*
مات الكبيرُ،
وأُفرِغَتْ كأسُ
العمومةِ
من عذوبتها،
وبدِّلَ شهدُهُا
مُرَّاً
يا صالحْ
ماذا تبقَّى من رحيقِ
الحبِّ يا عمّاَهُ بعدك؟
كانَ ابتسامُكَ في
وجوهِ القادمينَ تحيةً،
تأشيرةَ الأحلامِ
تمنحها قلوبَ الهاربينَ من الجنوبْ،
حينَ استجارت بالشمالِ،
وأطلقت زغرودةً للفجرِ
ينفضُ عن عباءتها
ترابَ اليأسِ من غدها
الكئيبْ
كان الفؤادُ لديكَ
نافذةً كبيرةْ
وسعت مَجَرَّاتِ
الإساءةِ والجفاءْ
وسعتْ قلوباً أنكرت
فيكَ الأبوةَ،
والأخوةَ،
والصداقة
عمّاهُ!
لا أبكيكَ وحدي،
إنّما
لحظاتنا تبكي،
تُشَيِّعُ لحظةً أكلت
معكْ،
شَرِبَت
معكْ،
فنجانَ قهوتها
(المُنَكَّهَ) بابتساماتِ الشروقِ،
وبعضِ حباتِ الحكايةْ
فنجانَ شايكَ في
المساءِ (منكَّهاً)
بالحُبِّ،
والتَّحنانِ،
والأملِ المُقطَّرِ من
حبيبات الأبوةْ
عمَّاهُ !
ماذا قالت الأشواقُ قبل
الرحلةِ الكبرى؟
هل ذكّرتكَ بخافقٍ
- في الغربةِ الحُبلى
بأوهامِ الخُطى-
يشتاقُ لثمَ الضوءِ
فوقَ جباهكَ النوريةِ القسماتْ
عمَّاه!
ضلت نبضةُ الشوقِ
المكابرِ للقاء طريقها
من بعدِ ما فقدت خريرَ
الضوءِ يا عمَّاهُ بعدكْ
عمَّاهُ هذي قصةُ
الحزنِ المكابرْ
ما كان يحسبُ عبرةً عند
الرحيلِ تخونهُ
لكِنَّ دمعاً قد ترقرقَ
من مآقي الروحِ أوحى
للحروفِ حنينها فبكت
عليكْ
*شاعر وناقد من مصر
Yasserothman313@yahoo.com