ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

رشيد ياسين - العراق

بعد اللقاء

رشيد ياسين - العراق

 

شيّعتُ بالنظر الحزين خطاكِ

حتى غبتِ عني..

وشعرتُ حين خلا الطريقُ

بأن شيئاً ضاعَ مني !...

وبدت أساريرُ المدينةِ

وهي عابسةَ ٌ، كئيبه...

فكأنما رحل الضياءُ مع ابتسامتكِ

الحبيبهْ!.....
يـا من ذهبتِ..ولم تضيئي شمعةَ

في ليل حزني...

ماذا يضيركِ لو تركتِ لمُبحرِ

سئم الضياعْ

وهماَ يلوذُ بهِ

ويطوي فـي مرافئهِ الشـراع؟!...

هـا أنتِ قد غابتْ خطاكِ

وراء منعطف الطريق

لحناً تـباعد...ثم غابَ،

وخيّم الصمت العميقْ....

ولبثتُ بعّدكِ واجماً،يـبكي الصنوبرُ

والريـــــاحْ

حولي ، وأوراق الخريـف

تهوي تِباعاً كالفَراش يُِسِِفُّ

محترقَ الجنــاح ...

أواهِ مني ! كيف خُيّل لي ، قبيل لقائنا ،

هـذا الصبـاحْ

أني أحبُّ شحوبَ أجواء الخريفْ

وريــاحَهُ؟!!...

غُصْ في فؤادي أيها النصلُ الرهيـفْ

فالذنبُ ذنبي!..

كـيف لم أفطن إلى نُذُرِ الشتـاءْ

فــي عارضـيَّ؟..

وكـيف لم أعبأ بهـاوية السنـين ؟...

وتركتُ قلـبي يستعيرُ من التعـطشِ

والحنــينْ

ومن الروئ الحمــقاء أجنحةً

يـرود بها السمـاءْ ...

ليـخرَّ بين يديـكِ مُنسحقاً ،

مـهانَ الكـبريـاء!!....

 

 

 

اليـــــومَ –ياللوهم!- كنت أريدُ

أن أُلقي القنــاعْ...

كانت أحاسيسي كأنهـار الربيع ،

تـريد أن تـنسابَ ،

أن تثب الحواجـزَ والصخورْ !.....

وظنـنت أن اللحظة الكُبرى دنت ..

أهـــو الغرورْ

أوحـى إليَّ بكل بهذا؟!..

أهِ ، يــاحُلمي المــضاعْ..

قد لايكون سـوى الغرورْ

أوحى إليَّ بأن فـي عينيكِ شيئاً كالنـداءْ..

شيئاً يـناجيني ...

وكنتُ الـيوم انتظرُ اللــقاءْ

لأفكّ عن قلبي السلاسـلَ،كـنتُ

أنتظر اللـــقاء!

وأتيتِ شـاحبة ً،

وشعرُكِ يـرتمي فوق الجـبينْ

وعـرفت من عينيكِ

أنك بت ليلكِ تـرقصين

فـي بعض أندية المـساءْ...

-أواهِ كم عبثت بك الأوهامُ

يــــا قلبي الــحزين!-

وترددت شفتاي حائرتينِ :

هل أُفضي اليــكِ؟!

وودتُ لو قبّلتُ شعركِ،

لـو أزحت برقّةٍ خُصُلاته عن وجنتيـكِ..

لكنني أبصرت ظلاً بارداً في مقلتيك..

وعـرفتُ...

آه عرفتُ ما تعنيه آلامي وأحلامي

لـديـكِ!!...

وشربتِ كأسك دون إبطـأءٍ..

وقمتِ تـودّعينْ...

لم تكتميني أن عندك موعداً

مع آخـرين !

وتركتني تمثال يأسٍ

حوله تبكي الــرياحْ

ولهى...و أوراقُ الخريـفْ

تـهوي تباعـاً

كالفَراش ِ يُسفّ محترقَ الجـناح!...

 

1968

 

* من مجموعة (أوراق مُهمله)

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا