|

القصيدة
الإغريقية
عبد الوهاب
البياتي - العراق
( 1 )
|
قالت: ما أقسى، حين يغيبُ النجم عذابَ العاشق أو حين يموت
|
|
البحر. انتظريني - قال المجنون - وظلي ميتة بين الموتى واقتربي
من |
|
ضوء الشمعة، إن الله يرانا ويرى وجهي الخائف مقتربًا من وجهك
|
|
محمومًا تحت نقاب الدمع اقتربي، فدموعك في شفتي ملح البحر
|
|
وطعم رغيف الخبز. انتظريني، قال المجنون
|
( 2 )
|
كانت أغصان السرو وأشجار الدفلى تُخفي عني مدنًا ونجومًا، تسبح
في |
|
عطر بنفسج ليلٍ يصعد من أغوار القلب الإنسانيِّ، وكانت امرأة
عارية فوق |
|
حصان تضحك في العاصفة. انتظريني! لكن البحر الميِّت غطاها
بالأعشاب |
|
وبالزبد المتطاير في الريح. اقتربي ناداه، لكن صهيل حصان البحر
|
|
الأسطوري تمزَّق فوق صخور الشاطئ، وانطلقت بضفائرها الذهبية،
تعدو |
|
عارية، آلهة الشعر المجنون إلى "دلفي" تبكي أقدار الشعراء.
|
( 3 )
|
كانت في الفجر تمشط شَعرَ الأمواج
|
( 4 )
|
كانت بضفائرها الذهبية ترقص عارية تحت الأمطار.
|
( 5 )
|
دهمتني، وأنا في منتصف الدرب إلى (دلفي)
|
( 6 )
|
كنا أربعة: أنا والموسيقىُّ الأعمى
|
|
ومغني آلهة (الأولمب) الحكماء.
|
( 7 )
|
حملتني في البحر (الإيجيِّ) إلى (دلفي) أشرعة الفجر البيضاء.
|
( 8 )
|
وضعوني في باب المعبد أخرس مشلولاً
|
|
وضعوا فوق جبيني زهرة عباد الشمسِ
|
( 9 )
|
وتكلَّمْ واقْرأْ هذا اللوح المحفوظ وراء المحرابْ.
|
( 10 )
|
أخْرَجَ من قلبي حبةَ مسكٍ سوداءْ.
|
( 11 )
|
قال اقر، فقرأت وصايا آلهة الشعر المكتوبِ على الألواح
|
|
صَعَدَتْ كلماتي من بئر شقاء العشَّاق الشهداءْ.
|
( 12 )
|
كانت تستلقي بضفائرها الذهبية عارية فوق رمال الشاطئ تبكي عند
|
|
مغيب النجم حصان البحر الأسطوري وترسم في الأفق دوائرَ حمراءَ
|
|
وتهمس للريح: اشتعلى يا نار الحبِّ، وكُوني شارة هذا الليل
الأبدي |
|
القادم من أطلال المدن الإغريقية، كوني مغزل نار قميص الفجر
|
|
الشاحب، كوني مفتاح الباب المغلق واشتعلى حبّا يا قطرات المطر
|
|
كانت ترسم فوق الرمل عيونًا وشفاهْ
|
|
ويدًا تستجدي قطرات المطر الخضراءْ
|
|
قالت فلنرحل. قال المجنون انتظري، ظلِّي ميتة بين الموتى،
واقتربي |
|
من ضوء الشمعة، إن الله يرانا ويرى وجهي الخائف مقتربًا من وجهك
|
|
محمومًا تحت نقاب الدمع. انتظري، قال المجنون.
|
( 13 )
|
وأنا في درب العودة من (دلفي) البركاتْ
|
[ 3 - 10 - 1974 ] من ديوان (قمر شيراز) |