لغة
فاروق شوشة - مصر
ها أنت تشاغل لغة
ً
كبرت بكْ
ومعكْ
لم تبتعدا
أو تتباعد أجنحة منك ومنها
بينكما سرٌ
أقدم من سفر التكوينِ
وأعمق من طبقات الأرضِ
وأبعد من نجم يتملكه بعض فضولْ
فيحاول أن يتطلع عبر سماء واحدةٍ
عبر سماءينْ
ماذا قالت هذي اللغة ُ؟
وماذا قلتَ؟
وأنت تصيد أوابدَ
راحلة في قلب هجير المَحْلْ
وقطرة طلْ
راحت تتشكل في قلب الليلِ
لتفصح عن جلوتها في الفجر المخضلْ
تظل تسَّاءلْْ:
ماذا فجرت النجوى تحت عذاب الحرفِ؟
وكانت أعناق السوسنة تشبُّ
وتقفز فوق سياج العتمةِ
تقنص فرحتها من بوحة عطرٍ
وشميم صبا
أو طلعة نورٍ
من أكمام راحت تتشققُ
وهي تضخ السر الأول في الكونِ
قصيدة حب, تساقط مطراً
من بين أصابع محترقة ْ
في يد عاشقْ
لم يطفئ أشواق يراعهْ
أو كوة نورٍ
يشرق من أسوار العتمةِ
وهو يزلزل ديجور الطاغوتِ
ليسطع بين الناس بهاء العقلْ
أو عابر درب يترنحُ
في رحلة كون مختلْ
يتشهي قدحة شررٍ
أو ومضة برق مسعفةٍ
بمتي؟ ولعلْ!
ماذا يبقي بعد جفاف الحرفِ
وفوضي الكلماتْ!
وتناعق أغربة الحقد الأسودِ!
وحناجر دربها الهتافون المأجورونَ
بحثا عن خلخلة المعني
وهشيم الفكر المعتلْ؟:
أحراش تعوي فيها ذؤبان الليلْ
وجنادل توقف مجري الماءِ
وصوت صهيل النهرْ
وعناكب تفترش الطرقاتْ
نفثت معجمها
وتعرت ملء فضاء مباذلها
ومضت تنسلْ
لكن يقينكَ
ينجيك ويغنيكَ
وينسج من أوراد الرؤيا
وسطور النجم العالي
وشعاع الفجر الصادقِ
عقدا منظوما, كم يتشكلْ
دوما في دائرة العينِ
ولكن لا يتبدلْ
أبدا في دائرة القلبْ!
أو يترجلْ!
كيف يخون ملامحهُ؟
أطلق للريح شراعا مقتحماً
واقبض بيديك علي معشوقتك الموعودةِ
وانفخ فيها من روحكَ
حتي تنهض من كبوتها, وتلوِّح لكْ
فالريح معكْ!