ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

أحمد عبد المعطي حجازي - مصر

آيات من سورة اللون

 أحمد عبدالمعطي حجازي - مصر

 

1­ إلي الرسام سيف وانلي
 

يرقد العالم في بَللورة يغسلها ماء المطر
ها هي اللحظة تأتي
أهو اللون، أم الايقاع ما تصطادهُ
أو ربما تسلمه نفسكَ
حتي يغمرَ الموج التجاعيدَ
ويلهو بِخصَيْلاتِ الشَّعَرْ

يهبط اللون ُ
من الياقوتِ
للفضةِ
للعشبِ
ويعلو
سْلم الصوتِ
فقاقيعَ من الأضواءِ
لا تلبث حتي تنفجرْ

أهو اللون، أم الايقاع ما يحملك الآنَ
علي هذا البكاء الفذ ِّ؟
أم بعد الصور؟

يرقد العالم في الزاويةِ الأخري من المرسمِ
وَعْلا نادراً
ينعم بالألفةِ والدفءِ
ويجترّ الفِكَرْ
تدخل العاشقة الفندقَ في حَزْمٍِ
وتعطي نهدَها للرجلِ المملوءِ صمتا
قبل أن يدهَمه وقت السفَرْ

ينفر الديك نجيماتِ السَّحَرْ
يرقص البحارة الأغراب في الملهي
ويبكون فرادي
ويعودون زمَرْ

أهوَ اللون الذي كنتَ تراهُ؟
أهوَ ذات الصوتِ؟
لكنكَ لا تملك أن توقِفَ ركضَ الغيمِ في وجه القمَرْ
فانتظر أن يَرجعَ الصيفُ
وحاول مرة أخري مع الضوءِ
الذي لا ينتظرْ
 

18/1/1974
 


2­ إلي الرسام عدلي رزق الله
 

قطرتانِ من الصحوِ
في قطرتينِ من الظلِّ
في قطرة ٍ من ندي

!قلْ هو اللونُ
في البدء كانَ
وسوف يكون غدا
فاجرح السطحَ
إن غدا مفعَمُ
ولسوف يسيل الدمُ
سنغني لكم أيها السادة الغرباءُ
غناء رتيبا
علي وتر مفردٍ يتردد بين مداريْهِ
كالقمر العربيٌ
هو الأبيض الأسود، اللؤلؤ المعتمُ
سنغني أغانيَنا الخضرَ
لكننا سنفاجئكم بقنابَل موقوتةٍ
كان أسلافنا خبَأوها مع الخبزِ والخمرِِ
في خشب المومياتِ
لكي تتفجرَ في غرفِ الدفْنِ
حين تحين مواعيد عودتهم للحياةْ

وردة أم فمُ
هذه الورقات التي تمسح الآنَ صدري
وقبرة تتنفس تحت الأصابعِ
أم برعمُ
نَهدها؟
قطرتان من الصحوِ
في قطرتين من الظلِّ

في قطرةٍ من ندي

هكذا يزرعون البيوتَ
فتكبر مثلَ الكرنبِ
أليس سوي الأخضرِ الطّحلبي
أو الأصفر المعدنيٌ؟
تعالوا نلونْ كما نشتهي هذه الأرضَ
أو نشعلِ النارَ فيها
كما يشعلون الصواريخَ في ليلةِ المولدِ النبوي
فتحملنا وتطيرُ
وتسقطنا مَطرا قزحيا
وتزرعنا شجرا موقدا

ها هو الهرمُ
رَحِمُ
!فتعالوا نولدهُ ولَدَا

قطرتان من الصحوِ
في قطرتين من الظلِّ
في قطرةٍ من ندي

تركب الريشة الريحَ في أثَر اللونِِ
تلقطه ُ شذرةَ شذرةَ
من مسامير أحذيةِ الجندِ
من رهَجِ الذكرياتِ السحيقةِ
تدخل في إثره بطنَ أرزْةِ لبنانَ
تشتفّ نطفتَه المستكنَّةَ نَسْغا فَنَسْغا
وتجمع أشلاءَه حزمة حزمة
ثم تدعوه أن يتنفسَ
!لكن سدي
إن لونا هنا ينقص اللونَ
كي يتنفسَ
لون كَحب اللقاحِ الذي لا يري
كالأوز الذي غاب في زَبَدِ الأفقِ
قل إنه الطينُ
فلينظر الطين مِم خلقناهُ
قل هو ماءٌ
وما هو ماءٌ، ولكن دمُ
نخلة أنتِ
أم سْلمُ
وأنا خنجر طالعٌ
أم هلال تحدرَ بين الترائبِ
حتي اختفي في الذوائبِ
ثم بدا
جسدا
وارتدي جسدا
قل هو اللونُ
في البدءِ كانَ
وسوف يكون غدا
فاجرح السطحَ
إن غدا مفعمُ
ولسوفَ يسيل الدمُ
 

5 يناير 1977

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا