونفضك الصدرَ من غِلٍّ ومن حَسَدِ

ما دامت الوحشُ والأنعامُ خائفةً

فَرْسًا  فما صحَّ أمر النُّسك للأسَدِ!

الرجل الساقط !

كـلامُكَ ملتبِسٌ لا يبيــــنُ،

كالخطِّ أغفلــــهُ النـــاقطُ

نَصحتُكَ لا تعترفْ يـا أُخـيَّ

بي، فأنــا الرَّجــلُ السَّــاقطُ

ولو كنتُ مُلقى بظهرِ الطريقِ،

لم يَلتقط مثــليَ اللاَّقــطُ

وأخو الجهالة

رددتُ إلى مليكِ الحـقِّ أَمري،

فلم أَسـألْ متى يقـعُ الكُسـوفُ

فكمْ سَلِمَ الجَهولُ من المناي،

وعُوجِلَ بالحِمــامِ الفيلســوفُ

فوق النجوم

أفوقَ البدرِ يوضع لي مهـادُ

أم الجوزاءُ تحت يدي وسـادُ

قنعتُ فخلتُ أن النجـم دوني

وسِيّانِ التقنعُ والجهـــادُ 

وأطربني الشباب غـداة ولّى

فليت سنيه صوت يسـتعادُ

وليس صِباً يُفاد وراء شيبٍ

بأعوز من أخي ثقـةٍ يفـادُ

كأني حيث ينشا الدّجن تحـتي

فها أنا لا أُطَلُّ ولا أُجـــادُ

رويدك أيها العـاوي ورائـي

لتخبرني متى نطق الجمــادُ

سفاه ذاد عنك الناسَ حـلمٌ

وغيٌّ فيه منفعــةٌ رشــادُ

وألقى الموت لم تخد المطايا

بحاجاتي ولم تجف الجيـــادُ

العيد

إِن صحَّ لي أَننـي ســعيدُ

فليتنـي ضمَّنــي صعيــدُ

صُمْـتُ حياتي إلى ممــاتي

لعلَّ يـومَ الحِمــامِ عيــدُ

وراعني للحسـابِ ذِكـــرٌ

وغَـرَّني أَنَّــه بعيــــدُ

وعن يميني وعن شِــمالي

يَصحــبني حـافظٌ قعيــدُ

حمامَةٌ في غصـونِ أَيْــكٍ

ناحَتْ فأَنشـأتُ أَســـتعيدُ

وما فَقِهْتُ المـرادَ منهــا

كـلُّ فقيـهٍ لــهُ مُعيـــدُ

إِذا رجونا قضاءَ وَعْـــدٍ

فكيف لا يُرْهَبُ الوعيـــدُ

 

الحقيقة

أَمَّا الحقيقةُ، فهيَ أَنِّـي ذاهـبٌ،

واللّـــهُ يعلمُ بالذي أنــا لاقِ

وأظنُّني، من بعدُ، لستُ بذاكـرٍ

ما كان من يُسـرٍ، ومـن إملاقِِ

لم أُلفَ كالثَّقَفيّ، بل عِرسي هي السـ

ودْاءُ، ما جهَّزتُهــا بطــلاقِ

عَجباً لبُرْدَيْها الدُّجُنَّةِ والضحُّـى،

ووِشاحِها مـن نَجمِهـا المِقـلاقِ

كم أخلقَ العصرانِ مُهجةَ مُعصِرٍ،

وهُما على أَمـنٍ مـن الإخـلاقِ

دُنياكَ غادرةٌ، وإن صادتْ فتًى

بالخَلقِ، فهي ذميمةُ الأخـلاقِ

يَستمِطرُ الأغمـارُ مـن لذَّاتِه،

سُـحُبًا تُليـحُ بُمــومِضٍ أَلاَّقِ

لم تُلقِ وابِلَه، ولكـنْ خِلتَهـا

خَيلا مسـوَّمةً مــع العُــلاَّقِ

وإِذا المُنى فَتحتْ رتاجَ معيشةٍ،

بكرَتْ عليهِ بُمحكمِ الإغـلاقِ

ومتى رضيتَ بصاحبٍ من أَهلِه،

فلقد مُنيتَ بكاذبٍ مَــلاَّقِ

شُهبٌ يُسِّيرهُا القضاءُ، وتحتَها

خِلَقٌ تُشاهِدهُ، بغـيرِ خَـلاقِ

ما لي وللنَّفَرِ، الذينَ عهدتُهُمْ

بالكَرخ من شـاشٍ ومن إيلاقِ 

حَلَقٌ مُجادَلَةٌ كشُربِ مُهلهِلٍ،

شربوا على رغمٍ بكـاسِ حَلاقِ 

والروحُ طائرُ محبَسٍ في سجنهِ،

حتى يَمُنَّ رَداهُ بــالإطلاقِ

سيموتُ محمودٌ ويهلِكُ آلِكٌ،

ويدومُ وجهُ الواحـدِ الخـلاّقِ

يا مرحباً بالموتِ من مُتنظِرٍ،

إن كان ثَمَّ تعـارفٌ وتــلاقِ

ساعاتنا، تحتَ النفوسِ، نجائبٌ،

وخدَتْ بهنَّ بعيـدةَ الإطـلاقِ

ألقِ الحياةَ إلى المماتِ، مُجرَّدًا;

إنَّ الحياةَ كثـيرةُ الأعــلاقِ

سِرٌّ قديم

أمَّا الصحابُ فقـد مَرُّوا وما عادوا

وبيننا بلقـاءِ المــوتِ ميعــادُ

سرٌّ قديمٌ وأمرٌ غـيرُ مُتَّضـحٍ

فهل على كشـفنا للحَقِ إِسـعادُ

سَيْرانِ ضدَّانِ من رُوحٍ ومن جسدٍ

هذا هبوطٌ وهذا فيهِ إِصعـادُ

الثلج والقار

لو صحَّ ما قالَ رَسطاليسُ، من قِدَمٍ،

وهـبَّ مَن ماتَ لم يجمعهموا الفَلَكُ

ومذهبي، في البراي، كونُهُمْ شِيَعَاً،

كـالثَّلج والقارِ، منه الجَونُ والحَلَكُ

ما اسودَّ حامٌ لذنبٍ كـان أَحدَثَهُ،

لكنْ غريزةُ لَونٍ خطَّهـا المَلِـكُ

إِن لم يكنْ، في سماءٍ فوقَن، بشرٌ،

فليسَ في الأرضِ، أو ما تحته، ملَكُ

كم حلَّ، حيثُ تبنَّى الحيُّ، من أُممٍ،

ثم انقَضـوا، وسبيلا واحدًا سَلَكوا

إِن تسألِ العقلَ، لا يوجدْكَ من خبرٍ

عن الأوائلِ، إِلاَّ أَنَّهـمْ هلَكـوا

ضحكنا

ضَحِكْنا، وكان الضِّحكُ منَّا سَفَاهَةً،

وحُقَّ لسُـكَّانِ البسـيطةِ أن يبكـوا

يُحطِّمُنا رَيْبُ الزَّمانِ، كأنَّنـا

زُجاجٌ، ولكن لا يُعادُ لـه سَـبْكُ

أين المفر؟

لعمري لقد طال هـذا السَّـفرْ

عليَّ وأَصبحتُ أَحدو النفـرْ 

أَأَخرُجُ من تحتِ هذي السـماءِ

فكيفَ الإباقُ وأَيــن المفـرْ

وكم عشتُ من سنةٍ في الزمانِ

وجاوزْتُ من رجبٍ أو صفرْ

وما جُعِلَتْ لأُسـودِ العــرينِ

أَظافيرُ إِلاَّ ابتغـاءَ الظفَـرْ

لحىَ اللّــهُ قوماً إِذا جئتهُمْ

بصَدقِ الأحاديثِ قالوا كفـرْ

وإن غُفِرَتْ موبقاتُ الذُّنوبِ

فكلُّ مصـائبهم تُغتفـــرْ

وروحُ الفتى أَشبهتْ طـائرًا

أُطيرَ فما عاد لمَّـا نفـرْ

هنيئاً لجسمي إِذا ما اسـتقرَّ

وصار لعُنصرِهِ في العَفـرْ

ولستُ أُبالي إِذا ما بُليـتُ

مَن وطأَ القبرَ أَو مَن حـفرْ

تحجَّـبُ دنياكَ عن طالبٍ

وليس تحجُّبها مِن خَفـرْ 

دِرعية

[ على لسان رجل ترك لبس الدرع حين كبر وأسنّ ]

رأتني بالمطيرة لا رأتنــي

قريبًا والمخيلة قد نأتنـي 

وأخلقت الشباب وكان بُـردي

وفارقت الحسام وكان حتنـي 

كأني لم أردَّ الخيلَ تُــردِي

إذا استسقيتُها علَقًا سقتنـي 

ألاقي الدارعين بغــير دِرع

وأدعو بالمدجج لا تفتنــي 

كأن جيادهم أسرابُ وحـش

أصرِّعهنّ من رُبــدٍ وأُتْنِ 

وما أُعجلتُ عن زردٍ حِـذَارًا

ولكنَّ المُفَاضـةَ أثقلتنــي 

أكلَّت مِنكبى سمرُ العـوالي

وحملُ السابريِّ أكلَّ متنـي 

وقد أغدو بها قضّاءَ زغْفاً

وتكفيني المهابةُ ما كفتنـي 

وتحتي الكرُّ إدماجا وفوقي

نظيرُ الكرِّ في دِيَمٍ وهتـنِ 

أعاذلَ طال ما أتلفتُ مالي

ولكنَّ الحوادثَ أتلفتنــي 

انفراد

يُغني الفَتى مَلبَسٌ يُســتِّرُه،

وقوتُهُ في دُجـى الظـلامِ فقَـطْ

وحظُّهُ أن يكـونَ منفــرداً،

كطائرٍ لا يُراعُ أينَ سَــقطْ

لا يَلقُطْ الحَبَّ من زروعهموا،

وإِنْ رأى حِبَّةَ النبـاتِ لقَــطْ

فذاكَ لو طارَ في غمامتِـهِ،

لما أصابَ الجَناحَ منهُ نُقَـطْ

بعدًا لكم

وما أنتموا بالنبــاتِ الحــميدِ

ولا بالنَّخيـلِ ولا بالعُشــرْ

ولكـن قتادٌ عـديمُ الجنــاةِ

كثيرُ الأذاةِ أَبَى غـيرَ شــرْ

وليلُكموا أَبـدًا مظلــــمٌ

فهل ترقبون صباحًا جشــرْ

فيا ليتني في الثرى لا أَقـومُ

إِن اللّـــهُ ناداكُمُ أَو حَشـرْ

وما سرَّني أَنني في الحيـاةِ

وإِن بان لي شَرَفٌ وانتشرْ

أَرى أربَعاً أَزَرَتْ ســبعةً

وتلك نوازلُ في اثني عشـرْ 

ربة الصمت

يا ربة الصمت! أنت آمنــةٌ

إذا هفا ناطق من السِّقَــطْ

تصدَّق على الأعمى

تصدَّقْ على الأعمى بأخذِ لتهديه

وامنن بإفهـامك يمينــه الصما

وإِنشادُكَ العَودَ، الذي ضلَّ، نعيُه

عليكَ، فما بالُ امرِئٍ حيثما أمَّ؟

واعْطِ أباكَ النَصْفَ حيًّا وميِّتاً،

وفضِّلْ عليهِ من كرامتِها الأمّـا

أقلَّكَ خِفًّ، إِذ أَقلَّتْكَ مُثْقِـل،

وأرضعَت الحوْلينِ، واحتَمَلت تِمَّا

وألقتكَ عن جَهدٍ، وألقاكَ لذَّةً،

وضمَّتْ وشمَّتْ مثلما ضمَّ أو شمَّا

وأحمدُ سمّاني كبيري، وقلَّما

فعلتُ سوى ما أستحقُّ به الذَّمَّا

تُلِمُّ الليالي شأنَ قومٍ، وإنْ عفَوا

زماناً، فإنَّ الأرضَ تأكلهمْ لمَّـا

يموتونَ بالحُمَّى وغَرقَى وفي الوغى

وشتَّى مَناي، صادَفتْ قَدَرًا حُمَّا

وسهلٌ على نفسي التي رُمتُ حزنَه،

مبيتُ سهيلٍ للرَّكائبِ مؤتمَّـا

وما أنا بالمحزونِ للدّارِ أوحشتْ;

ولا آسفٌ إِثرَ المطيِّ إذا زُمَّـا

فإِن شئتموا فارموا سهوبًا رحيبةً

وإن شتموا فاعلُوا مناكبَها الشَّمَّا

وزاكٍ تردَّى بالطَّيالسِ وادَّعى

كذِمرٍ ترَدَّى بالصوارِم واعتمَّا

ولم يكفِ هذا الدَّهرَ ما حَمَلَ الفتى

منَ الثقلِ، حتى ردَّهُ يحمِلُ الهمَّا

ولو كانَ عقلُ النفسِ في الجسمِ كاملاً

لما أضمَرَتْ، فيمـا يُلمُّ به، غمَّا

ولي أملٌ قد شبتُ، وهو مصاحبي،

وساودَني قبلَ السوادِ، وما هِمَّا

متى يُولِّكَ المرءُ الغريبُ نصيحةً،

فلا تُقصِه، واحْبُ الرَّفيق، وإن ذمَّا

ولا تَكُ ممن قرَّب العبدَ شارِخاً،

وَضيَّعهُ إذ صارَ، من كبرٍ، همَّا

فنعمَ الدَّفينُ الليلُ، إن باتَ كاتمًا

هواكَ، وبُعـدًا للصباح، إذا نمَّا

نهيتُكَ عن سهم الأذى ريشَ بالخَنى

ونصّلَهُ غيظٌ، فأرُهِفَ أو سُمَّا

فأرسلتهُ يستنهضُ الماءَ سائحاً،

وقد غاض، أو يستنضبُ البحرَ إذ طمَّا

يغادرُ ظِمأً في الحشا غيرَ نافعٍ،

ولو غاضَ عذباً، في جوانحهِ، اليمَّا

وقد يشبهُ الإنسانُ جاءَ لرُشدِه

بعيداً، ويعدو شِبهُهُ الخالَ والعمَّا

ولستُ أرى في مَولدٍ حُكمَ قائفٍ،

وكم من نَواةٍ أنبتتْ سُحُقًا عُمَّا

رَميت بنَزْرٍ من معائبَ، صادِقاً،

جزاكَ بها أربابُها كَذِباً جَمَّـا

ضَمِنتُ فؤادِي للمَعاشرِ كلِّهمْ،

وأمسكتُ لمَّا عظَّموا الغار، أو خمَّا

كلّنا عميان

إِذا مرَّ أعمى، فارحموهُ وأيقِنوا،

وإِن لم تُكَفُّـوا، أنَّ كلَّكـمُ أعمـى

وما زالَ نعمَ الرأيُ لي أنَّ منزلي،

كأنِّي فيه مضمرٌ كَـنَّ فـي نِعما

غَدَوتُ ابنَ وقتي، ما تقضَّى نسيتُهُ،

وما هوَ آتٍ لا أُحِسُّ له طَعمـا

وقال أُناسٌ: مـا لأمرٍ حقيقـةٌ;

فهل أَثبتوا أَلاَّ شقاءَ ولا نُعمـى؟

وشكَّكَ في الإيجاب والنفيِ مَعشرٌ

حيارى، جرت خيلُ الضلالَ بهم سَعْما 

فنحنُ وهمْ في مَزْعَمٍ وتَشاجُرٍ،

ويعلمُ ربُّ الناسِ أكذَبَنـا زَعْمـا

 

وحيد تماما

مَنْ لي بأني وحيدٌ لا يُصاحِبُني

خيٌّ، سوى اللّـهِ، لا جِنٌ ولا أَنَسُ

أمَّا الظِّباءُ، فقد أودى الزَّمانُ به،

فما نراهـا، ولكنْ هذهِ الكُــنُسُ 

فكيف لا تخبُثُ النَّفسُ التي جُعلتْ،

من جسْمِه، في وعاءٍ، كلُّهُ دنَسُ؟

رأيتُ فِتيانَ قومي عانِسي حذَرٍ،

إنَّ الفُتُوَّ إِذا لم يَنكحُوا عنَسُـوا

سلكتُ طُرقَ المعالي، ثم قلتُ لهم:

سيروا ورائي، فلمَّا شـارفوا خَنَسُوا 

يكفيكِ رُبعي!

تزوَّجَ، بعـدَ واحــدةٍ ثلاثاً،

وقال لعِرْسهِ يكــفيكِ رُبعــي

فيُرْضيه، إِذا قَنِعتْ بقـوتٍ،

ويرجمُهُا، إِذا مالت لِتِبـــعِ 

ومن جمعَ اثنتينِ، فما توخَّى

سبيلَ الحقِّ في خُمسٍ ورُبـعِ

Return to Homepage

غير مُجدٍ!

غيرُ مُجدٍ في ملّتي واعتقـادي

نوحُ بــاكٍ ولا تــرنّمُ شــادِ

وشبيهٌ صوتُ النعيِّ إذا قـيـ

س بصوتِ البشيرِ في كل نـادِ

أبكت تلكموا الحمامةُ أم غنَّـت

على فرع غصنهـا الميّــادِ

صاحِ! هذي قبورنا تملأ الرحـ

بَ، فأين القبورُ من عهدِ عـادِ؟

خفِّفِ الوَطْأ ما أظنُّ أديـمَ الأ

رضِ إلا من هـذه الأجســادِ

وقبيحٌ بنا وإن قَدُمَ العــهـ

دُ هوانُ الآبـاء والأجـــدادِ

سِرْ إن اسطعتَ في الهواء رويدًا

لا اختيالاً على رفـات العبـادِ

رُبَّ لحدٍ قد صار لحدا مـرارا

ضَاحِكٍ من تزاحــمِ الأضـدادِ

ودفينٍ على بقايا دفيــنٍ

في طويلِ الأزمانِ والآبــادِ

فاسأل الفرقدين  عمن أحسّا

من قبيلٍ وآنسا مـن بـلادِ

كم أقاما على زوال نهــارٍ

وأنارا لمُـدلج في ســوادِ

تعبٌ كلها الحياةُ، فمـا أعـ

جبُ إلا من راغبٍ في ازديادِ

إن حُزناً في ساعةِ الموتِ أضعا

فُ سرورٍ في ساعةِ الميلادِ

خُلق الناسُ للبقاءِ فضلَّـت

أمةٌ يحســبونَهُم للنفـــادِ

إنما يُنقلون من دار أعمــا

ل إلى دارِ شقوةٍ أو رشــادِ

ضجعةُ الموتِ رقدةٌ يستريحُ الـ

جسمُ فيها والعيشُ مثلُ السهادِ

أَبناتِ الهديلِ  أسعِدْنَ أو عِـدْ

نَ قليلَ العزاء بالإســعادِ

إيه للــه درُّكُنَّ فأنتن اللواتي

تُحسِنَّ حــفظَ الـــودادِ

ما نسيتُنَّ هالكاً في الأوان الـ

خالي أودى من قبل هُلكِ إيـادِ 

بيد أني لا أرتضي ما فعلتن

وأطواقكن في الأجيـــادِ 

فتسلَّبن  واستعرن جميعـا

من قميص الدجى ثياب حدادِ

ثم غردن في المآتم واندبـ

ن بشجوٍ مع الغواني الخرادِ 

كلُّ بيتٍ للهدمِ ما تبتني الورْ

قاء  والسيدُ الرفيع العمـادِ

والذي حارَتِ البريةُ فيـه

حيوانٌ مستحدثٌ من جمـادِ

واللبيبُ اللبيبُ من ليس يغترُّ

بكونٍ مصيرُهُ للفســـادِ

أكرموا الطفل

لا تَزْدَرُنَّ صِغارًا في ملاعبِهـمْ،

فجائِزٌ أنْ يُرَوْا ساداتِ أقـوامِ

وأكرِموا الطفلَ عن نُكرٍ يقالُ له،

فإنْ يعِشْ يُدْعَ كهلاً بعد أعوامِ

ولا تَناموا عن الدنيا وغِرَّته،

فإِن أبَيتُم، فكونوا خيرَ نُـوَّامِ

لا تَظلِموا من بنيها واحدًا أبداً،

حتى تَعُدُّوا ذوي فِطرٍ كصَوَّامِ

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا