قـُرِئـتْ على وجْهِ السَّماء ِ دموعُ
و العشقُ فيمنْ ذابَ فيهِ ربيعُ
كمْ شبَّ في قلبِ الطفوفِ زلازلاً
و لـديـهِ مِنْ سُـبـل
ِ الجراح ِ ربوعُ
هذي هيَ الآلامُ في طاحونِهِ
و الكونُ فيهِ مُمزَّقٌ مفجوعُ
و على مآذنِـهِ الحزينةِ كـربـلا
و عليهِ مِنْ غصص ِ
البلاء ِ فـروعُ
يَمشي على جرح ِ الإباء
ِ تلاوةً
و لـهُ على لغةِ الفداء
ِ صُدوعُ
و لـهُ بـأوطان
ِ الجَمَال ِ تـدفـُّـقٌ
و لـهُ بـروح
ِ العارفـيـنَ زروعُ
إنـِّي رأيتُ الطَّفَّ قصَّةَ دمعةٍ
و
نزيفـُها بينَ الحروفِ سريــعُ
فـتـَّشـتُ عنْ جسم ِ
الحسين ِ و ما لهُ
مِنْ بعدِ ترضيض ِ
الخيـول ِ ضلوعُ
و سيوفُ آل
ِ أميَّةٍ لم تنطفئْ
و
لها على الصَّدرِ الشَّريفِ طلوعُ
و السَّهمُ يقرأ في
الرضيع ِ و لم يزلْ
حتى تهاوى في الصُّراخ
ِ رضيعُ
و الـنـَّارُ
تلعبُ في المخيِّم ِ و الضِّيا
لسياط ِ أعداء
ِ الهدى مدفوعُ
و وقـفـتُ و
الرأسُ المقدَّسُ نازفٌ
و علـيـهِ مِنْ وحي
الجَمال ِ سُـطوعُ
و النَّحـرُ قرآنٌ تمزَّقَ في يـدٍ
هيهاتَ يبقى في الخريفِ ربيـعُ
و صُـراخُ أطفال ِ الحسين
ِ بمسمعي
بسياط ِ أسفـل ِ سـافـل
ٍ مقموعُ
هذي الرؤوسُ على الإباء
ِ تجمَّعتْ
و مقامُهـا بيدِ السَّماء
ِ رفـيـعُ
الغاضريَّـة
ُ كـلُّـهـا فـي أضـلـعي
و
على لسـانـي بـالـنـَّحيبِ تـُذيـعُ
و على
الصَّلاةِ تسيلُ نـزفـاً لاهـبـاً
و على دعاء
ٍ تشتري و تـبـيـعُ
هذي طفوفـُكَ في مرايا أدمعي
و صداكَ فتحٌ للجراح
ِ فظيعُ
غيرُ الوقوع ِ
على البطولةِ لم تقعْ
و على البطولةِ يستلذ
ُ وقوعُ
أنـتَ الإبـاءُ و
لا لـسـافـلـةِ الهوى
قـد يـنـحـنـي مِنْ جـانـبـيـكَ ركوعُ
أنـتَ الـتـفـاتـة
ُ كـلِّ عـصـرٍ شـامخ ٍ
و إلـيـكَ يـرقـى في
الجَمَال ِ بـديـعُ
أنتَ الطريقُ إلى النجاةِ و كلُّ مَنْ
لمْ يلتجئْ لـيـدِ الحسين
ِ يضيعُ
هيهاتَ يقربُنا الصَّقيعُ و عشقـُنـا
قد ذابَ فـيـهِ مِنَ الحسين ِ صقيـعُ
إنِّـي وصلتُ إلى جمالِكَ فاختفى
للقلب ِ مِنْ بعدِ الوصال
ِ رجوعُ
قـد نـالَ حرفي مِنْ مقامِـكَ رفعةً
و هـوَ الذي قبل المنال
ِ وضـيـعُ
أنـا لم أنـلْ ضـيـقـاً و
أنتَ معي هنا
دربٌ بهِ صدرُ الحياةِ وسيعُ
إنـَّا نـحـبـُّـكَ يـا حـسينُ و حـبُّـنـا
تـكـتـظ
ُّ فيهِ مِنَ الـزِّحام ِ جموعُ
هامتْ بـحـبِّـكَ سـيـِّدي أرواحُـنـا
و
ضلوعـُـنـا هيَ في يديكَ شموعُ
أنا ما لـبـسـتُ الـدِّرعَ إلا حينما
صُنِعَـتْ و مِنْ عشق ِ
الحسين ِ دروعُ
كلُّ الوجودِ أمامَ قدرِكَ خادمٌ
و
أمامَ قلبِكَ عاشقٌ و مُطيعُ
عبدالله علي الأقزم
10/1/1428 م