أيا طـالبًا موتي و تسـأل
ما بي و تحفـر في ذاك التراب غَيابي
أما ينجـلي عني جفاؤكِ
سـاعةً لأصفوَ أو أشكو إليكِ مُصـابي؟
تراني و قـد كُبِّلت
فيـها صريعةً و أطفأتُ أحلامي و روحَ شبابي
و أُجْـبِرْتُ أن أقفو
دروب مهانةٍ و شعري قريني كي يزيدَ عذابي
بكيــت فلما لم أَرَ
الـدمع نافعي كسرت قيودَ الصبر بـعد عتابِ
و أسقـيت نفسي كأسهـنَّ
لَعَلَّني أطيب بعيش إن نسيت تـرابي
فأمسيت في رمسي هنـاك
مُغَرَّبًا و كل بنات الدَّهْر تَطْرق بـابي
فلا تسأليني عن جراحي
فإنهـا طعامِيَ مُذْ نادَيْـتِني و شـرابي
فهل كنت إلا ساعديك إذا
المنى اسـ تحالت لعجزٍ بالـغٍ و سـرابِ؟
و هل كنـتُ إلا زهـرةً من
رحيقها تضوعين بستانًا.. أ رُمْتِ غِيابي؟
بأسهم لفـظٍ و
اللسان مضـرَّجٌ وقسوةِ همسٍ جـارحٍ و خطابِ
أرى كل سيفٍ من عيونك
مُجْرَدًا يعاورني غدرًا، برغم صـوابي
فإن لم تكن بيني و بيـنك
صفوةٌ لكان لِزامًا أن تركتُ عــتابي
و ترفع من هول الجـواب يُدَيَّةً
عليَّ إذا أعلـنت رفض كتابي
أنا الشعر في نبضي وليس
تَصَنُّعًا إذا دميت منه الجـراح ببـابي
و لست أبا تمام كي يضرب
الهوى دموعي و لو أن الممات جوابي
عزيزٌ على ذُلِّ الزمـان
وإن علتْ علىَّ يدٌ،أو إن قضـت بعـذابي
****
أنا و دمي يهـمي و كلُّ
مواجعي و دائي حنينٌ خلت فيه صوابي
فكم ليلةٍ ذقــت المـآسي
وحيدةً و قاسيت هجرًا لم يكن بحسابي
و غبت و كانـوا يرتجون
تَغَـيُّبي و عدت.. فصاروا يمقتون إيابي
بمن يستجير القلب أن عاش
راعفًا و في زمنٍ فيه الذئاب صحابي؟
"لقد زدتُ بالأيامِ و
الناسِ خـبرةً" و كابدت حتى ذقت فيكِ عذابي
سأصمت إجلالاً فبالقلب
جفــوةٌ تعاتبها سِرًّا بهمـسِ ربــابي
فلو تَسْأَل الجرح الدفين
عن الجوى لما وَجَدَتْ في القلب غير يبابِ
"فما كان للأحزان لــولاك
مَسْلَكُ" إلى القلب لو أنَّ الممات ببابي!
شريتك من دهري بذي الناس
كُلِّهم و قدَّمْتُ من حُبّي بغير حسـابِ
ألم ينهَكِ القلب الذي
باتَ ساهدًا و لا مقلة تدمي بغير جوابِ؟!!
كأنــكِ بـحـرٌ لم أخُضه
بثورَةٍ لأحمي شراعي من نيوبِ عبابِ
و مــا كان قلبي للمحبة
منكرًا و ما كان يومًا بالجـفاءِ جوابي
فإن سلبت
مني اللـيالي أحِـبَّةً و إن صمتت أوتار جرح ربابي
فإن دموع الشوق تلك
مـدامعي وتلك الجراح الضاريات مصابي
إبريل 2004م
__________________