
الكوثر
د. نوري الوائلي
- العراق / نيويورك
مؤسسة الوائلي
للعلوم
Noori786@yahoo.com
أهلا بمولودٍ لقلبي يسعد ُ = أهلاً بمَنْ للروحِ جاءَ يُجدد
ولدي أتيتَ الى الحياة ككوثر = يحوي السرورَ وبالمكاسب ِ يرفد
عينايكَ خضراوان , ثغرك ضاحك = الخدُ رمانٌ وطلعُك مورد
أنت النعيمُ وقد غزانيَ غفلة ً = من واهب ٍ رزقَ الوجودَ ويوعد
أعطا بجود ٍ عصبة ً مثل الندى = أملي بها لله روحاً توقد
ولدي زرعت وثغر حالك ناطق = خذْ من كريم ٍ ما يعينُ ويسند
وتركتَ أمّك في الفراشِ بعلة ٍ = فدعوت ربي للشفاء
يسدّد
عمري تجاوزَ أربعين بخلسة = فغفلتُ عن أبنٍ برحم ٍ يقعد
قد جأتَ يا ولدي برغم ِ جهودنا = في وقف نسل ٍ بعد ولد ٍ تنشد
في نبتك الأعجازُ كان محققاً = فهي الأرادة من عليم ٍ يُحمد
أملي بروحك للعقيدة ِ موطنا ً = وبقلبك الأيمان صدقا ً يُوطد
حسدوا ضعاف النفس مقدم
َ نعمة ٍ = وتلامزوا كرها ً بفكر ٍ يزبد
مَنْ خوّلَ الأحسان َيبقى عُرضة = لعيون حُساد ٍ تصيبُ وتكبد
لم يسألوا عنه لحقد نفوسهم = أو يبرقوا بالود ِ قولا ً يُسعد
بأسوا لمقدم نعمة ٍ من واهب ٍ = وأدار جلهمُ وجوها ً تنهد
هذي الحياةُ وان أتتك بمُخلص ٍ = تبقى بحساد ٍ تعجّ ُ وترفد
أحرصْ على الكتمان ِ عند مغانم ٍ = وابعدْ بسرك عن قلوب ٍ تحقد
واشركْ بأمرك من يخافُ إلاهنا = ويعينُ بالأخلاص عبداً يُجهد
كالنجم ِ نُدراً يوم قيض ٍ مُشمس ٍ = هم خيرة الأعوان حين تنكـّد
لا تحسبنّ صحاب دربك مأمن = فكثير أصحابٍ للدغك ترصد
أصْحابُ دربك ما يُديمُ ودادهم = غيرُ المصالح , في وفائك أزهدوا
كالبرقِ غابوا انْ أصابكَ نائبٌ = فرحوا كأنّ عيونهم لا ترمد
الصّحبُ أما حاسدون لكوثر ٍ = أو شامتون بنائب ٍ لا يفرد
مَن مِن صحابك ان قصدت لنائب = ينفقْ لأزرك ما يسد ويصمد
خير الصحاب إذا اردت مفازة = قرآن ربك والتقيّ ومسجد
ان التقيّ إذا استجرت ملبيّ = فهو الصديقُ مؤازر ومجنّد
عجبي لمن للخير يسأل خيرة = ويرد عبدا بعدها ويبعّد
ما ضرّ حسّاد وشمّات إذا = خافوا الوعيدَ وفي المحبة ِ أَخلدوا
أأمنْتَ شرّ النائبات وضيقها = وشمتّ في عبد ٍ بكربٍ يركد
أأمنْتَ دنياك التي لم تؤتمنْ = يوماً وحالك كالعبيد ِ تُقيد
أأمنْتَ دربك والوليد وزوجةً = وصحاب سوء ٍ لا تفيدُ وتضمد
أأمنْتَ ربك أن يُذيقك موجعا ً = أو أن يميتك في المنام وتخمد
ينقذك ربك من عظيم مصائب = فجرا يُفيْقك للحياة وتجحد
لا تحسبنّ علوّ شأنك مكسباً = مهما علوت فلضيق قبرٍ تورد
لو زارَ مفتون ٌ جلودا أحرقت = ورفات َ أموات ٍ وناسا أُلحدوا
سيفيقُ من نوم ٍ وغفلة جاهل ٍ = ويعيشُ في روضِ التقاة ِ ويزهد