![]() |
شعر مترجم |
إبحار ياسر عثمان - مصر*
اعتذار: إلى كلِّ اللاءات الشجاعة العصية على الترويض.. إلى أمير شُعراء الرفض أمل دنقل، وقد رفضَ أن يركب في السفينةِ يوماً ما، معلناً عصيانَهُ الجميل على إملاءات اللحظة .. أشهدك ياسيدي أنِّي لن أفعلها ثانيةً عزاء: إلى شباب مصر الذين تخلوا عن عصيانهم الجميل بسبب العوز والحاجة فأغرقتهم سفن الموت في أعالي البحار.
لأني لست عواماً و لا بحارْ و ليس لديَّ ما يكفي من العصيانِ كي أدعَ السفينةْ و مطرقتي التي هانت على الطارقْ تخافُ حماقةَ السندانْ و تخشى أن يكون الصلب ُمصنوعاً من الخشبِ فتطرق رأس مسمار ٍ فيخذلها، و يزعمُ أنه صلبٌ وأنَّ العيب في الخشبِ جلستُ أراودُ الشطآنَ و الأمواجَ، والمركبْ
لأني لست عواماً ولا بحارْ و أن أبي الذي اصطاد النوارسَ من عيون الشمسِ خافَ على ابنه المسكينِ غدرَ " الطُعمِ والسِّنارِ " في بحرٍ قليل (الغمزْ) - جلستُ أراقبُ التيارََ تُغريني سفائنُهُ.. و دعوةُ نوحْ أُهيئُ رحلتي للركبْ، أرتل وِرْدَ مقصلتي، و أكتم ُ صرخةً للرُّوحْ
لأني لست عواماً، و لا بحارْ لم أقل لا للسفينه؛ لأن "نوحاً " لا يجيءُ بالسفينِ مرتينْ، و لأنني لو قلتها لبقيت في" تموزَ" .. رهنَ سخونةِ الرملِ/اللهبْ لا الشمسُ ترحمُني، و لا الليلُ الذي قطع الطريق على النهارْ
لأني لست عواماً، و لا بحارْ، جلست قبيل أمتعتي، أقدم طقس قافيتي لموجِ البحرْ، و أرسم بسمةً صفراءَ للبَحَّارِ والمركبْ و ما ملكت يدُ العرافِ أن تختارْ؛ فترضى بالتي كانت بديلاً للتي تَجِبُ و تتلو وِردَها المكلومَ في يأسٍ، و تنتحبُ و ما أملكْ أنا العرَّافُ أن أحجبْ يداً ملَّت لطولِ القبضِ، أبسطها، و أدفعني إلى الإبحارِ، ضد بدايتي أبحر،ْ و ضد غوايتي أبحرْ، لأني خفتُ من غرقٍ بنهرٍ يابسٍ أجوفْ إذا ما دُستُ بالمجدافِ فوقَ الرملْ.
· شاعر وناقد من مصر مقيم في البحرين
Comments 发表评论
Commentaires تعليقات |
|
|
![]() |
![]() |
|